ورغم المظاهرات العالمية المناهضة للحرب والمنددة والمطالبة بوقف وسحب القوات الغازية من العراق المنكوب.
وفي هذا السياق وبسبب ما ألحقته الحرب من معاناة للشعب العراقي وتهجير أكد الاعلامي البريطاني جون سنو أن سورية ومن بين الدول المجاورة للعراق كافة تحملت أكبر قسط من عبء هذه المعاناة في حين دعا المشاركون في الاجتماع الثامن للدول المضيفة للعراقيين الهيئات الدولية ذات العلاقة الى دعم الدول المضيفة على تحمل الاعباء بتقديم المساعدات لهذه الدول.
فقد أقرَّ الرئيس بوش أمس بأن الحرب على العراق كانت أطول وأكثر تكلفة مما كان يتوقعه مصرّاً على أن قرارها كان صائباً رغم الاخفاقات والخسائر وحجم الضحايا جراء هذا القرار الذي ثبت أنه كان خاطئاً.
ونقلت أ ف ب عن بوش قوله في كلمة في البنتاغون بالذكرى الخامسة لغزو العراق إنه وبعد خمس سنوات يتم النقاش بطريقة يمكن تفهمها لمعرفة ما اذا كانت هذه الحرب تستحق عناء كسبها واذا كان بمقدور بلاده أن تنتصر.
ورفض بوش سحب قوات اضافية من العراق غير تلك التي تم التخطيط مسبقاً لسحبها إذا كان ذلك سيقوّض ما سماه المكاسب الأمنية التي تم تحقيقها مؤخراً حسب زعمه.
من جهتها ورداً على هذه التصريحات انتقدت نانسي بيلوسي رئىسة مجلس النواب الاميركي أمس سياسة بوش وقالت انه مع دخول الحرب في هذا البلد عامها السادس يحق للاميركيين القلق بشأن المدة التي ينبغي على بلادهم مواصلة وجود قواتها في العراق مؤكدة أن الديمقراطيين في الكونغرس سيواصلون الدفع باتجاه انهاء الحرب هناك والاخطاء المتزايدة لها.
بدوره قال دوغلاس هيردو وزير الخارجية البريطاني السابق إن هذه الحرب كانت خاطئة وضرب من الحماقة واضاف في لقاء مع قناة الجزيرة أمس انهم يطالبون منذ أشهر بضرورة اجراء تحقيق مستقل من مجلس العموم البريطاني في أسبابها وكيفية التخطيط السيئ لها.
اما صحيفة نيويورك تايمز فقالت إن الرئيس الاميركي يبدو سعيدا رغم كل المشاكل التي تحيط به فالدولار يتفتت والركود يتفاقم مستهجنة شعور بوش بالرضا من نفسه في الوقت الذي يكون فيه الاميركيون اكثر خوفا.
كذلك ركزت الصحف البريطانية في تعليقاتها امس على الوضع المأساوي الذي يعيشه العراقيون وقالت إن هذه الحرب بدأت بكذبة واستمرت كذلك بعد لجوء السياسيين الاميركيين الى الاكاذيب والمتناقضات لتبريرها وتم رسم صورة للعراق اقرب الى الخيال وأدت الى العجز عن التعلم من الاخطاء بسبب رفض الاعتراف بأنها قد حصلت اصلا.
وقال الكاتب روبرت فيسك المتخصص بشؤون الشرق الاوسط ان الحرب على العراق اكد سطحية وجهل صناع القرار في الولايات المتحدة وبريطانيا بدروس التاريخ مؤكدا ان غزو العراق كشف محدودية القوة الاميركية والضرر الذي لحق بهيبة واشنطن غير القابل للاصلاح محملاً القادة في البلدين تبعات الحرب, وفي هذا الصدد ذكرت أ.ف.ب في تقرير لها انه في حين قتل الآلاف من الجنود الاميركيين في العراق جرح قرابة ثلاثين ألفا آخرين وبلغت اصابة البعض منهم درجة الخطورة ومنعتهم من استئناف الخدمة الالزامية وتركت الحرب عليهم آثارا نفسية وجسدية عميقة حيث بات اكثر من مليون عسكري اميركي يعانون هذه الآثار التي وصلت الى درجة الانتحار.
في هذه الاثناء يشهد عدد من المدن الاميركية تظاهرات مناهضة ومنددة بالحرب وقالت قناة الجزيرة ان جموعا من معارضي الحرب على العراق تظاهروا في واشنطن ومن بينهم جنود اميركيون شاركوا في الغزو وطالبوا بوقفها وسحب القوات الاميركية من العراق.
بموازاة ذلك وبسبب ما خلقته الحرب الكارثية سنوات متتالية لها اكد الاعلامي البريطاني جون سنو ان سورية ومن بين الدول المجاورة للعراق كافة تحملت اكبر قسط من عبء معاناة العراقيين الذين فروا من بلادهم بحثا عن الامان بعد الاحتلال وذلك باستضافتها مليون لاجئ عراقي.
واوضح في بث مباشر عبر برنامج للقناة الرابعة في التلفزيون البريطاني امس الاول مدى المبالغة في التقارير التي راجت مؤخرا وتحدثت عن تحس الاوضاع في العراق بما يسمح بعودة اللاجئين اليه على حين نوه لورنس جوليس ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة بالطريقة التي تعاملت بها سورية مع هؤلاء اللاجئين وكيف ابقت سورية قلبها مفتوحا امامهم من دون قيود حتى تشرين الاول الماضي وتم استيعابهم في البلاد بروح رفيعة من التضامن.
وهو ما لم تفعله اي دولة اخرى مؤكداً ان المفوضية الاوروبية لا تستطيع الآن ان تنصح بعودة اللاجئين بسبب الوضع الامني المتدهور.
الى ذلك دعا المشاركون في الاجتماع الثامن للدول المضيفة للعراقيين الذي اختتم اعماله في عمان امس الهيئات الدولية ذات العلاقة لدعم الدول المضيفة عن تحمل الاعباء على قطاعاتها الخدمية وتحديدا البنى التحتية والمياه بتقديم المساعدات لهذه الدول مجددين ان الحل هو بعودة هؤلاء الى بيوتهم.