سواعدكم، وثقوا بأنفسكم، وضعوا أفكاركم موضع التنفيذ» بهذه الأفكار التي تنم عن نية خالصة ممزوجة بحب الوطن أثبت الشباب السوري وعلى امتداد مساحة الوطن، أنه على قدر عال من تحمل المسؤولية وعامل حسم في وأد الفتنة التي تربصت بالبلاد، حيث تعامل الشباب مع المواقف بذكاء شديد وكانوا من خلال وعيهم وتمسكهم بثوابتهم الوطنية بجميع أطيافهم عاملاً رئيسياً في إفشال هذه المؤامرة، خاصة وأن سورية تمتلك من الطاقات والقدرات الشبابية الشيء الكثير وما تحتاجه البلاد في المرحلة المقبلة هو وضع خطط استراتيجية بعيدة المدى تتمكن من خلالها استثمار هذه الطاقات ووضعها في إطارها الصحيح.
الشباب السوري وعلى امتداد مساحة الوطن بمدنه وقراه أدرك بحسه الوطني العالي حجم المؤامرة، فامتلك زمام المبادرة وصنع حراكاً شبابياً اتسم بالمسؤولية وبرهن وكعادته عندما يتحسس حجم الخطر المحدق بالوطن، على وعيه وإدراكه لمحاولات التضليل التي مورست على سورية خلال الأسابيع القليلة الماضية، لم يكتف الشباب بالنزول إلى الساحات تأكيداً على تمسكهم بخيار الوحدة الوطنية والعيش المشترك، فتواجد على المواقع الإلكترونية بشكل كثيف للتأكيد على الوقوف ضد كل من يحاول نشر الفوضى في أرجاء سورية وإرسال رسائل واضحة للدفاع عن الوحدة الوطنية.
ومع كل تصعيد مارسه المتآمرون على الوطن كان الشباب السوري يعرف خفاياه بعيون أبصرت حجم المؤامرة وقرأت ما بين السطور وما ترمي إليه، فكان أن رد الشباب على كل ذلك بمبادرات اتسمت بالمسؤولية والإدراك، فكانت حملات دعم الليرة السورية رداً منهم على كل من حاول زعزعة استقرار سورية الاقتصادي والتأثير على قرارها السيادي الثابت، وبالتوازي أطلق الشباب وفي مختلف المحافظات السورية حملات للتبرع بالدم اشتملت على معان إنسانية ووطنية نبيلة وأكدت وفاء الشباب لوطنهم وبذلهم الغالي والرخيص من أجل الحفاظ على منعته واستقراره، كما أطلق الشباب مبادرات احتفاء بالعلم السوري، تعبيراً عن اللحمة الوطنية التي يعيشها الشعب السوري تحت ظل هذا العلم الذي سيبقى الحامل الرئيسي لكل آمالنا والحافز الذي يعزز وحدتنا الوطنية ويشد من أزرنا للتمسك بكل ذرة تراب في هذا الوطن الغالي.
مبادرات شبابية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة تبرهن على أن التعويل على دور الشباب السوري سيكون كبيراً في المرحلة المقبلة، ليكون قدوة للشباب العربي والعالمي بما يمتلكه من مؤهلات تؤجله للريادة.