وغيرها من الأشياء التي تقوم بتسليتنا وتفيدنا بنفس الوقت وظننت أن أمواج النسيان طوتها مع مرحلة هامة وجميلة من عمرنا هي الطفولة بكل ما فيها من براءة ومرح ووقتها لم نكن ندري إن هذا النوع من الألعاب التي كنا نقوم بصنعها أصبح لها اسما علميا في عصرنا الحاضر وان هذا الجيل بدا يعرفه ويحبه ويعمل فيه بطريقة صحيحة وسليمة وهو فن الاورغامي .
انه الفن الجميل وهو من ضمن الفعاليات والأنشطة الفنية التي تشهدها هذه الأيام معظم المراكز الثقافية والتي ترعاها منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة , قمنا بتغطية بعض منها في المركز الثقافي العربي في « أبو رمانة» مثل مسرح عرائس وتصوير ضوئي وأنشطة فنية متنوعة .
وللتعمق أكثر في روح هذا الفن الذي يمكن أن يخلق جيلا من الأطفال يستثمرون الأوراق وحتى الجرائد القديمة والمجلات بدلا من رميها في سلة المهملات بعمل حيوانات أو صندوق يستفيدون منه فيقومون بملء أوقات فراغهم كان لابد من مشاركة الأطفال والاندماج معهم في هذا النشاط المفيد حيث كانت بين أيديهم أوراق ملونة وأعينهم تتابع يدي الأستاذ إيهاب أبو حامد المختص بهذا الفن وهو يقوم بطي ورقة أمامهم شارحا كيفية عمل شيء ما من هذه الورقة البسيطة وأثناء عمله كان يتحدث عن هذا الفن الممتع قائلا: إن الاورغامي هي كلمة فرنسية مؤلفة من مقطعين الأول أور ويعني طي وغامي الورقة فأصبح المعنى طي الورقة وباللغة العلمية هو هندسة وتخطيط لأشكال ثلاثية الأبعاد مستخدما ورقة واحدة كعمل مملحة أو زورق أو صندوق أو كاس ماء وأحيانا من عدة أوراق قد يصل عددها إلى ست أوراق كما في صنع الخلية وذلك عن طريق طي الورقة حيث يصل عدد الطيات إلى 14 طيه كعمل نجمة أو نجمتين مثلا مشكلين منها أشياء ثابتة مثل الزورق أو الطائرة وأخرى متحركة مثل الغراب الذي يقوم بسرقة البيضة أو الفم بواسطة ورقتين نقوم بفتحها وإغلاقها .. واخذ الأطفال بصنع شكل بسيط من ورقة واحدة يستفيدون منه ثم يتعلمون صنع أشياء أكثر تعقيدا فيما بعد وهذا ما يخلق لديهم روح الإبداع والموهبة من خلال أفكار تدور في رؤوسهم الصغيرة و ترجمتها باستعمال الورق وتحويله إلى أشياء يحبونها ويلعبون بها أو يقومون من خلالها بحياكة قصة لطيور وحيوانات يقومون بتشكيلها وتابع حديثه : أول ما ظهر المصطلح في الصين واليابان ثم انتشر في العالم العربي.
و عن الهدف والغاية منه وأهميته حدثنا قائلا: بان هذا الفن بالإضافة إلى تعليم الطفل كيفية صنع الأشياء التي يستفيد منها مثل كاس الماء الذي قام الأطفال بصنعه فانه يعتبر عامل هام في تنمية ذهن الطفل وتحفيز خياله وذلك بالتفكير في عمل أشياء يحبها مثل خاتم آو وجه وينمي روح العلم لديه كما إن له هدف بيئي وهو المحافظة على نظافة المكان الذي يكون الطفل فيه بعدم رمي الأوراق وبذلك يكون قد ساهم في نظافة بيئته وأصبح عضوا فاعلا في مجتمعه حيث يستطيع الاستفادة منها بعمل أشياء مفيدة وممتعة بوقت واحد .