نبذل كل جهد ممكن لإنجاحه، وقبل كل شيء، وفي كل حواراتنا علينا أن ندير ظهورنا للخارج ونلتفت للداخل، فالحوار مكانه الوطن وبين أبنائه، ولا مكان فيه إلا لمن يقف تحت سقف الوطن، ومن يتحدث من خارج الحدود لا يمثل إلا نفسه، ولا شرعية لكل ما يقوله، لأنه لا يسعى إلا لمصالحه الضيقة في لحظاتٍ كثر فيها الانتهازيون، في حين أن سورية بحاجة إلى أبناء يرون في مصلحة الوطن المصلحة العليا، وهي تمد أيديها لجميع السوريين الشرفاء في الداخل والخارج للعمل معاً، ويداً بيد لبناء مستقبل أفضل للجميع، يضمن أمن واستقرار وازدهار البلد، وتحافظ فيه سورية على دورها الاستراتيجي في المنطقة.
في هذا الإطار دأبت منظمة اتحاد شبيبة الثورة على تعزيز الحالة الحوارية مع جيل الشباب وفتح قنوات جديدة لهذا الحوار معهم، وكانت اللقاءات الحوارية المفتوحة مع الشباب في المحافظات كافة باباً عريضاً لملامسة أفكار وتطلعات وهموم هذا الجيل، ومن وجهة نظرهم ورؤاهم الخاصة، بهدف المساهمة الفاعلة في إنجاح مسيرة الحوار الوطني كخطوة أساسية في عملية الإصلاح الشامل في سورية.
في التقرير التالي نسلط الضوء على أجواء هذه اللقاءات ورأي الشباب السوري بعملية الحوار الوطني:
الحوار مفتوح بأفقه إلى اللامحدود.. لكن يجب أن يتوقف عند سقف الوطن
عندما نريد أن نفتح مساحة للحوار لا بد أن يكون لهذا الحوار أسس ولا بد أن يكون لدينا أولويات نتحدث فيها أولها أن نقر بوجود الآخر ولا ننفيه تحت أي ظرف والأمر الآخر يجب أن نوقن بأننا لا نملك إلا نصف الحقيقة ونصفها للآخر، وإذا كنا نعتبر في كلامنا كلّ الصواب فلا بد أن نوقن أيضاً أن فيه بعض الخطأ وإذا كنا نحمل الآخر كلّ الخطأ يجب أن نقرّ أنه في فضائه الكثير من الصواب، وعلى هذه القاعدة نستطيع أن نفتح الحوار.
مناخ الحوار المناسب هو مفتوح بأفقه إلى اللامحدود.. أمران فقط يجب أن نراعيهما سقف الوطن لأن حقّ المواطنة حق مكتسب لنا وقضيتنا الأولى في هذا الوطن هو القضية الفلسطينية مبدأ ثابت لا نتجاوزه لأن لنا أرضاً مغتصبة بسبب هذه القضية فعندما يكون الملحق ملحقاً بالأصل فالأصل أولى بأن يكون من أولوياتنا واهتمامنا.
بهذه الكلمات بدأت شهناز فاكوش عضو القيادة القطرية للحزب رئيسة مكتب المنظمات الشعبية حوارات مفتوحة مع الشباب في عدد من المحافظات ومنها لقاء حواري شبابي نظمه فرع الشبيبة في اللاذقية تحدثت فيها عن المؤامرة التي حيكت لسورية وقالت:المؤامرة كبيرة وأدواتها وعمرها أقدم من أيام الحراك في الساحة الوطنية،وهذه الأزمة أصبحت خلفنا ونحتاج إلى أن نشق طريقنا في مشروع الإصلاح الوطني مع السيد الرئيس بشار الأسد يداً بيد وأن نكون نحن روافع هذا الإصلاح وحوامله في منظماتنا الشعبية ..في حزب البعث في الشرفاء من أبناء الوطن .. المثقفون من أبناء الوطن وكلّ من يريد أن ينجز وطناً ديمقراطياً حراً عربياً يحتفظ بهويته القومية في هذا الوطن ..ولكن لا بد من تغيير الديموغرافيا الوطنية.
