التي يشارك فيها جميع أبناء الوطن
وعلى الرغم من مرارة ما تعرضت له سورية من أحداث استهدفت وحدتها الوطنية ونسيجهاالاجتماعي وما يمارس عليها من ضغوط خارجية كبيرة ، فضل أن ينظر الرئيس الأسد في كلمته إلى المستقبل من بوابة الإصلاحات الشاملة والحوار مؤمناً أن الانتماء العميق للشعب وروحه العظيمة هما اللذان يجعلان سورية بخير،ونحو مزيد من التفاؤل بالمستقبل وما ستكون عليه سورية ودور المواطنين ومسؤوليتهم في رسم مستقبل مشرق لبلدهم وإنجاح مشروع الإصلاح.
الاختلاف بالرأي ينبغي أن يتجلى بقرع الحجة لا بقرع الاتهام بالاتهام والتشهير بالتشهير ، وهكذا ينتصر العقل وينجح المنطق وتسمو الأخلاق فيكون الاختلاف نعمة لا نقمة!!
هذا الحديث قادني استطراده وأنا أشاهد الرئيس الأسد وهو يقف بصلابة وشموخ الذين يحملون تاريخهم لأن الحقيقة وتاريخ الإنسان الذي يقاوم ويصبر ويجاهد ويحلم ويعلم حقائقه لأجيال الشعب ، ويصبرون على إدراك المحبة والثبات على المبادئ العظيمة والتي هي دائماًمبادئ الإنسان الذي يسمو بالحق والعدل والايمان ويستشرق للمستقبل آفاقاً للحياة الحرة الكريمة التي تعلمناها وعشقنا طيبتها ومحبتها وقيمها النبيلة .
فالذين خرجوا في ذلك اليوم هم من أعلى الأعمار إلى ادناها،وبهذه الأعداد الكبيرة وهذه حقيقة لا يدعيها (الإعلام السوري) الذي أزعج الأميركان والغرب بل يعرفها كل سوري، لأنه عاشها بتفاصيلها واطلع عليها اطلاعاً مباشراً، واختبرها بنفسه وبكل حرية ، ولذا كانت تلك المسيرات المليونية صفعة قوية للسياسة الأميركية والأوروبية ،بل كانت هزيمة قاسية للأميركان أينما كانوا.
ولعل من المفارقة أن ذلك حدث في الوقت الذي بلغ فيه التآمر الأميركي الغربي على سورية وقيادتها الذروة ،ووصل حداً كشفت فيه أميركا والصهيونية عن احتياطها من العملاء داخل المنطقة وخارجها ،فكان هزيمة كبرى لها وفشل ما خططته من فتن وتلفيق وانتصاراً لإرادة السوريين النجباء الأوفياء لورشة الاصلاح والتغييرالكبيرة التي بدأت في سورية وتسير قدماً إلى الأمام .
إن هذه البيعة لمسيرة الاصلاحات والحوار الوطني التي يعلنها السوريون لقائدهم في المدن والقرى.
هذه الجماهير التي خرجت وبأعداد هائلة تأييداً لمسيرات الإصلاح التي انطلقت في جميع مدن سورية بصوت واحد نعم للوحدة الوطنية وللإصلاح ،نعم للمحبة بين مختلف مكونات الشعب السوري ... لا للفتنة والتدخل الخارجي.
فخروج هذه الجماهير بهذه العفوية ،وبهذه الدرجة من الكثافة تأييداً لما طرحه السيد الرئيس في خطابه يؤكد أن علاقة الرئيس بشعب سورية ليست علاقة موسمية،ولا علاقة انتخابية ،بل علاقة قائد تاريخي بشعب مناضل ،وهي علاقة ثابتة وحميميةوعميقة ، جديدها قديم وقديمها جديد ، وإن حس الجماهيرالسياسي المرهف الأصيل يظهرها في كل مرة برونق خاص يتصل بالأحداث اتصالاً مباشراً ،رونق تعكس فيه الجماهير محبتها لقائدها وإصلاحاته.
بل إن خروجها في هذه المرة ولتأييد للإصلاحات والحوار رسالة جديدة إلى الادارة الأميركية والغرب ، لكي يفهم الجميع أن ما أسسه السيد الرئيس من علاقة بشعبه لا تؤثر فيه دعايتهم السوداء، ولا تصرفاتهم الدنيئة المغرضة ، بل هو يتجلى في الأزمان والظروف الصعبة والأيام القاسية ويتحول إلى رسالة تحد سافر لجميع الاعداء ، وذلك لأن عماد هذه العلاقة هي المبادئ والإيمان المشترك بها والجهاد المشترك في سبيلها ، وليس الاعجاب الطارئ ، ولا الرضا المؤقت اللذين تصنعهما شركات العلاقات العامة وحملات الدعاية الانتخابية .
ان تجاوب المواطنين وخروجهم للتأييد وبهذه الاعداد يظهر قرار الشعب ووقوفه لجانب الإصلاحات ودعم خطوات الحوار الوطني المفتوح كسبيل للتوصل إلى تفاهمات وطنية جامعة تؤسس لمستقبل سوري يكون أنموذجاً لدول المنطقة .
سورية لن تعود إلى الوراء أبداً، ولن تقف عند هذه المرحلة الصعبة والدقيقة من تاريخها ، وهذاما تؤكده الوقائع في كل لحظة
* صحفي عراقي