وإنما أن ترفعوا رؤوسكم عالياً لأن مكانة ومرتبة الشهيد هي أرفع وأعلى درجة ينالها المرء حين يكون الوطن هو الهدف والمعيار في الدفاع عنه.. عبارة قالها الشهيد البطل سالم صالح سلوم الذي ماهو إلا واحد من آلاف الأبطال الذين عطروا أديم الأرض بالدماء الزكية التي أخصبت تربتها عنفواناً وكرامة ومجداً وشقائق نعمان.
والد الشهيد السيد صالح سلوم أكد اعتزازه وفخره بشهادة ابنه واصفاً إياه بأنه كان يمتلك حماسة لاتوصف وعزيمة لاتقهر ولم يعرف الخوف طريقاً إلى قلبه، فبعد أن أنهى خدمة العلم ترك عمله الخاص وتطوع في صفوف الجيش العربي السوري حيث عقد العزم مع رفاقه لرفع راية النصر مقسمين على دحر الإرهابيين المخربين أصحاب العقول الشيطانية وقال: أمام عظمة الشهادة فإنني كأب أهدي شهادة ولدي للوطن وقائد الوطن ورحم الله شهداء سورية الغالية.
لقد استشهد الابن الأصغر وهو الأغلى على قلب الأم، تقول والدة الشهيد سالم: أنا أفتقده كثيراً لكن الوطن أغلى وهذا ماجسده سالم الذي كان قدوة في التضحية ومثالاً للابن البار بوالديه والحنون على اخوته، المحب لوطنه فقد كانت الابتسامة لاتفارق وجهه.
وقالت أم الشهيد أنه في إجازته الأخيرة ودّع جميع أهله وكأنه كان يعلم بأنه سيستشهد، إذ بعث برسائل لجميع أصدقائه وقال لي «غداً تشاهدون اسمي بين أسماء الشهداء» وبعد سفره بيوم واحد استشهد فداء للوطن العزيز حتى ننعم نحن الشعب بالأمن والاستقرار «رحم الله جميع الشهداء».
أخت الشهيد رنا سلوم أكدت أن شهادة أخاها عطرت تراب الأرض بدمه الطاهر والنقي.
وذكرت أنه في آخر مكالمة معه قالت له «دير بالك على حالك ياسالم» وكان الرد «لاتخافي مابيصير غير ماكتب الله» ووصيتي لكم جميعاً لكل أهلي وأفراد أسرتي عندما أستشهد ارفعوا رأسكم ولاتدعوا الحزن ينال من قلبكم فسورية تستحق التضحيات، رحم الله جميع الشهداء والنصر لنا بإذن الله.
أما أخته لميس والتي تفتخر كباقي أفراد الأسرة بشهادة البطل وترفع رأسها عالياً فقد استشهدت بمقولات القائد الخالد حافظ الأسد عن الشهادة والشهداء التي تؤكد القيم النبيلة للشهداء.
بطاقة تعريف: الشهيد البطل الملازم سالم صلاح سلوم من محافظة حمص تولد قطنا ريف دمشق 1990
***
حمص تبعد عن دمشق 160 كم فيها ضريح وجامع القائد خالد بن الوليد