تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ســــــلوكيات غــــــير مرغوبــــــة

مجتمع
الأثنين 16-7-2012
أنيسة أبو غليون

تكاد المجتمعات العربية تتفق على الكثير من السلوكيات المرفوضة تماماً في الوقت نفسه مازال البعض يصر على فعلها مثل (التجشؤ) أو صدور صوت عند شربه للسوائل أو حتى الزيارات

من دون موعد وإطلاق التعليقات على الناس في الشارع من دون حياء أو حتى التطفل على الجيران وسلوكيات أخرى كثيرة مرفوضة تسبب المشكلات كثيراً والانزلاق في مواقف محرجة.. تفاصيل أكثر في هذا التحقيق.‏

الزيارات المفاجئة‏

الزيارة دون موعد من أصعب الأمور التي واجهت السيد خلدون بعد زواجه يقول: لم أكن أنتبه في منزل عائلتي لهذه العادة ومدى تأثيرها علينا كأفراد لكن بعد زواجي وتحملي مسؤولية منزلي أصبحت أنزعج وبشدة من الزيارات الاجتماعية التي تحدث من دون موعد مسبق لأنها تسبب الاحراج وكوني موظفاً أحتاج إلى الراحة بعد انتهاء أوقات عملي الطويلة ,كذلك أحتاج إلى بعض الوقت للجلوس والتحدث مع زوجتي وهذه الساعات لا يحترمها الناس ويأتون في أي وقت ويجلسون لساعات طويلة.‏

ويختلف السيد رؤوف مع الرأي السابق ويقول: الزيارات المفاجئة عادة جميلة تذكرنا بقيمة التواصل العائلي والاجتماعي لكن هناك عادة اجتماعية منبوذة جداً ولا أعرف لماذا مازال الناس في مجتمعاتنا يمارسونها رغم التطور والانفتاح وإعطاء المرأة حقوقها وهي معاكسة الفتيات في الشارع رغم الانفتاح التعليمي، فكم تكون تلك المعاكسات مؤذية وأكون سعيداً عندما أتفاجأ بزيارة صديق لا أتوقع زيارته.‏

الجارة المزعجة‏

تتدخل دائماً فيما لا يعنيها في أمور جيرانها تعيش وكأن أذنيها في غرف الجيران وبمجرد أن تسمع أصواتاً عالية تجدها أسرعت لقرع الجرس وسؤالهم عن أسباب هذه الأصوات، هذه بعض مواصفات الجارة (الحشرية) التي وصفتها هيفاء (ربة منزل) التي أعلنت أنها تستاء من تدخل جارتها غير المبرر بهذه الصورة وتضيف: تتدخل بطريقة سخيفة جداً في أحوالهم وتسأل أسئلتها المستفزة وتظل موجودة لأوقات طويلة وكأن وقت الجيران مهدور وضائع ولا تخرج إلا إذا اضطروا لإخراجها بطريقة غير لائقة.‏

التطفل‏

التطفل يتسبب في مشكلات كثيرة بين الشاب سعيد وبعض أصدقائه ممن يتطفلون لمعرفة معلومة ما أو خبر أو عن أصدقائه وعن تجربته مع هؤلاء يقول: هذه النوعية من البشر لديهم درجة من الفضول الشديد غير المقبول لدرجة أنني ابتعدت عن محادثتهم لأن فضولهم تفشى في جميع أفراد الشلة حتى إنهم يتحدون بعضهم البعض من يستطيع معرفة السر لدى شخص ما وللأسف في محيط الجامعة أصبحوا منتقدين ولا يخالطهم أحد إلا من كان على شاكلتهم أو لا يعرفهم بأنهم يتصفون بهذه الخصلة السيئة والمرفوضة.‏

النقد اللاذع‏

يعتبر المدرس سمير أن النقد اللاذع غير مطلوب في كثير من الأحيان وقد يختلط الأمر في رأيه ما بين الصراحة والوقاحة فيعلق سمير بقوله: أرفض هذا النوع من النقد فهناك زملاء يتباهون أنهم صريحون ولا يعجبهم العجب وينتقدون بشدة ويطلقون الأحكام حتى لو جرح الآخرون فالصراحة شيء والنقد اللاذع شيء آخر ويتسبب في ضيق الآخرين فمثلاً إذا ارتديت زياً جديداً لابد أن ينتقده ويظهرك بأنك لا تعرف الذوق ولا تعرف كيف تنتقي ملابسك.‏

الزميل الحشري‏

الحشري الذي يتدخل فيما لا يعنيه، يلخص مهاب ذلك بقوله: الحشري يقترب منك بسرعة بمجرد أن يراك متجهماً أو حزيناً فيبدأ بالسؤال عن سر الحزن أو التجهم وأحياناً تكون في حرج من الإفضاء بأسرار معينة في بيتك أو حياتك فلا يتركك بل يصر على السؤال وعلى معرفة السبب وإذا ما حاولت اسكاته لا يسكت أبداً ويقول: الناس لبعضها.. ما فائدة الصداقة والزمالة إذا لم يعرف كل شيء ويصر على التحدث وأنه لابد من الفضفضة حتى أستريح وإذا أصررت على السكوت يخاصمني.‏

رأي مختص‏

يرى المعنيون في هذا المجال أن السلوكيات الغريبة المرفوضة تمثل في الحقيقة تلك البقع السوداء على الثوب الأبيض التي تشوه منظره الجميل وأي إنسان يمكن أن يقع في هذه الأخطاء الفادحة وإن بعضها حدث في حياتنا وتركناها تستشري والأدهى من ذلك أننا في بعض الأحيان ضحكنا على بعضها أو اعتبرناها أفعالاً مضحكة وفي بعض الأحيان انتابنا نوع من الحرج لعدم التصدي لبعض هذه العادات حتى لا نضايق قريباً أو صديقاً أو زميلاً فاستمر حدوث مثل هذه العادات وأصبحت في بعض الأوقات عادية وهي بالطبع تنتشر في الريف والأحياء الشعبية التي تفتقد ثقافة ما يسمى بـ (الاتيكيت) أو قواعد الذوق في السلوكيات الاجتماعية وتغلب عليها الأمية التعليمية والثقافية وتحتاج إلى مزيد من التوعية للتخلص من تلك العادات المرفوضة لذا لابد أن نقف جميعاً ضدها ونرفضها ونحاول إلغاءها من حياتنا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية