تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لماذا أوسيتيا الجنوبية?!

ايمانيته
ترجمة
الأثنين 25/8/2008
ترجمة:سراب الأسمر

عندما حصلت جيورجيا على استقلالها في نيسان عام ,1991لم يجد رئيسها الجديد القادم من الاتحاد السوفييتي السابق زفياد غامسا غورديا أمامه عملاً أفضل من وضع حد للتطلعات الاستقلالية التي تتهيأ لها أوسيتيا الجنوبية منذ عام 1920 (وهي أراضٍ مساحتها 3900 كم2 ويصل عدد سكانها إلى مئة ألف).

هنا بدأت الصراعات العرقية-السياسية الدامية التي حصدت أكثر من ثلاثة آلاف قتيل وتهجير/300/ألف شخص ,الأمر الذي جرّ خلفه سقوط غامسا غورديا الذي خسر حكمه نتيجة انقلاب سياسي في كانون الثاني 1992 قبل أن يحلّ محله إدوارد شيفار نادزه.‏

ولكون شيفار نادزه كان قائداً للدبلوماسية السوفييتية في عصر غور باتشيف عرف نتيجة خبرته أنه من الأفضل أن يضع حداً للصراع دون التخلي عن تطلعات جورجيا لضم الإقليمين الانفصاليين إليها,لكن شعب أوسيتيا الجنوبية طالب باستقلال إقليمه بشدّة:وذلك عام 1992 وفي المرة الثانية عام .1996‏

ومنذاك الحين وبفضل روسيا أعلنت استقلالها الذاتي وأصبحت تسكيفالي عاصمة لها-وهي كانت منطقة ستالينية طوال عصر ستالين.‏

وريث شيفار نادزه,ميخائيل ساكاشفيلي-الذي وصل إلى الحكم في تشرين الثاني 2003 بعد الثورة (البرتقالية) حركة الاحتجاج الشعبية التي طردت من السلطة إدوارد شيفار نادزه,أعيدت أوسيتيا الجنوبية تحت حكم جيورجيا واندمجت تلك الأخيرة في حلف الناتو وبعد تأكيد انتخابه في كانون الثاني 2008-الذي شككت به المعارضة-أكدّ بعض الأولويات التي عتمت على الصعوبات الاقتصادية والفساد الأمر الذي أفسد نظامه:فقد وصلت نسبة البطالة إلى 15% كما مسّ الفقر 50% من الشعب وهذا التدهور جرّ جورجيا للمستوى العالمي للدول الأكثر فساداً ,ودعمته الولايات المتحدة التي منذ بداية 1990 اهتمت بالقوقاز وهي منطقة مغلقة وحاجز استراتيجي بين أوروبا وآسيا,منطقة مغمورة بالبترول والغاز.‏

منذ نهاية ال 2001 ,بحجة الحرب ضد الارهاب« ازدادت المصلحة الأميركية بهذه المنطقة بشكل متزايد,إلى درجة أن واشنطن التي قدّمت مساعدة مالية وعسكرية لتلبيسي أظهرت استعدادها لإدخال جورجيا إلى حلف الناتو,هذا ما صرحت به كوندليزا رايس في تموز الماضي حين كانت في تبليسي عموماً ,تتبع الولايات المتحدة في هذه المنطقة استراتيجية تستوحي أفكاراً من انبجاس التحالف الروسي في ثلاثة كيانات مستقلة:روسيا أوروبية,روسيا قوقازية وروسيا آسيوية تضم جزءاً كبيراً من سيبيريا بعد تمزق يوغسلافيا السابقة وتحطيم وحدة العراق وتم وضع مخطط لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وذلك برسم خريطة جيو-سياسية جديدة للمنطقة,وتتبع واشنطن بدعم الاتحاد الأوروبي نفس الأهداف إزاء روسيا.‏

تقود هذه الاستراتيجية تحت غطاء الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان,يمكن القول بشكل آخر,إنه خلف الصراعات العرقية-السياسية تحولت القوقاز إلى منطقة متعددة الأعراق وجاهزة للانفجار في أي لحظة,وارتسمت مجازفات تجاوزت إطار الصراع الوحيد بين جيورجيا الصغيرة وروسيا!‏

وباتت تشكل رهاناً طاقياً-حيث بترول اذربيجان ينقل عبر أنابيب تصل باكوك ب جيهان(تركيا)عن طريق تبليسي-لأن بحر قزوين يحوي مخزوناً نفطياً أكثر من مئتي مليار برميل,ورهاناً سياسياً وجيو-إستراتيجياً ,حيث بحجة محاربة الإرهاب والتهديدات النووية الايرانية ترغب أميركا في تحويل دول آسيا الوسطى إلى قواعد عسكرية ضد روسيا والصين خصماها الحقيقيان لتضمن التفوق المستمر على العالم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية