المرتبة الرابعة في التقويم القديم لبلاد الشام والرافدين، حيث كانت السنة تبدأ بشهر نيسان. ويشترك بالتقويم القديم السريان والآشور والكلدان، كما يطلق الاسم نفسه على الشهر السابع في تركيا، أما بقية الأقطار العربية فتستخدم اسم يوليو.
وكان هذا الشهر يحتل المرتبة السابعة في التقويم الروماني عندما تم تعديل السنة الرومانية من عشرة أشهر إلى اثني عشر شهرا، وأطلق عليه سبتمبر أي السابع في البداية، ثم أخذ اسم يوليو نسبة إلى يوليوس قيصر منذ سنة 44 قبل الميلاد تعظيماً لذكرى هذا الإمبراطور، وذهب اسم سبتمبر إلى الشهر التاسع أيلول.
أخذ اسم شهر تموز في التقويم السوري من شخصية أسطورية في بلاد الشام والرافدين، ويعني تموز في السريانية الولد الذي يقوم من الموت.
وتموز في الأسطورة إله الخصب والذكورة، ويبدو في الرسوم القديمة وخلفه غزالان ونخلة، تعبيراً عن امتلاك الخصب والخضرة، وتعد أسطورة موت وقيامة تموز من الأساطير التراجيدية، وتروي القصائد عن اختطاف (إله الذكورة والإخصاب دموزي عند السومريين، وتموز عند البابليين) من قبل شياطين العالم الأسفل، ونواح آلهة الأنوثة (عينانا السومرية أو عشتار البابلية) على تموز بعد أن سلمته للموت.
وفي الأسطورة البابلية تهبط عشتار لإنقاذ تموز وبما يعنيه عملها من إنقاذ الكائنات الحية، وتبدأ مأساة تموز عندما يقع بين أيدي شياطين الجلا، وهي مخلوقات لا تعرف الرحمة وتقتات على الطين، فقاموا بشد وثاقه وعذبوه تمهيدا لنزوله في جحيم الموت، وبعد توسلات لجميع الآلهة، ويستجيب أوتو إله الشمس لإنقاذه ويحوله إلى ثعبان يختفي في الحقول، وظل تموز مطارداً هائما حتى يصل إلى بيت أخته وعندما تراه تصدر نواحاً مراً، نواحاً لا مثيل له لأنها ترى نهايته الأليمة.
ويشعر تموز بالذنب بسبب الآلام التي عانتها أخته لأنه إن اختبأ في المدن يكون جلب نهاية لأخته فيسمح لمطارديه أن يمسكوا به، وعندها يشعر بالخوف من الموت فيتوسل إلى أوتو من جديد كي يحيله إلى غزال.
وفي الختام يمسكون به وهو مختبئ، ويعذبونه ليرسلوه إلى عالم الموت الأبدي، لكن أخته تقوم بالتضحية الكبرى عندما تعرض على الشياطين أن تحل محله في عالم اللا عودة كبديل عنه.
وعقاباً له يتم الحكم عليه بأن يقيم نصف سنة في عالم الأموات وتأخذ أخته مكانه في النصف الثاني، وربما من هنا كان شهر تموز هو أول شهور النصف الثاني من العام.
وعند موت تموز يعم الجفاف في الكون، عندها يمتلئ قلب (عينانا) أو (عشتار) حزناً عليه فتصاب بالندم على كونها هي السبب لهذا الجفاف والخراب الذي عم مدينتها، بتسليمها إله الخصب إلى الموت.
ويبدأ الناس بممارسة طقوس الحزن مع (عينانا أو عشتار) وطقوس الندم الجمعي على دموزي تموز حتى تتم قيامته من جديد، عندها يبدأ الخصب في الربيع والصيف بعد الموت والجفاف وهكذا تبدأ دورة الحياة.