جاؤوا من وراء البحار إلى بلادنا يحملون رياح التقتيل والتخريب والنهب والإفساد فدائماً وأبداً أينما شاهدت أنيميا إنسانية وجرائم وحشية تجد أميركا وحلفاءها هذا ما رأيناه ولا نزال في فلسطين المحتلة وأفغانستان والعراق وغوانتانامو والسجون الطائرة.
واليوم ورغم الصفعات المتتالية التي تلقفتها أبالسة الأرض على وجهها حينما أُحبطت مخططاتها الشيطانية وكُشفت مكائدها الظلامية إلا أنها تواصل حراكها المحموم لتغرس خنجرها القذر في قلب سورية الأبية.
افتراءات،حرب إعلامية وسياسية شرسة،تهديد ووعيد،عقوبات،غيض من فيض لجأ إليه الغرب وفي سبيله ذرف دموع التماسيح على السوريين ومع ذلك لم تنجح أبواق أميركا وأوروبا وإسرائيل وعبيدهم في الداخل والخارج في تأليب الشارع السوري على قيادته بل زادته تماسكاً وإصراراً على مقاومة هذا الغول المتوحش الذي يراهن واهماً على قدرته في غرس أنيابه المسمومة في ثروات السوريين وتدنيس حرماتهم وامتهان كرامتهم.
بالأمس حاولوا الضغط على سورية عبر مجلس الأمن بذريعة تهديدها للأمن والسلم الإقليمي وكذلك عبر اتهامها بتطوير تكنولوجيا نووية سرية واليوم وبعد فشلهم الذريع حاولوا اللجوء إلى ورقة ابتزاز أخيرة لتشديد الخناق على سورية ألا وهي القرار الإتهامي الصادر عن المحكمة الخاصة بإغتيال الحريري.
عيونهم العوراء منعتهم من رؤية المسيرات المليونية المؤيدة للإصلاح والرافضة للتدخل الخارجي..ولأن سورية صمام الأمان في المنطقة يريدون تدميرها،لأنها بوصلة الاستقرار يريدون استنزافها،لأنها البلد الوحيد الذي تنعدم فيه التقسيمات المذهبية والطائفية والإثنية يريدون تفتيت لحمتها الوطنية لتغوص في مستنقع الفوضى الخلاقة وبالتالي يسهل افتراسها.
ولو كانوا بالرحمة والإنسانية التي يدعون لماذا لم يتفوهوا بكلمة على استخدام إسرائيل للرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين فلسطينيين عزل؟وعن أي شرعية يتحدث الأميركي والأوروبي والإسرائيلي وهو الذي عاث قتلاً وسلباً وانتهاكاً للقوانين والأعراف في الأوطان التي احتلها؟.
ولكن مهما اشتدت عواصف الغدر ومهما ساد الظلام فلا بد للشر الغربي أن ينقشع ولا بد لشمس الحقيقة أن تنجلي ولا بد لجرذان التآمر أن تندحر إلى جحورها لتظل سورية كالتنين الأسطوري قوة وجبروتاً وصموداً لا حدود له يثير الرعب والهلع في قلوب أعدائه.