التي استوحى معظمها من حالته المادية السيئة
من ذلك أن جاراً له أقام حفل زفافه، ودعا جاراً له يدعى مصطفى الخولي، ولم يدع حافظ إبراهيم، وقبيل بدء حفل الزفاف كتب حافظ إبراهيم أبياتاً شعرية، وأرسلها إلى هذا الجار، يقول فيها:
أحامد كيف تنساني وبيني
وبينك ياأخي صلة الجوار
أيشبع مصطفى الخولي وأمسي
أعالج جوعتي في كسر داري
وبيتي فارغ لاشيء فيه
سواي وإنني في البيت عاري
ومالي جزمة سوداء حتى
أوافيكم على قرب المزار
فإن لم تبعثن إلي حالاً
بمائدة على متن البخار
تغطيها من الحلوى صنوف
ومن حمل تتبل بالبهار
فإني شاعر يخشى لساني
وسوف أريك عاقبة احتقاري
وفي سنة 1920 ولي صديقه محمد الببلاوي نقابة الأشراف، وذهب حافظ إبراهيم لزيارته بحكم تلك الصداقة والزمالة في دار الكتب الوطنية بالقاهرة، لكن المنصب الجديد كانت له أبهته بما فيها من حجاب وأبواب موصدة وضرورة وجود موعد مسبق للقاء، وبالتالي لم يستطع حافظ إبراهيم مقابلته، فعاد من حيث أتى وترك له مع الحاجب هذه الأبيات:
قل للنقيب لقد زرنا فضيلته
فذادنا عنه حراس وحجاب
قد كان بابك مفتوحاً لقاصده
واليوم أوصد دونك الباب
فلا ذكرت«بدار الكتب» صحبتنا
إذ نحن رغم صروف الدهر أحباب
لو أنني جئت«للبابا» لأكرمني
وكان يكرمني لو جئته «الباب»
لا تخشى جائزة قد جئت أطلبها
إني شريف وللأشراف أحساب
فاهنأ بما نلت من فضل وإن قطعت
بيني وبينك بعد اليوم أسباب
وقال حافظ إبراهيم في تاجر كتب كان كلما ذهب إليه لشراء كتاب أحس بحاجته إليه، غالى في الثمن، ورفض أن يخفض من قيمته وقد قال فيه:
أديم وجهك يا زنديق لوجعلت
منه الوقاية والتجليد للكتب
لم يعلها عنكبوت أينما تركت
ولا تخاف عليها سطوة اللهب