وبهدف إلقاء الضوء على كيفية الاستفادة من الشباب أقيمت امس في جامعات دمشق وحلب وتشرين والبعث والفرات جلسات حوار للشباب الجامعي التي نظمها الاتحاد الوطني لطلبة سورية بالتعاون مع الهيئة الشبابية للعمل التطوعي في سورية حول التطورات التي تشهدها سورية وتطلعات ورؤى الشباب حول برنامج الاصلاح الشامل وتوقعاتهم من انعكاساته على حياتهم.
إتاحة الوقت الكافي للبرنامج الإصلاحي
ففي كلية الاداب بجامعة دمشق تنوعت مداخلات المشاركين حول أهمية الاصلاح وضرورة مشاركة كافة أبناء الوطن فيه واتاحة البرنامج الاصلاحي الوقت الكافي للتنفيذ ليلامس مختلف شرائح المجتمع تأثيراته الايجابية مؤكدة ضرورة التركيز على حل قضايا الشباب الجامعي الخدمية والنقابية والسكنية والعلمية لافساح المجال أمامه في القيام بدوره الفعال في بناء أسس مستقبل سورية. ودعت المداخلات والآراء المطروحة الى المشاركة الفعلية للشباب في عملية الاصلاح وضرورة قيامهم بخلق مبادرات وطرح أفكار جديدة تتعلق بآليات ايجاد فرص عمل للخريجين الجامعيين وحل مشاكل طلبة كليات جامعة دمشق في المحافظات الجنوبية.
وانتخب خمسة أعضاء من بين نحو 400 شاب وشابة شاركوا في الجلسة لصياغة المقترحات والمداخلات ليتم رفعها للاتحاد الوطني لطلبة سورية خلال جلسة مركزية تعقد بدمشق لاحقا.
وأشار راضي سلامة منسق الجلسة في تصريح لوكالة سانا الى أن جلسات الحوار تأتي تحضيرا لملتقيات حوار الشباب الوطني التي ستعوض عن مخيمات العمل التطوعي موضحا أن 10 ملتقيات ستعقد بين التاسع من تموز الحالي و 14 من آب المقبل في محافظات دمشق وحمص وحلب واللاذقية والرقة.
الاستفادة من طاقات الشباب والاهتمام بمواهبهم
وفي دير الزور ركزت مداخلات المشاركين في جلسة حوار الشباب الوطني الذي اقيم في كلية التربية بجامعة الفرات حول ضرورة الاستفادة من طاقات الشباب والاهتمام بمواهبهم في جميع المجالات والنواحي العلمية والرياضية والادبية والفنية والعمل على رعايتها وتنميتها.
وأشار المشاركون الى أهمية مكافحة الفساد في المؤسسات التعليمية وخلق فرص العمل للشباب بعد انهاء مراحل تعليمهم وتوسيع نطاق الدراسات العليا في جامعة الفرات وزيادة النوادي الشبابية والاستفادة من مختلف الموارد الطبيعية في المحافظة وزيادة الاهتمام بتنمية الريف فيها.
وبين المشاركون ضرورة متابعة مسيرة الاصلاح الشامل التي تشهدها سورية وأهمية البدء بالحوار الوطني البناء والحفاظ على اللحمة الوطنية بين جميع مكونات الشعب السوري وخاصة الشباب من اجل بناء الوطن.
وأوضحت كرم نسلي المشرفة على الجلسة أن جلسات حوار الشباب الوطني تهدف الى التعرف على واقع الشباب السوري والاستماع الى مختلف الافكار والآراء ووجهات النظر للوصول الى حلول لمشكلات المجتمع عامة والشباب بشكل خاص لافتة الى ان جميع المداخلات التي سيتم طرحها في جلسات حوار الشباب سيتم عرضها أمام الجهات المعنية لمناقشتها والعمل على تطبيقها.
الحوار .. السبيل الوحيد لمعرفة الآخر
وفي جامعة تشرين باللاذقية أكد المتحاورون في جلستهم أهمية دور الشباب الجامعي في تعزيز اللحمة الوطنية ومفهوم المواطنة لبناء مجتمع فاعل متسلح بالوعي والعلم قادر على مواجهة التحديات التي تواجه سورية.
وأشار المشاركون الى ان الحوار الايجابي هو السبيل الوحيد لمعرفة الرأي الاخر ومدخل الاصلاح الشامل الذي يعبر عن رسالة سورية الحضارية وموقعها الانساني داعين الى تعزيز مفهوم التآخي والابتعاد عن كل ما يؤدي الى الفرقة بين ابناء الوطن الواحد.
