بحيث لم يعد بالإمكان التخلي عنها، رغم الطروحات والاجتهادات النظرية لاستبعادها، لأن لكل عصر لغته وجماليته الخاصة.
ولغة هذا العصر في الشرق والغرب معاً هي لغة تشكيلية أوروبية خالصة.
هكذا عمقت تأثيرات المدارس الفنية الغربية هذا التحول في الفنون التشكيلية السورية من الايقاعات الزخرفية والأيقونية وفنون المنمنمات وغيرها إلى ما يمكن تسميته بالهندسة الزخرفية العفوية، التي بدأها «ماتيس» ثم سار على خطاه عدد كبير من الفنانين العرب المحدثين تماماً كما فعل اتباع الانطباعية والتعبيرية والتجريدية وغيرها من المدارس الأوروبية، دون القدرة على إيجاد فواصل واضحة بين تأثيرات الفنون الشرقية والغربية إلا في حالات استثنائية ونادرة.
مع العلم أننا كنا نقرأ ومنذ عقود اجتهادات نظرية لبعض الفنانين السوريين تقول: إن التأثر بالفنون الوافدة ما هو إلا مرحلة انتقالية لابد أن تثمر في النهاية بولادة إيقاعات جديدة قادمة من مؤثرات التفاعل مع العناصر التراثية والبيئوية.
إلا أن جميع تلك التفسيرات والاجتهادات والتأويلات والمبررات أعادت في نهاية المطاف طرح السؤال المقلق ذاته : إلى أين نتجه بفنوننا إلى تكريس الاستهلاكي أم إلى التحريض على الإبداع؟.