تحاملت على جراحها بل حملت جراح العرب كلها وهي تنتصب كالمارد المجروح الذي يدرك أن السقوط هو نهاية العرب.. ما همها ما رتبوا لها من تقتيل وتدمير على يدي الخونة ممن كانوا يوماً أبناءها الذين باعوا أنفسهم للأجنبي ولأذنابه من بقايا من كانوا يسمون عرباً.
كانوا يريدون لسورية أن تتخلى عن دورها الوطني والقومي ويحولوها إلى سلعة تباع وتشرى بعد أن كانت حارسة الهم القومي والغضب القومي وحارسة الجراح العربية.. لكن ما أرادوه لم يكن سوى مجرد مؤامرة خسيسة طواها الزمان والريح مثلما طوى غيرها من مؤامرات أكبر لم تكن سوى سحابة صيف في مهب الرياح !!
وها هي سورية الأبية والألق العربي الأبدي الذي طغى على كل سواد العالم وأحاله إلى نور وجمال وبياض فظلت قلعة العرب الصامدة بل الحصن الأخير الذي يلجأ إليه كل عربي مظلوم أو مكلوم أو صاحب حق يسأل عن بلاده التي ضاعت أو ضاع قسم منها فوجد سورية الرمح والسيف وعودة هذا الحق مهما طال الزمان .
إنها سورية... التي ظلت جوهرة الوطن العربي وحامي حماه والسيف المقاوم الصامد الذي نسي جراحه فأعاد إلى أولئك الخونة المارقين الذين أرادوا لها الدمار: معنى أن يظل السيف المدمى حارساً للأهل والعرض والأرض فيخرج من كل ساح حارس حقيقي منتصر فيطوي جموع المتآمرين والخونة ويعلن للملأ أن النصر حليف الشرفاء وأن قضية العرب العادلة هي الحقيقة الأنصع وأن كيدهم وتخليهم عن الشرف العربي هو الذي يزيد سورية صموداً وإصراراً ومزيداً من الحق الذي حاولوا جاهدين إضاعته وإلحاقه بالركب الأجنبي الغادر ..
إن سورية العرب التي أرادوا لها التفتيت والضياع مازالت حافظة للحق الوطني والعربي فقضت على فلول الخونة وأسلحتهم الأجنبية التي قتلوا فيها أشقاءهم وطوتهم إلى غير رجعة فبقي هذا التراب كما كان هو قدس الأقداس وهو الأقنوم الذي لا يدانيه شيء آخر فتضمخ بالدماء التي أحالته إلى لون قان يتيمم بالطهر الذي أعلن للكون كله أن سورية باقية الشمعة الأبدية في سماء العرب وفي بلوائهم ومحنهم معلنة دائماً أنها السيف اليماني الذائد عن حقوقهم والقائل ( لا) لكل ما يمس حق سورية وحق العرب أجمعين.
أما أولئك المارقون الآخذون من بلدان الاستعمار: وطناً لهم، والبائعون ضمائرهم بكل خساسة في أسواق المزاودات الغربية... أولئك حقت عليهم لعنة سورية وغضبها فسيظلون مارقين يلعنهم التاريخ وتلعنهم الدماء العربية السورية التي سالت في أنحاء البلاد وتقول: إن للحرية باباً يتضرج بالدماء، ويظل عنوان الوطن العربي السوري:
المقاومة والصمود وروعة الانتصار في كل زمان.