وفرض أنظمة موالية للغرب تعمل على الريموت كونترول الأميركي: «لا يمكن فرض الديمقراطية والمجتمع المفتوح إلا من الخارج لأن مبدأ السيادة يشكل عائقاً أمام التدخل الخارجي.. والواقع يصعب التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة.. ولكن من الضروري الوقوف على أصل المشكلة وضمن هذا السياق فقد شكلت الأموال ومنذ وقت طويل التي يضخها جورج سوروس عبر مؤسسته المعروفة تحت اسم معهد التحالف الديمقراطي لمشروع المجتمع المفتوح ويشار إليه اختصاراً opi أداة من أجل نزع السيادة عن الدول وذلك عبر ملء صناديق المؤسسات التي تدعي السعي إلى واحة الحرية والديمقراطية, وهذا ما جرى وبات مفضوحاً في الثورة البرتقالية في أوكرانيا وثورة الزهور في جورجيا.
وفي هذا المقال الذي تسلط فيه الأضواء على تحقيق تمهيدي حول سيطرة جورج سوروس والأقلية المالية البريطانية على السياسة الوطنية الجورجية,وقد تضمن هذا التقرير معلومات مثيرة للدهشة حول ارتباط شخصيات جورجية في مناصب رفيعة المستوى بالعمل مباشرة مع جورج سوروس.
ويبدأ التحقيق بالحديث عن رئيس الوزراء الجورجي فلاديمير لادو غير غينيدز والذي كان وقبل انخراطه في الحكومة الجورجية يعمل في المصرف الانكليزي وقد منحته بريطانيا جنسيتها وهو الذي ولد عام 1979 في العاصمة الجورجية تبليسي وتلقى تدريباته في مدرسة ميدليبوري في ولاية فيرمونت الأميركية وعمل في لندن من عام 1998 إلى عام 2003 في المصرف الانكلو- هولنديABM-Amro وعقب ثورة الزهور عام 2003 في جورجيا تسلم إدارة البنك الجورجي الذي أعيد تنظيمه الرئيس ساكاشفيلي ومالوش براون من خلال برنامج إعادة البناء الذي رعاه سوروس خلال لقاء جمعهم في مدينة دافوس , وقد اعتبر غير غينيدز رجل الساعة حيث استطاع أن يأتي بفريق إداري من مصرف ABN A MRO وخبراء بريطانيين آخرين وقد عينه الرئيس ساكاشفيلي في منصب رئيس الوزراء عام 2007.
فيما عمل رئيس مجلس الأمن القومي الجورجي الكسندر كاخا لومايا من عام 2003- 2004 مديراً تنفيذياً لمؤسسة المجتمع المفتوح الجورجي العائد لجورج سوروس , وكان يدير المخصصات من المنح وإدارة ميزانيته السنوية المقدرة 2,5 مليون دولار, وفي نفس الوقت كان لومايا المدير الاقليمي لمعهد opi عن جميع دول الاتحاد السوفييتي الأسبق , كما وساعد في إقامة »تحالفات المنظمات غير الحكومية في المنطقة الهادفة إلى تحريك النشاطات الإصلاحية وكذلك ساعد في إقامة الاتحاد الدولي للتحالف« للمجتمعات المدنية التي تسعى إلى الإصلاحات الديمقراطية على الصعيد العالمي وبعدما شغل منصب وزير التربية والعلوم , عينه ساكاشيفيلي رئيساً لمجلس الأمن القومي الجورجي.
وفي منصب وزير إعادة الاندماج وهو اسم أطلق على وزارة تعنى بحل مشكلة أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية, عين ساكاشيفيلي الوزير تيمور ياكوبا شفيلي وهو معروف بأنه من اللوبي المؤيد لأميركا وكذلك لإسرائيل في تبليسي ويعمل معاونا ً لمدير بنك الأفكار الجورجي الذي يطلق عليه اسم المؤسسة الجورجية للدراسات الاستراتيجية والدولية« والذي تموله الإدارة الأميركية بشكل خاص, وكذلك لمؤسسة المجتمع المفتوح التابعة لجورج سوروس وكوكا كولا وراند كوريوريشن.
وفي مقال كتبه آري اغوزي بعنوان »الحرب في جورجيا الأصابع الإسرائيلي« أكد فيه أن الوزير ياكوبا شفيلي صرح في خضم الأزمة الروسية الجورجية الأخيرة قائلاً « على الإسرائيليين الفخر على تدريبهم وتربيتهم للجنود الجورجيين ونحن نخوض الآن حرباً ضد روسيا الكبرى.. وأملنا هو تلقي مساعدة من البيت الأبيض لأن جورجيا لا يسعها الخروج من الأزمة بمفردها.. ومن المهم أن يعرف العالم أجمع أن ما يجري في جورجيا الآن سيؤثر على النظام العالمي وهذه ليست قضية جورجية محضة, إنها قضية تخص العالم أجمع .
أما المسؤول عن اللجنة البرلمانية للاندماج الأوروبي ديفيد دارشيا شفيلي والذي كان المدير التنفيذي الأسبق لمؤسسة المجتمع المفتوح ويعود تاريخ عمله مع مؤسسات جورج سوروس إلى العام 1992, ولاسيما مع «معهد القوقاز للسلام والديمقراطية والتنمية ومن ثم تلقى تدريباته في واشنطن ضمن إطار منح فولبرايت وكذلك تلقى دعماً من المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن, وهو الآن يعمل على التنسيق بين المؤسسات البرلمانية في جورجيا من أجل انخراطها في الاتحاد الأوروبي, وفي تموز من عام 2007 نظم دراشيا شفيلي ندوة لصالح «مشروع مارشال الألماني للولايات المتحدة وكانت الندوة تحت عنوان إصلاح قطاع الأمن والعلاقات بين المجتمع المدني والدفاع قبل وبعد الثورات وتجدر الإشارة هنا أن المدير التنفيذي لهذا المركز عبر الأطلسي من الولايات المتحدة إلى بروكسل هو رونالد د. اسموس وهو مسؤول رفيع المستوي في مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة , كما وأنه الشخص الذي نظم مؤتمراً أتاح «للجنرالات الخمسة تقديم تقريرهم المتعلق بالإصلاحات في حلف الناتو, كما أنه مقرب من الشخصية الليبرالية الامبريالية البريطاني روبرت كوبر وهو من كبار المشجعين لعودة فرنسا إلى القيادة المشتركة لحلف الناتو, كذلك يتعاون مع مجلس العلاقات الخارجية الأوروبية وهو بنك أفكار يديره مستشار طوني بلير مارك ليونار ويموله جورج سوروس.