وخصوصية، في حين يستخدم الشعار في حالات معينة، وقد تشترك عدة دول في اتخاذ الشعار من الطيور، بينما تختص الدولة بعلم لا تتشارك به مع دولة أخرى إلا نادراً.
واتخذ طائر العقاب وهو من أفضل أنواع الصقور شعاراً لسورية منذ الاستقلال الأول في عام 1920، وأطلق اسم العقاب على العلم الذي حمله الجيش السوري في موقعة ميسلون بقيادة يوسف العظمة، ولكن دون وضع صورة طائر العقاب.
وحافظ على راية العقاب الراية المجاهد حسن تحسين باشا الفقير قائد الفرقة الأولى في ميسلون، وأخفاها عن المحتلين الفرنسيين الذين سعوا للحصول عليها فلم يقدروا، وبعد الاستقلال عاد حسن الفقير وسلم الراية لوزير الدفاع في احتفال رسمي أقيم في المتحف الوطني في الثامن والعشرين من أيلول عام 1946.
ويظن بعضهم أن شعار العقاب موضوع من ذلك الحين، لكن الباحث يكتشف أن العقاب هو اسم العلم السوري آنذاك، وأقرت هذه التسمية تيمناً باسم راية قريش، وراية الرسول العربي، كما كانت اسم راية جيش خالد بن الوليد عند تحرير دمشق من الروم.
وعندما احتلت فرنسا سورية لم يول الشعار الاهتمام الذي يليق به، وبعد الاعتراف باستقلال سورية، أعيد الاهتمام إلى الشعار، وعاد استخدام العقاب شعاراً لسورية في عام 1945.
وتم إقرار الشعار السوري بالمرسوم رقم 158 تاريخ 18/2/1945 ونشرت صفات الشعار في الجريدة الرسمية العدد 16 تاريخ 29 آذار 1945، وحدد شكل الشعار كما يلي:
يكون العقاب حديدي اللون وتُحلي أجنحته خطوط فضية وذهبية، وأما الترس فتحلّيه ثلاث نجوم حمر على حصيرة فضية، وتحيط بالترس ثلاثة خطوط هي الأخضر فالأبيض فالأسود ابتداء من الداخل إلى الخارج وتمثل ألوان العلم السوري، وأما السنبلتان فهما بلون القمح الطبيعي، وقد أمسك العُقاب بمخالبه شريطاً كتب عليه بالخط الكوفي الجمهورية السورية.
وقد صمم الشعار الفنان خالد العسلي وهو نجل الشهيد شكري العسلي أحد شهداء 6 أيار عام 1916، وكان فناناً تشكيلياً ويعمل في وزارة الخارجية، ولد في عام 1915 وتوفي في عام 1990 ويقال إن الفنان ناظم الجعفري صمم شعار سورية «النسر».
ومن الوثائق الأولى التي توضح صفات (طائر العقاب) شعاراً لسورية اللوحة التذكارية الموضوعة على مدخل كلية الحقوق بجامعة دمشق، وقد جاء فيها:(ثأر وقعة ميسلون ذكرى دخول القوى الوطنية في 14 شعبان 1364 الموافق 24 تموز 1945، وتتوسط اللوحة شعار العقاب وفي قلبه ثلاث نجوم حمراء.
ويرتفع شعار (العقاب) فوق مبنى مجلس الشعب (البرلمان السوري) بشكل لافت، كما يوجد فوق بعض الأبنية الرسمية، كما تضعه أغلب الدوائر في رأس أوراقها الرسمية، كما يوضع على القبعات والرتب العسكرية، وعلى العملة الوطنية وجوازات السفر وبطاقات الهوية، وشهادات مختلف المراحل التعليمية، كما وضع في عنوان جريدة «الثورة» في عام 2007.
وتم استبدال شعار العقاب بشعار النسر في عام 1958 عام الوحدة مع مصر، وقد صدر تحديد شكل النسر بالقانون رقم 190 لعام 1958، ونشر في الجريدة الرسمية في العدد 35 بتاريخ 6 تشرين الثاني سنة 1958 وجاء في النص:
يتمثل شعار الجمهورية في نسر زخرفي، مأخوذ عن نسر صلاح الدين الأيوبي، وقد وقف مرتكزاً على قاعدة كتب عليها بالخط الكوفي «الجمهورية العربية المتحدة» كما نُقش فوق صدره درع يمثل علم الجمهورية.
وأعيد شعار العقاب بعد الانفصال في عام 1961، وعادت سورية إلى اتخاذ شعار العُقاب المصمم عام 1945، مضافاً إليها العربية حيث أصبح الاسم الرسمي للدولة هو (الجمهورية العربية السورية).
وصدرت مواصفات الشعار بالمرسوم التشريعي رقم 2 تاريخ 30/9/1961 والمنشور في الجريدة الرسمية، العدد 1 تاريخ 5 تشرين الأول 1961 ونص على أن علم وشعار الجمهورية العربية السورية هو شعار الجمهورية السورية بالمرسوم رقم 158 تاريخ 18/2/1945.
وتم تعديل بعض صفات الشعار بالمرسوم رقم 394 تاريخ 10/2/ 1969، ونشر في الجريدة الرسمية، واقتصر التعديل على استبدال النجوم الحمراء بثلاثة نجوم خضراء هي نجوم علم الاتحاد بين سورية ومصر والعراق الذي يعود إلى عام 1963.
وعندما قام اتحاد الجمهوريات العربية بين سورية ومصر وليبيا أقر شعار العقاب للدولة الاتحادية في عام 1972دون نجوم في وسطه، وأطلق عليه رسمياً، صقر قريش الذهبي ووضع في وسط العلم الاتحادي، ولكنه كان ذات الشعار السوري.وخاض الجيشان السوري والمصري حرب تشرين تحت راية هذا العلم، وبعد سنوات أعادت الحكومة المصرية النسر إلى وسط العلم بدلاً من العقاب.
وفي عام 1980 أعيد اعتماد شعار العقاب شعاراً لسورية، وتم تحديد أوصافه بالقانون رقم 37 الصادر في 21/6/1980 وحدد القانون رقم 37 أوصاف الشعار الرسمي، وقد جاء فيه:
يتألف الشعار الرسمي للجمهورية العربية السورية من ترس عربي نُقش عليه العلم الوطني للجمهورية بألوانه، ويحتضن الترس عُقاباً يمسك بمخالبه شريطاً كتب عليه بالخط الكوفي «الجمهورية العربية السورية» وفي أسفل الترس سنبلتا قمح ويكون العُقاب والشريط وسنبلتا القمح باللون الذهبي، وتكون الكتابة وخطوط الأجنحة باللون البني الفاتح.
ويعد الصقر من الطيور المفضلة عند العرب عامة، وفي بلاد الشام خاصة، ودلت المكتشفات الأثرية أن الصقر وجد من سورية قبل عشرة آلاف عام، وهو يمتلك صفات راقية لا توجد عند الطيور الأخرى, فهو لا يأكل الجيف، ولا يرضى إلا الفريسة الحية، ويصبر على الجوع، ويتميز بالقوة والحيوية، لذلك من الجميل أن يكون هذا الطائر النبيل شعارا لبلادنا.