وبدوره قال الدكتور محمد شريتح أمين فرع اللاذقية لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي حضر اللقاء موضوع المحاسبة مستمر وفي كل مفاصل العمل في كل المحافظات وأؤكد كما قال السيد الرئيس بأننا لا نملك عصا سحرية ولكن الزمن سيكون أقصر مما كان عليه وهناك على الأرض إجراءات وهناك بحجم المرحلة الاستثنائية إجراءات استثنائية تقوم بها كلّ الجهات ذات العلاقات لإحداث التغيير والاستمرار بعملية الإصلاح بسرعة ودون تسرع .
نريد تمثيلاً لنا في كل مفاصل العمل
من خلال استطلاعنا لآراء الشباب المشارك في هذا الحوار الوطني أكد الجميع تأييدهم لهذا الحوار مع التركيز على إيصال الصوت إلى الآخر بحرية، واعتماد مبدأ المساءلة والمحاسبة فلنتابع تفاصيل ذلك:
المهاترة لا تفضي إلى شيء
سلاف جنيدي أرتأت بأن أهم شيء في هذه المرحلة إذا أردنا أن نصل إلى الحلول أن يناقش الشباب أصحاب القرار ..وأضافت: وعندما يأتي الشباب الممثلون لكل فئات المجتمع ويطرحون مشكلات المجتمع، وبدورنا نناقشها بشفافية وصراحة وبأسلوب راق وبهدف حماية الوطن وتحت سقف الوطن بالتأكيد سنصل إلى أعماق الحلول ولن تكون معالجتنا للقضايا بشكل سطحي .. ونحن هدفنا من الحوار أن نصلح ونساعد على إعادة بناء الوطن وليس من أجل القتال والمهاترة التي لا تفضي إلى شيء .
كما سنطرح مشكلاتنا
سنطرح حلولاً لها
وحتى ينجح الحوار الوطني أكد فريد سليمان أن يكون للمحاور همة على الإصلاح .. وأن يكون هناك احترام كامل للشريحة الكبيرة في المجتمع وهي فئة الشباب.. وأضاف: ونحن بكل الأحوال كما سنطرح مشكلاتنا سنطرح حلولاً لها نرتئيها .. ونتمنى في النهاية أن نصل سوياً إلى حل والأهم من هذا أن يبقى القرار بيد القيادة السياسية وبيد الشباب .
وكذلك قال أُبَِي علي: الأهم في الحوار وفي هذه المرحلة هو التركيز على تثقيف الشباب وعلى كل شاب أن يعي معنى الحوار ودوره ودور الآخر فيه، وأن يعرف أساس الحوار وأنا أستثني الحوار الذي لا طائل منه، ومن المهم في حوارنا أن نخرج بأفكار نستطيع أن نقنع الآخر بها إذا كانت تصب في مصلحة المجتمع والوطن والشعب وصونه.
الشباب بدأ الآن دوره الحقيقي والفاعل
وعن دور الشباب في هذه المرحلة قالت نبيلة سلوم: من وجهة نظري وأنا مراقبة للوضع بدقة أرى بأن الشباب الآن بدأ دوره الحقيقي والفاعل وأقصد حالة البدء من بداية الأزمة في سورية، وأتحدث هنا عن دور الشباب الواعي وتحت سقف الوطن وعندما يتم الحوار بشكله الصحيح يكون من القلب إلى القلب، سننجح، والاختلاف فيما بيننا لا يعني خلافاً وعندما نضم الشباب تحت الوعي والانتباه والفكر الصحيح سنصل إلى حل ..ونحن بحاجة إلى مبدأ المحاسبة وحرية بالإعلام.
غياب الحوار بشكل أو بآخر
في السابق أحد أسباب الأزمة
أما ديالا صالح المشرقي فقالت: الحوار الوطني في هذه المرحلة في غاية الأهمية لأنه ينمي متطلبات الشباب ويجعلنا نتواصل معهم بطريقة أقوى مما كنا عليه في مرحلة سابقة، وفي مرحلة سابقة كانت طلبات الشباب والشعب بشكل عام تصل إلى أصحاب القرار بمجهود كبير أما الآن فالحوار الوطني المفتوح سيمنح فرصة أكبر لإيصال كل ما كنا نعجز عن إيصاله إلى المعنيين .
