فلكمْ أبانَ ودلّ في كلِمَاتِهِ
ولكمْ ترَاءى الصّدق في أهدابهِ
سَكَبَ الحقيقة جهرَةً فإذا بها
غرّاء تسطعُ مِن ذُرا مِحرَابِهِ
وأبَانَ فيهِ النّصّ مع تأويلِهِ
في حين تاهَ الغيرُ في إِعرَابهِ
فيهِ العدَالَةُ خطّهَا "فاروقُها"
و"المُرتضَى" أزكاهَا مِن قِرضَابهِ
للشّعبِ حصرَاً صَاغَ قولاً قاطِعَاً
والشّعبُ ألقَى هُمومَهُ بجنَابهِ
ومضَى يُعلّلُ حُبهُ مُستعتِباً
والحُبّ كُلّ الحُبّ في استِعتابهِ
وإذا المحبّة قُطّعَتْ أوصَالُها
فوِثاقُهَا قد شدّهُ بِجَوابهِ
***
قسَمَاً حبيبَ الشّعبِ هَذِي بيعتي
يفدِيكَ قلبٌ مُثقلٌ بعذَابهِ
دعْ عنكَ قولَ حواسِدٍ داسوا الحِمَى
عاثوا فسَاداً في ثرَى أعتَابهِ
متمسّكين بقولِ غِرٍّ حاقِدٍ
يُرغي ويُزبدُ غارقاً بِسُبَابِهِ
وهو السَفيهُ مقالةً وروايَةً
أحقادُهُ قد صَاغها بِحِرَابهِ
لكِنّهُ يَا ويحهُ لم يتعِظ
بالطّغمَةِ الماضِينَ مِن أعرَابهِ
فغَداً أمامَ اللهِ يُبصِرُ خِزيَهُ
ويرى شَنَاعَة فِعلهِ وتبَابهِ
قسَمَاً حبيبَ الشّعبِ لن نأبه بمن
صمّ الآذانَ مُكرّراً بنُعَابهِ
واللهِ لن يرضَى ولو مُنِحَتْ لهُ
عنقاءُ مغربَ واغتَدَتْ بحسَابِهِ
لكنّهُ والحقدُ أعمَى قلبهُ
ومضَى يُعلّلُ حقدهُ بسرَابهِ
هَذا خِطابُكَ لو وعوا مضمونهُ
لأصَاخوا سمعَاً وانتشوا برضَابهِ
فيهِ الحقائقُ أشرَعتْ راياتُها
ومضَت تعمّرُ صرْحَها بهضَابهِ
كُشِفتْ بهِ أطماعُ غربٍ حاقِدٍ
وَشَقاءُ عُرْبٍ مُبتَلٍ بذئَابهِ
***
"بشّارُ"! واستمَعَ المدَى لخِطابكم
وانداح يشمخُ عابقاً بمَلابهِ
والشَعبُ أقسمَ أنّهُ لا غيرُكم
آسٍ لهُ في همّهِ ومُصَابهِ
فالشّعبُ شعبُكَ لن تلينَ قناتُهُ
واليومُ يومُك فازدهي بشهَابهِ
"بشّارُ"! واكتبْ للورَى مدنيّةً
العدلُ فيها مُزدهٍ بقبابهِ
علّ الذي ضلّ المسيرَ يقودُهُ
هَديُ الضميرِ فيرعَوي لِصَوابهِ
ولينهَضِ التّاريخُ مِن كبواتِهِ
وليُظهِر المستورَ خلفَ نِقابهِ
ويصوغَ سِفراً للورَى عنوانُهُ
"لا تسألوا الضّرغامَ عن أحسابهِ"
لا تسألوا مَن شِبلهُ ليثُ الوغى
فالويلُ كلّ الويلِ في إِغضَابهِ
يُدعَى "المُهلّبُ" وابنُ صفرَة جدّهُ
حامي ذِمار العُربِ مِن أحزَابهِ
ما غابَ بدرٌ مِن ذرا آفاقِنا
إلاّ وكانَ غيابُهُ لإيابهِ
فالحافظُ الميمون عادَ مُسَرْبلاً
والغارُ والزّيتونُ مِن أثوابهِ
يا شامُ ما خابَ الرّجَاءُ بأمّةٍ
"بشّارُها" صلّى الهُداةُ بِبَابهِ
***
يا قِبلةَ الأنظارِ ترنو نحوهُ
هَذي الجُموعُ وتنحني برحَابهِ
مَازالَ صوتكَ هَادِراً ودويّهُ
عمّ الجهات الستّ في إسهَابهِ
جدّدْ لأمّةِ يعرُبٍ أمجادَها
وانهضْ بهَذا الشّرق مِن أتعَابهِ
وامسحْ جباهَ المُتعَبينَ وداوِهم
واكبحْ جِماحَ الكُفرِ مع أنصَابهِ
والفِتنةُ السّوداء شُتّتِ شملُها
والوعي مرّغ أنفَها بِتُرابهِ
قَسَمَاً بحَافظِ أمّتي وبليثهِ
والعَابِقات البيض مِن أطيابهِ
هيهات نركن أو نلين لغاصبٍ
مهما استبدّ وزادَ في إرهابهِ
ولسوفَ نبقى لِلورَى أسيادها
واللهُ أكّد نصرَنا بكِتابهِ
لا يستوي مَن راحَ ينصرُ ربّهُ
قولاً وفِعلاً طامِعَاً بثوابهِ
مع حاقِدٍ مُسترسِلٍ في غيّهِ
عشِقَ الخيانَةَ واكتفى بنِصَابهِ
وأقولُ مِن بَابِ الجميلِ وردّهِ
قولاً تسلسلَ من رؤى "زريابهِ"
هَذا خِطابُكَ دُمتَ مُؤتلقاً بهِ
هَذا خِطابُكَ جَلّ مَن أوحَى بهِ
الشاعر