حقيقة لم يكن ذلك بالأمر الغريب، لأن قرار الحرب الذي اتخذه القائد الخالد حافظ الأسد لم يكن اعتباطياً، بل كان مدروساً وميزته أنه كان مفاجئاً ومباغتاً للعدو الاسرائيلي الذي تقهقر وطلب المدد من الولايات المتحدة الأميركية لأن اسرائيل أصبحت على كف عفريت، كما ورد على لسان «غولدا مائير» رئيسة وزراء اسرائيل آنذاك... ومن أبرز دروس هذه المعركة على سبيل المثال لا الحصر... حضارة وقوة ووحدة وتضامن هذه الأمة عند الشدائد وأسلحتها الفتاكة المتعددة التي استخدمتها في تلك الحرب وأجدت نفعاً كبيراً بل وانتصاراً باهراً... لكن تمضي الأعوام ويتقاعس العرب عن دورهم تجاه أمتهم وأوطانهم وهم يرون أن الأعداء يتكالبون على مقدرات الأمة وممتلكاتها من كل حدب وصوب بل ويقفون موقف المتفرج في كثير من أقطارهم تجاه مايحاك ضدهم.
إن الأمة العربية أحوج ماتكون اليوم إلى تضامن من يحقق لها وضوح الرؤية ودقة الهدف وهي بصدد خيارها الاستراتيجي للسلام، حيث إن تضامن الإرادة العربية هو السبيل المؤثر والقادر على منع انتهاك اسرائيل للمرجعية القانونية التي شكلت الأساس للمفاوضات منذ مؤتمر مدريد في 1991 وأبرزها مبدأ الأرض مقابل السلام.
إن هناك مسؤولية كبرى تقع على عاتق أقطار هذه الأمة لإظهار المزيد والترابط والثبات، ويجب على هذه الأمة ألا تهتز مهما اعتراها من تمزق وشتات وذلك لدرء المخاطر ومواجهة التحديات.... لقد حافظت سورية العروبة على ثوابتها ولاتزال اليوم بقيادة الرئيس بشار الأسد تعتمد على سياسة الحوار والتفاهم والتعاون مع المجتمع الدولي ودول العالم حرياً منها على إبراز الحقائق والوقائع وتأكيد الشرعية الدولية ومبادىء القانون الدولي ولاتزال تواصل جهودها مع المجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال وإعادة الحقوق المغتصبة لأصحابها وتحقيق الاستقرار والسلام العادل والشامل...
مرة أخرى نشير إلى أن التحولات الجذرية التي يشهدها عالم اليوم ومن بينه عالمنا العربي يتطلب إعمال العقل والاستناد إلى دروس التاريخ وعبره، و لاسيما دروس تشرين لتجاوز مواطن العنف والانكسار.