لأنه كيان يغتصب الأرض ويحاول جاهداً ومن خلال إجراءاته التعسفية التضييق على أهلنا الذين يواجهون كل إجراءات المحتل الصهيوني بكل مايملكون من قوة مواجهة، لأن إيمانهم بحقهم في أن يعود الجولان المحتل إلى الوطن الأم سورية هو إيمان لايمكن أن تزعزعه أي قوة في الدنيا، لأن الانتماء للوطن وحمل الهوية السورية عند أهلنا هو أقوى من كل تلك الإجراءات.
وما الوقفة التي وقفها أبناء الجولان المحتل إلى جانب أبناء وطنهم وإلى جانب أبناء فلسطين الطالبين العودة إلى أرض الآباء والأجداد وماهذه الوقفة إلا رد حاسم وأكيد على الإجراءات الصهيونية، والتي كان آخرها تواصل حملات المداهمة والاعتقال ضد أهلنا الذين شاركوا في أحداث الخامس من حزيران الماضي والخامس عشر من أيار أيضاً، وقد شملت هذه الاعتقالات عدداً كبيراً من مواطني الجولان المحتل، حيث تقوم الآن قوات الاحتلال بعملية المداهمة بين المنازل في مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة، مهددة المواطنين بأن عمليات الاعتقال ستعرض المعتقلين إلى المحاكمة والعقوبة التي قدتصل إلى السجن خمسة عشر عاماً...ويأتي هذا الإجراء تهديداً واضحاً بحق أهلنا في الجولان المحتل ظناً من قوات الاحتلال أنها تحد من النشاطات السياسية والمقاومة له، لكن رد أهلنا كان واضحاً وصريحاً هو مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة..
حب الأرض
فمن حب الأرض والتعلق بها، وعشق الوطن ولد جيل تألقت فيه الثورة والمقاومة للمحتل الغاصب، وتعاظم عطاء الشهداء لصنيع أبناء جولاننا الحبيب ومعهم أبناء الوطن الأم.
ومعهم أيضاً أبناء فلسطين المحتلة ملحمة الكرامة التي أثبتت هشاشة الكيان الصهيوني عندما اخترق شباب العودة من الشعبين السوري والفلسطيني الأسلاك الوهمية، هذا الاختراق الذي أثبت ومن على أرض الواقع أن نهاية الاحتلال الإرهابي الصهيوني قريبة وقريبة جداً لأن إرادة الشعب الطالب لعودة أرضه التي اغتصبها محتل غادر ستعود، وأن هذا المحتل إلى زوال لأنه لايمتلك أي مقومة من مقومات البقاء والعيش على الأرض التي اغتصبها... وأن مقولة هذا الاحتلال «الكبار يموتون والصغار ينسون» قد نسفتها تلك الأجيال التي أطلق عليها المحتل إن الصغار ينسون...
تغيير المعادلة
وإذا كنا نتحدث عن الاعتقالات التي يقوم بها الاحتلال الارهابي الصهيوني ضد أهلنا في الجولان المحتل فلابدَّ أن نقول لهذا المحتل: إن المعادلة التي كنت تعيش على وقعها قدتغيرت، لأن جيلاً آمن بأن المقاومة هي الحل الوحيد لمواجهة الاحتلال قد جعل من هذه المقاومة هدفاً له وممارسة قولاً وفعلاً، وماشاهدناه من انهزام للعدوالصهيوني في حرب تموز 2006 على سبيل المثال لاالحصر في جنوب لبنان إنما يمثل الدليل الساطع لتغيير المعادلة في المنطقة، ولاسيما أن هذه المقاومة مدعومة من سورية قيادة وشعباً، وهذا أيضاً أزعج الداعمين للكيان الصهيوني من أميركا ودول غربية وبعض العرب بكل أسف لكن نقولها وبالفم الملآن أن سورية لا تحيد عن خطها الممانع والمقاوم للمشروع الصهيو-أميركي مهما كلفها ذلك من تضحيات وإننا نقولها وباختصار مهما خططتم من مؤامرات ضد سورية فإن مؤامراتكم ستسقط ويسقط معها مشروعكم لأن لعبة الموت التي تمارسونها ضد أبناء شعبنا مكشوفة، فنحن شعب نمتلك قوة الحضارة وقوة العدالة نؤمن بأننا منتصرون ومستعدون للتضحية مهما كلفنا ذلك من أثمان، فهاهم أهلنا في الجولان المحتل يواجهون دبابات الاحتلال الصهيوني بصدورهم العامرة بالإيمان بأن الأرض أرضهم وأن انتماءهم للوطن الأم هو انتماء ازلي أبدي لا تخيفهم أحكام جائرة ولا أساليب تعذيب يتفنن بها المحتل الغاصب.
