تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تحديات كبيرة أمام باكستان

شؤون سياسية
الأثنين 25/8/2008
علي سواحة

دخلت باكستان مرحلة جديدة ليس بسبب استقالة الرئيس برويز مشرف بحسب بل لأن الأزمة السياسية لا تزال قائمة ومستمرة في هذا البلد الذي يراد له أن يبقى هكذا في فراغ سياسي

ومنذ عقود وهو عرضة لأمواج في إطار تحالفات دولية واقليمية انهكته وأخرجته عن مضمار السباق التنموي والصناعي لنمور أسياد القوى الدولية الصاعدة فيها باستثناء انجازين هما عضوية النادي النووي وبناء جيش ذي حرفية عالية وتقنية حديثة متطورة أعاد لباكستان الموقع والمكانة اللذين جعلا الغير ينظر إليها باحترام.‏

إن لعبة الشد والجذب بين السياسيين والجيش لا تزال حاضرة في إطار تلك الأزمة التي تعيشها باكستان منذ عقود وخسرت على أثرها بنغلادش وبقيت كشمير تحت السيطرة الهندية فيما بقي المشروع النووي الإنجاز الأهم الذي يحسب لمصلحة العسكريين لكن ذاك الخلاف بين السياسيين والعسكر شكل أحد معوقات التقدم في الوصول بباكستان قياساً لما وصلت إليه الهند.‏

يجمع المحللون على أن الصراع السياسي في باكستان بعد استقالة مشرف سيتركز بين مجموعة من الاحزاب الكبرى ومراكز القوى في البلاد وهي حزب الشعب الذي يعتبر أكبر الاحزاب على المستوى الشعبي وعلى مستوى التمثيل البرلماني وهو اليوم يحاول إعادة بناء نفسه بعد الصدمة التي تلقاها باغتيال زعيمته بناظير بوتو في كانون الأول الماضي وقد عاد هذا الحزب أخيراً إلى ما يشبه نقطة البداية عندما صعد إلى السلطة عقب رحيل الجنرال ضياء الحق في عام 1988 وهذا الحزب وبزعامة زوج بوتو آصف زرداردي يسعى من جديد مع حزب نواز شريف من أجل باكستان.‏

كذلك يوجد على الساحة الباكستانية اليوم قوة سياسية مهمة وهي حزب الرابطة الاسلامية الذي يترأسه فواز شريف الذي فاجأ الجميع باحتلاله الموقع السياسي الثاني بين الاحزاب الباكستانية في انتخابات شباط الماضي وهو المدعوم بقوة من القطاع الصناعي وقطاع التجارة ورجال الأعمال.‏

ويقول المحللون إنه الحزب الأفضل تنظيماً والأقدر على التركيز على القضايا الحقيقية وليس على الشعارات إلى جانب ذلك توجد أحزاب في الباكستان لها طابع القومية والطائفية.‏

والتي لبست مؤخراً لبوساً دينياً واتسعت مساحة التأييد الشعبي لها في الآونة الأخيرة على خلفية تصاعد الأزمة السياسية في باكستان بسبب ما أكده محللون باكستانيون ودوليون من تراجع شعبية الرئيس مشرف على خلفية سماحه لواشنطن بانتهاك السيادة الباكستانية مع ترك الولايات الباكستانية الواقعة في شمال غرب البلاد على الحدود مع أفغانستان عرضة لهجمات أميركية بحجة أن تلك المناطق هي مأوى لعناصر طالبان والقاعدة وهي بالتالي خارجة عن السلطة الباكستانية بتأييد من الرئيس السابق مشرف.‏

وعلى هذا فإن باكستان اليوم وبعد رحيل مشرف ليست أحسن حالاً طالما أن واشنطن لا تزال تتطلع إلى البقاء فيها تحت أي ذريعة بحجة استكمال حربها ضد الإرهاب.‏

إذاً باكستان اليوم في مرحلة انتقالية في غاية الحساسية داخلياً واقليمياً وسيكون تولي السلطة من قبل رئيس مجلس الشيوخ محمد ميان سومرو بما فيها السلطات الرئاسية في الباكستان هي لفترة مؤقتة تمتد لشهر حسب الدستور الباكستاني لحين انتخاب رئيس جديد خلال ثلاثين يوماً ومع أنه لم تتضح الصورة بعد لمن سيكون منصب الرئيس الذي هو بالطبع منصب شرفي تقليدي في باكستان إلا أن هذا المنصب كان أكثر قوة في ظل حكم الرئيس مشرف.‏

وإذا كان زعماء المعارضة قد رحبوا برحيل مشرف قائلين إن الديمقراطية أفضل انتقام, إلا أن المسؤولية الكبيرة التي تنتظرهم ستكون اختباراً لهم كي ينقلوا البلاد من حالة الفوضى إلى حالة الاستقرار الذي ظلوا يلعبون على وتره طوال الفترة الماضية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية