فهي في الثانية والعشرين تفضل الوسيم, المقتدر مادياً, الطموح الرشيق, العصري المثير لاعجاب الأخريات, الخيالي والرومانسي, وفي الثانية والثلاثين, تميل لرجل لايزال يتمتع بقدر من الوسامة, يرتدي بذلة وربطة عنق, لم يتأثر شعره بالصلع بعد.
يفتح لها باب السيارة, يجذب لها المقعد لتجلس, يتذكر عيد ميلادها,يمتدح طهيها ويحمل عنها حقائب التسوق, وفي الثانية والأربعين ترغب أن يمتدحها أمام الأخريات, يوافقها في الكثير من الآراء, يرتدي ملابس مناسبة.
لايترك ذقنه بلاحلاقة, ويعمل كثيراً خارج المنزل, وفي الثانية والخمسين تفضل ألا يكرر نكاته, يمتثل لأوامر الطبيب, لاينام أمام التلفزيون, ويرتدي جورباً نظيفاً ويتذكر اسمها ويكف عن الشخير.لكن في الثانية والستين فإنها تتمنى ألا يكثر من الطلبات وأن يتذكر دواءه وطقم أسنانه ودورة المياه ولايخيف الأطفال بصوته, أما في الثانية والسبعين فيكفيها أن يتنفس بجوارها.
في أحيان كثيرة يكون »المناسب« هو »النقيض« تماماً, ومن خلال كتابهما المثير»نساء ذكيات واختيارات حمقى« يكشف»كونيل كووان وميلفين كندر« حقيقة مؤلمة تؤكد بأن المرأة الذكية المتفوقة الصلبة في مظهرها والرقيقة في داخلها تحلم برجل كامل أو »سوبر مان« خارق وهو ذاته الذي يكون في أحيان كثيرة سبب مأساتها وشقائها.
فالرجل يكره المرأة الناجحة,ويبتعد عن الاقتران بها, وإذا ماتزوجها فإنه يحاول الحط من شأنها فتنشأ بينهما مشكلات لاحصر لها بحسب الكتاب.
ولأن الأزواج السعداء لايشكلون أكثر من 20% بحسب احصائية حديثة, فيما الباقون تتأرجح حياتهم بين التعاسة والشكوى والملل والنكد, الطلاق الروحي, والبحث عن سعادة خارج إطار الزواج, يبقى العثور على زوج مناسب, عملية مضنية للغاية, ما يجعل من المهم الرضا ب»القسمة والنصيب« والتي يحّملها كثيرون أوزار فشل حياتهم الزوجية.