وبنفس السياق تحدثت أمل محرز عن حالة الحوار الوطني فيما سبق وعنها قالت: كانت موجودة لكن الآن علينا تفعيلها بشكل أكبر ومن أكثر من جانب، فمثلاً علينا أن نحاور جميع الشرائح الموجودة وأن نعرف كيف يفكرون وماهية أفكارهم ورؤاهم، وأن نركز على شريحة الشباب وأن نعرف ماذا يريدون وأن نحاورهم برقي وأن نصل إلى نتيجة حتى ننتهي من هذه الأزمة الموجودة .. وهذه الأزمة الموجودة كان أحد أسبابها هو غياب الحوار بشكل أو بآخر، ويجب تفعيل دور الشباب بشكل أكبر ودور الأمهات اللواتي يلعبن دوراً كبيراً في تربية الأجيال وأنا أنادي كل أم حتى تحاور أبناءها بطريقتها الخاصة ولكن أن يصل هذا الحوار إلى نتيجة هي صون الوطن ولا شيء يعلى على سقف الوطن.
نريد تلاقي أكبر بين المسؤول والمواطن
وطالبت ميادة أحمد بضرورة الاعتراف بغياب الحوار في فترات ما لأن المسؤول على حد قولها كان همه الأساسي أن يصل إلى الكرسي وأضافت: لنتحدث بصراحة فحالة الحوار كنا نراها فقط عند المرشحين لنيل عضوية مجلس الشعب وكانوا أكثر قرباً من الشعب فقط في فترة الانتخابات وحتى أن البعض منهم لجأ إلى شراء أصوات الناس وصولاً إلى الكرسي وعندما يصل إلى الكرسي ينسى الشعب، ومع هذا التعميم هنا غير جائز فهناك الجيد بالمجمل ولكنني لن أعطي صوتي لشخص لن يمثلني وهذا المرشح ينسى نفسه عندما يصل إلى الكرسي و بأنه خرج من هذا الشعب والشعب هو من أوصله إلى هذا المنصب، فنتمنى أن يكون هناك التقاء أكبر بين المسؤول والمواطن..والشعب هو القوة الكبرى في المجتمع والمسؤول يقوى بشعبه .
أساس الحوار أن نتيقن
أولاً بأن سورية للجميع
وعن فكرة محاورة المعارضة وتفعيل حالة الحوار الوطني لفتح أقنية لمحاورتهم قال سامر محمود: أقول أولاً لا توجد معارضة حقيقية في سورية، ولم نلتق شخصياً حتى الآن مع معارضة وأغلب من نلتقي بهم عن طريق الانترنت وصفحات الفيسبوك .. وحتى الآن لا يوجد آلية عمل عند المعارضة حتى نعرف ماذا يريدون وهنا المشكلة الأساسية بيننا وبينهم، ولا يوجد حتى الآن نقاط مشتركة بيننا .. وبالنسبة لإيجاد آلية عما تفعل حالة الحوار الوطني فبرأيي هناك أكثر من طريقة لنصل إلى نقطة محددة لنلتقي والموضوع الأساسي الذي علينا أن ننطلق منه في الأساس، وفي البداية هو أن بلدي للجميع وهو دائماً على حق والكل تحت سقف الوطن وعندما نصل إلى هذه القناعة بين الجميع سنصل إلى قاسم مشترك لنتفق على الآلية التي نريدها نحن.
الثقافة التراكمية
تفرض الحوار في كل فترة
حسن يونس دعا إلى دور الإعلام والصحفيين في تفعيل الحوار الوطني وقال: الحوار هو أساس للتفاعل وتماهي الحالات الثقافية الجميلة والحالات الاجتماعية أمر مطلوب وضروري جداً لاستمرار صيرورة الحياة والمجتمع والتقدم لا يمكن أن يتم إلا بالتماهي مع الثقافات الأخرى أنا أدعو إلى تفعيل الحوار على كافة الطبقات العمرية والاجتماعية والاقتصادية وليس خطأ أن تلتقي الطبقات الاجتماعية لردم هذه الهوة الاقتصادية بين الآخرين لأنه لدينا هوة كبيرة بين الطبقات الاقتصادية وهذا يؤدي إلى احتقان.. وهنا دور الصحفيين في توجيه الأنظار نحو أهمية هذا الموضوع .. والحوار حالة حضارية والشعب السوري حضاري بدوره فعلينا المحافظة على هذه الحالة في كافة مفاصل حياتنا..والثقافة التراكمية تفرض الحوار في كل فترة.