وبالانتقال إلى العداء والكراهية نجد الحسد والغيرة تملأ قلوب الكثير من النساء اللواتي يختلفن في طريقة التفاعل مع هذه المسألة فمنهن من تغار من زميلة لها في العمل أو جارة أو حتى صديقة فإما أن يكون شعوراً إيجابياًَ محفزاً أو سلبياً مدمراً وبالنسبة للحافز الذي يجعل الفتيات يغرن من بعضهن بقوة هو عنصر الجمال والحضور.
وبهذا الصدد تناولنا الموضوع مع مجموعة من الفتيات اللواتي عبرن عن ذلك بطرق مختلفة حسب وجهة نظرهن.
الآنسة نبال.س تقول لم يكن هذا الشعور يعنيني بشيء قبل تجربتي العملية ومالقيته من زميلتي في العمل التي لم تدع شيئاً إلا فعلته لتثبت وجودها على حساب وجودي، فأصبحت أرى وبكل وضوح هذا النوع من الشعور وماذا يفعل المرء علماً أن هذا الإحساس موجود لدى النساء والرجال مع اختلاف التعبير ولانغفل إيجابيته في بعض الظروف لإنجاز الأفضل أو العكس.
أما السيدة سناء.م وهي متزوجة فعبرت عن شعورها بالغيرة منذ سنوات المراهقة فقد كانت تتمنى الحصول على أشياء كثيرة تمتلكها الأخريات من لباس وألعاب وغيرها لكن الغيرة عندها تحولت إلى نوع من الهوس والمرض الذي يلاحقها في كل لحظة بعد زواجها وذلك بسبب وجود إحدى الجارات التي كانت تحاول لفت نظر زوجها ومعاملته باهتمام ولطف مبالغ فيه للإيحاء له أنها الأفضل ساعية للتقرب منه ما أثار تحفظها وغيرتها وخاصة مع استجابة زوجها لذلك وأقامت مقارنات صريحة بينها وبين المرأة الأخرى وما أثار كرهها وحقدها عليها هو أن تلك المرأة تعلم أنها تتسبب بشقاق بين الزوجين ومع ذلك تفرض وجودها على الزوج غير عابئة لما تشكله من أزمة لها كزوجة.
وبالنسبة لسوزان فهي تجد الغيرة أمراً أكثر من طبيعي، بل إنها تؤكد أنه لايوجد إنسان لا يغار إمرأة كان أم رجلا فهذا الإحساس من شأنه تحفيز الإنسان على النجاح والمثابرة طبعا الغيرة بحدودها الطبيعية وليس العكس كما أكدت أخرى (نيرمين .ن) إنها بصراحة ووضوح تجد نفسها جميلة وذات ثقافة وحضور ولا ينقصها شيء لكنها ومع ذلك تشعر بالتوتر أحياناً من المحيطين بها وليس من المرأة ذاتها فهي تؤكد أن البعض يبالغ في الإطراء والمديح في حق إحداهن دون أن تمتلك المرأة تلك الميزات بهدف كسب رضاها ومجالستها ليس إلا ما يشعرها بالاستفزاز الشديد الذي قد يلاحظه الآخرون أحياناً.
فسيرة المرأة الذاتية النفسية لها بالغ الأثر إذا كانت تربية المرأة قائمة على حب الآخرين وتتمتع بالنقاء الداخلي للشخصية، ويلعب الحب الذي ينتج سلوكاً إيجابياً قائماً على التفاعل الإيجابي بتمثل سلوك إنساني يتمنى للآخرين من الخير ما يتمناه لنفسه، باختصار المرأة مخلوق لطيف وجميل ينتج الغيرة والتسامح بالفطرة فقد جعلها الله رمزاً للاحتضان والعطف تمنح دون أن تعطى بما تملكه من خارطة نفسية من العطاء، أما حين تتشوه هذه الفطرة بفعل الآخرين يظهر سلوكها الإيذائي العدائي أو الكيدي، فالغيرة في حدودها الطبيعية ليست فيها غضاضة بل هي نوع من الإحساس والشعور الذي يزرع في نفوسنا نوعاً من الدفع لطاقاتنا في المنافسة والتفوق أما الغيرة المتطرفة فتولد سلوكا عدوانيا منفرا للآخرين ليصبح لدى المرأة نوع من المنبوذية للآخرين إذا تجلى سلوك الغيرة بنوع من العدوانية ومن ثم ينعكس على الحالة النفسية والعضوية.