ودعا الطلاب المتحاورون الى تعزيز دور الاعلام ليسهم مع الجهات الرقابية في تسليط الضوء على الاخطاء وكشف العيوب التي يعاني منها المجتمع ومحاسبة المقصرين ولسد الثغرات التي تعمل عليها قوى خارجية للنيل من سورية ووحدتها الوطنية مستنكرين دور وسائل الاعلام المغرضة التي تعمل على بث الفتنة وتعميم ثقافة لتخريب والقتل.
ودعا الطلاب الى تعزيز مفهوم الحرية الصحيح والتفريق بينها وبين الاعمال التخريبية التي تلحق الاذى بالمواطن وبالممتلكات العامة وبالاقتصاد الوطني وتكريس ثقافة المسؤولية والعمل على وضع خطط اقتصادية وانمائية مدروسة لتحقيق اصلاح فاعل يلبي حاجات وطموحات الشباب بشكل خاص والمجتمع بشكل عام اضافة الى تفعيل دور الطلاب في صياغة القوانين الجامعية والاصلاح في التعليم وأساليبه وجسر الهوة بين الطالب الجامعي والمدرس بما يسهم في اقامة حوار بناء بينهما ينعكس ايجابيا على العملية التعليمية داعين الى تطبيق الابحاث ورسائل الدكتوراه على ارض الواقع للاستفادة منها بشكل عملي فضلا عن اصلاح المناهج الدراسية.
التوءمة بين المواد التعليمية والواقع المهني
وفي محافظة القنيطرة تركزت مناقشات طلاب كليتي التربية الرابعة والاقتصاد الثالثة بالمحافظة التي يشارك فيها 150 طالبا وطالبة على تطوير القوانين والمراسيم التعليمية وتطوير الكوادر التعليمية والادارية والتوءمة بين المواد التعليمية والواقع المهني والعملي وايجاد هيئات طلابية جديدة تمثل الطلاب وتمارس الدور الرقابي على العملية التعليمية وتعمل على تطوير الواقع التدريسي بفعالية.
ودعا المشاركون في طروحاتهم وآرائهم الى اصلاح المنظومة التعليمية لبناء جيل من شباب مثقف وواع ومتنور ومطلع على ثقافات وتجارب الغير وصولا الى سلوكيات تتناسب مع متطلبات الواقع المعاصر.
وطالب المشاركون بتخصيص نسبة من مقاعد مجلس الشعب لجيل الشباب لضخ دماء شبابية جديدة تسهم في تفعيل السلطة التشريعية وصولا الى اصدار قانونين تنفيذية تتوافق مع احتياجاتهم واحداث مشروعات سكنية جديدة لتأمين سكن شبابي وخلق فرص عمل لجيل الشباب والاهتمام بشرائح الشباب الدارسين في الكليات العلمية والاستفادة من خبراتهم العلمية وتوصيفها بالشكل الامثل في المشروعات والدراسات الاقتصادية الوطنية والاستغناء عن الخبرات الاجنبية التي تهدر أموال الدولة والاهتمام بالجانب الزراعي واستصلاح الاراضي. ودعا الطلاب الى ربط الجامعة بالمجتمع وتفعيل لجنة تأليف الكتاب الجامعي ومشاركة الشباب في صنع القرار والتأكيد على أن الحوار والافكار والمبادرات البناءة هي السبيل الانجع والامثل لاجتياز الازمات ووضع حلول لمعالجة المشاكل التي يعاني منها المجتمع بما يسهم في رسم مستقبل افضل.
عدم التعصب لأي رأي
وفي مدرج الباسل بجامعة حلب ركزت مبادئ الحوار على ضرورة احترام وجهات النظر المختلفة وسماع الرأي والرأي الاخر وعدم المساس بالرموز الوطنية والحديث بشفافية ووضوح والابتعاد عن التعصب لاي رأي أو جهة والاتفاق على وضع الاقتراحات اللازمة للوصول الى حلول منطقية وعقلانية لمختلف المشكلات والمعوقات.
وأشارت مداخلات الطلاب الى عناصر ظاهرة الفساد كونها احدى أهم المشكلات الحقيقية التي تواجه الشعوب معتبرين أنها تقوم على العديد من الركائز أحدها المواطن الذي سهل هذه العملية اضافة للاطراف الاخرى في الدوائر الرسمية مبينين ان حل المشكلات يتطلب التعرف على مواطن الخطأ للبدء بمعالجته.