أهلنا في الجولان المحتل لديهم قناعة واحدة أنه من يناضل من أجل كرامته وحريته وطرد الاحتلال سيعيش مرفوع الرأس لأنهم -أي أهلنا في الجولان المحتل- يمتلكون تاريخاً عريقاً سلاحهم فيه الإيمان والحق الذي يمتلكونه على الأرض التي ولدوا فوق ترابها وروتها دماء الشهداء من أبنائهم.
لن تثنيهم
إن حملة الاعتقالات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الارهابي الصهيوني بحق أهلنا في الجولان المحتل لن تثنيهم عن مواجهة هذا الاحتلال وطرده من أرضنا أرض الآباء والأجداد وعودتها إلى الوطن الأم فمهما تغطرس المحتل وتجبر في اتخاذ إجراءاته لن يحيد أهلنا الذين صمموا على مواجهة الاحتلال بكل الوسائل والطرق، وإن أهلنا الذين استقبلوا القادمين إليهم من أرض الوطن من أبناء الشعبين السوري والفلسطيني قد أظهروا اللحمة الوطنية الواحدة التي تجمع ابجديات المقاومة والممانعة والتي أعلنت ولادة فجر وعصر جديد بدأ ليس في الخامس من حزيران أو في الخامس عشر من آيار وحسب، إنما منذ سنوات بعيدة ومنذ أن أعلن بلدنا سورية شعباً وقيادة أنها خط الدفاع الأول عن المقاومة والمقاومين الذين رفعوا بدمائهم الزكية رايات الانتصار على العدو الإرهابي الصهيوني المدعوم أميركياً ومن الدول الغربية وكما قلنا من بعض العرب بكل أسف، لكن القوى الممانعة للمشروع الصهيوني في المنطقة وضعت النقاط على الحروف وأسقطت هذا المشروع التآمري معلنة أن عصر الهزائم قد ولى وأن عصر الانتصار قد بدأ، فهاهم أهلنا في الجولان المحتل يواجهون إجراءات العدو الصهيوني بكل شجاعة وثقة بالنفس لا يخافون السجن والتعذيب لأنهم مؤمنون بأن الجولان عائد إلى الوطن الأم مهما طال زمن الاحتلال.
***
والهيئة الشعبية لتحرير الجولان تستنكر حملة الاعتقالات
فيما تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي حملة اعتقالاتها ضد أبناء الجولان السوري المحتل من أبناء قرى بقعاثا ومجدل شمس ومسعدة بذريعة مشاركتهم في التظاهرات التي شهدتها بلدة مجدل شمس إثر وقوف أبناء الجولان المحتل إلى جانب أبناء وطنهم الأم والفلسطينيين الزاحفين إلى أرض الآباء والأجداد.
قال الأسير المحرر عطا فرحات: إن هذه الاعتقالات تأتي في إطار سياسة اسرائيل العدوانية والاستفزازية ضد أبناء الجولان المحتل.
وأوضح فرحات أن قوات الاحتلال وجهت إلى الأسير المحرر وهيب الصالح الذي اعتقل مؤخراً تهمة بذريعة إجراء اتصالات ومحادثات مع ما دعته شخصيات معادية للكيان الإسرائيلي ومخالفة ما سمته القوانين الإسرائيلية الأمر الذي يعرضه لعقوبات سجن تصل إلى 15 عاماً مبيناً أن قوات الاحتلال توجه لمعظم المعتقلين تهماً تعتمد على صور التقطها مصورون وصحفيون يتبعون لوسائل الإعلام الصهيونية، ولفت الأسير المحرر إلى أن هذه التهم مرفوضة مؤكداً أن سلطات الاحتلال تمارس تصعيداً غير مبرر تجاه أهالي الجولان المحتل عبر حملة الاعتقالات اليومية ومداهمة المنازل في منتصف الليل وتوجيه التهم الوهمية لهم واتخاذ العقوبات التعسفية بحقهم.
الهيئة الشعبية لتحرير الجولان تستنكر بشدة حملة الاعتقالات التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني العنصري ضد أهلنا في قرى الجولان المحتلة.. وتناشد القوى الحية والمنظمات الدولية في العالم ممارسة كل أشكال الضغط على الكيان الصهيوني لإطلاق سراح أسرانا الأبطال.
والهيئة الشعبية لتحرير الجولان تعاهد أهلنا في الجولان الحبيب أن تواصل العمل حتى التحرير والعودة.
asmaeel001@yahoo.com