وإن كان لنا إزاء ما يحصل أن نعبر بحرية عن آرائنا وأن نتحدث فيما بيننا من باب تصويب الخطأ وعدم تكراره.
ومثلما أن أبناء الوطن كلهم أمانة في أعناقنا، كذلك أبناء الجيش بضباطه وعسكرييه هم أمانة في أعناقنا نحن كلنا سوريون من أخطأ ومن أصاب أبناء للوطن الواحد.
سورية من الشط إلى البر ومن الصحراء إلى الحقول ومن المدن إلى القرى.
وأنا كبعيد عن الوطن منذ نصف قرن أرى وأتحدث بعقلانية وقلقي كبير على أهلي سواء كانوا مدنيين أم عسكريين.
والناس العاديون من غير مواطني بلدي يتساءلون عما يحدث في أرضنا الطيبة..
من هؤلاء المسلحون الذين يروعون الناس ويبثون الخوف في نفوسهم؟ ماذا يريدون؟ من الذين زودهم بالسلاح؟ هذه أسئلة وأسئلة غيرها يجب أن نجد أجوبة لها.. إذا كان هناك من يزود هؤلاء بالسلاح فلنعلن اسمه مهما كان ومهما وأينما كان.. فهذا الغموض يجب أن يزول كي يعرف الشعب من عدوه ومن صديقه.. من يريد دماراً للوطن ومن يريد عماراً به.
يجب أن تتوقف كل هذه الاحتجاجات وأن يترك للقيادة السياسية فرصة تلتقط فيها أنفاسها كي تستطيع أن ترتب البيت الداخلي وحمايته لئلا يسقط السقف على الجميع.
ومن أوائل ترتيب هذا البيت الحوار مع النخبة المثقفة من أدباء وفنانين وجامعيين نجلس معاً جميعاً ونصارح بكل ما نريد، نعم نريد إصلاح بلدنا ولكن بأن نتضافر معاً جميعاً يداً بيد كي نحقق الأمل بإخراج الوطن من هذا النفق الذي يريده لنا أعداؤنا في الداخل والخارج.
الحرية نعم.. الإعلام الحر نعم.
الديمقراطية والانتخابات التشريعية الشفافة نعم، القضاء العادل وغير المسيس نعم، كشف أسماء المفسدين وسارقي لقمة الشعب نعم.. وكثير من قليل نعم..
ولا أعتقد أن السيد الرئيس لا يفكر بمثلما نفكر وأنه مثلنا يحلم بسورية موطناً للعرب بسورية مستقلة قوية ممانعة ، مقاومة، كي نستعيد حقوقنا كاملة، وخصوصاً أرضنا المحتلة، في الجولان منذ سنوات طويلة.
لقد عبر قطاع أهل الفن عن آرائهم بشفافية مع أو ضد، لا أقول (ضد أبداً) معاذ الله.
لقد شاهدت فناننا الكبير دريد لحام على قناة NBN اللبنانية وكان صادقاً وصريحاً وشفافاً في الحديث عن الذي يحصل فوق أرض الوطن..
كلنا نريد بلدنا آمناً، كلنا نريد له الخير والقوة والرفاهية، كلنا نريده ممانعاً مستعداً لاستعادة الأرض المحتلة إن لم يكن اليوم فغداً.
لكن كل ذلك بالحوار والجلوس على طاولة واحدة جميعنا بكل أطيافنا الشعبية وأن نرمي خلفنا لغة السلاح التي تزيد النار ناراً وحريق البلد حريقاً.
إن ساعة الخلاص لا تتم بجلسة أو جلستين فالحوار الهادئ، العقلاني، من أجل مصلحتنا جميعاً التي هي مصلحة البلد بالتأكيد هي وحدها بالحوار تصعد وتثمر في إيجاد الحلول المطلوبة.