ولفت المتحاورون الى أهمية محاسبة المسؤولين المقصرين ومن ثبت عليهم الفساد وتخفيض معدلات القبول لبعض الفروع العلمية بعد الانتهاء من دراسة المعهد والارتقاء بسوية الاعلام السوري ليصبح على مستوى التحديات وفتح المجال أمام زيادة وسائل الاعلام الخاصة لتأخذ دورها في المجتمع ووضع الاسس الصحيحة لتسويق الاجراءات الاصلاحية التي تقرر وتعزيز دور القطاع الخاص في العملية الاقتصادية والمساهمة في ايجاد الحلول للعديد من المشكلات كالبطالة وغيرها.
واكدوا اهمية أن تشمل عمليات الاصلاح الحد من ظاهرة الفساد داخل الجامعات كالرشوة وعدم التعامل اللائق مع الطلبة سواء من قبل الكادر التدريسي أو الموظفين وانهاء الروتين في بعض الاجراءات الجامعية كصعوبة التسجيل واحداث وزارة جديدة للشباب والرياضة وعودة علامة النجاح في الجامعات الخاصة الى 50 بالمئة. واقترحوا احداث هيئة شبابية لمكافحة الفساد وتخفيض رسوم ترخيص المنشآت الصغيرة والمساواة بين المناطق والارياف من حيث توفير الخدمات الرئيسية.
تفعيل دور المبادرات والمهارات
وفي طرطوس دعا المشاركون الى تفعيل ثقافة الحوار والتركيز على الشباب ومتطلباتهم ودورهم في طرح أفكار ورؤى خلاقة تسهم في اغناء الحوار الوطني لبناء سورية أكثر قوة ومنعة.
وقال صلاح ابراهيم الذي أدار الجلسة ان الجلسة تهدف الى تفعيل ثقافة الحوار بما يسهم في المشاركة باتجاه الحياة السياسية والديمقراطية وتحمل المسؤولية وتفعيل دور المبادرات والمهارات ولاسيما الشبابية في بناء الوطن اضافة الى جمع اكبر قدر ممكن من الافكار والاراء التي تصب في المصلحة الوطنية.
وتحدث الطالب نوفل سليمان من كلية الهندسة التقنية عن اعتماد نموذج خاص للحوار الوطني تضعه وتقرره كوادر وطنية تعي ما يحدث داخل الوطن مؤكدا رفض الشباب لما يسمى بمؤتمرات المعارضة في الخارج التي تمثل أشخاصا لا ينتمون للوطن الا بالاسم والجنسية وأفكارهم واراؤهم لا تنسجم مع اراء الشباب السوري وأفكاره.
وقال الدكتور مدين الضابط مدرس في كلية الاقتصاد بطرطوس ان حوار الشباب يسهم في بناء جسور من التواصل بين الهيئة التدريسية والطلاب في الجامعة بما يضمن تحسين العملية التعليمية كجزء من الاصلاح الذي تنشده فعاليات المجتمع السوري المختلفة.
وأضاف ان الاصلاح الذي رسمه السيد الرئيس بشار الأسد سوري تنموي بامتياز له ثلاثة أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية وهو نموذج تنموي يختص بسورية.
وأشارت ريم بدران طالبة أدب انكليزي الى أن الحوار خطوة على طريق الاصلاح الذي سنصل من خلاله الى مجتمع يضاهي شعوب العالم الاخرى ويتحاور معها مؤكدة أن أهم طرق الاصلاح بالنسبة للشباب هي في ايجاد فرص العمل لهم بعد التخرج.
ولفت الطالبان أيهم علي وأيهم محمد الى أن القانون هو الحكم والسقف الذي يحمي كل مواطن وضرورة وجود اعلام وطني حر يمارس دوره في التدليل على الاخطاء والكشف عنها و فصل السلطات بحيث تتم محاسبة كل شخص في موقع عمله مبينين ضرورة ايجاد صيغة قانونية مناسبة لعلاقة الطالب بالاستاذ الجامعي وتجهيز المؤسسات التعليمية والاكاديمية بوسائل التعليم المساعدة واعتماد النقد البناء داخل المؤسسات. وأشارت الطالبة رولا صالح الى اهمية الارتقاء بمستوى المناهج الجامعية واحداث جامعة في طرطوس ووزارة للشباب تمثلهم وتتابع قضاياهم المختلفة.
الشخص المناسب في المكان المناسب
وفي حمص ركز المشاركون في جلسة حوار الشباب الوطني على ان الاصلاح هو في محاربة الفساد ومتابعة تنفيذ القوانين ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتلافي السلبيات مشيرين الى أن المواطن هو البوصلة لتصحيح الاخطاء.
وأشار المتحاورون الى ضرورة التركيز على فكرة التطوع وان الشعب هو الاكثرية والاصلاح من مسؤوليته وعلى كل انسان عدم نسيان مسؤولياته لكون المرحلة أساسية لتعزيز قوة سورية.