كانوا وما زالوا يريدون انتزاع التاريخ كله... ولكن جاءت حرب تشرين لتثبت أكثر فأكثر عظمة مقاتلنا النابعة من عظمة أبطالنا منذ فجر التاريخ العربي حينما يبحر المرء في صفحات التاريخ... ويدرس بعناية معارك العرب الخالدة، معارك خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي وطارق بن زياد وغيرهم وغيرهم من أبطال لا يستطيع إلا أن يدرك مغزى وأبعاد ما حدث منذ أن نشأ جيش سورية العربية، جيش الأمة العربية.
قرار تشرين...
لم يكن مجرد قرار.. قبله كان الإعداد الدقيق، والاشراف المباشر واليومي على التدريبات والمشاريع وبأروع صور التصميم والايمان والعزم كان نسورنا ورجال دفاعنا الجوي ينتظرون لحظات الانقضاض.
العالم وحرب تشرين...
« لقد اكتشف العرب أنفسهم في السادس من تشرين هذه الكلمات التي أبرق بها المراسلون الأجانب من ميدان القتال على الجبهة السورية والمصرية كانت تلخص بعبارة واحدة مغزى ما حدث في تشرين.
كتبت الفيغارو الفرنسية:« إن المسؤولين في الاستخبارات الاسرائيلية عن سورية يلقون حساباً عسيراً، أما السوريون فيسجل لهم التاريخ انتصاراً ساحقاً في هذا المجال من الأهمية والحنكة والتفوق الشيء الكثير... إن هذه الحرب العربية الاسرائيلية الرابعة تؤلف أول انتصار عربي رغم كل الظروف.
لوريان لوجور:« إن المعركة الجارية حالياً في الشرق الأوسط بين القوات العربية وإسرائيل كانت مفاجأة مذهلة للعالم، وإن التقارير الواردة من دمشق... ذكرت أن سكان المدينة يعربون عن تصميمهم على تحمل كل شيء في سبيل معركة الكرامة والشرف».
ديلي تلغراف البريطانية قالت :« يجب على إسرائيل أن تكف عن اعتبار جيرانها العرب أناساً لا يحتاجون إلا لمجرد ضربة سريعة، كما يجب على إسرائيل أن تتخلى عن فكرتها القائلة أن بالامكان حماية أمنها باتباع سياسة ترتكز على التمسك بالأراضي العربية المحتلة»
التايمز البريطانية: «في تشرين برزت بوضوح قدرة المقاتلين العرب على استخدام السلاح الحديث وتفوقهم على العدو الاسرائيلي في مختلف الاختصاصات :« إن العرب حققوا الانتصار وبرهنوا على أن قواتهم تستطيع أن تقاتل وأن تستخدم الاسلحة المعقدة بنجاح كبير».
الغارديان البريطانية: « لقد برهن العرب في تشرين على أنهم أفضل تدريباً وأحسن استعداداً وأشد جلداً وعناداً».
المابام الاسرائيلي:« إن حرب تشرين بمدتها ومعاركها وعدد ضحاياها أثبتت التقدم الكبير الذي أحرزته القوات العربية وقدرة مقاتليها على استخدام الأسلحة الحديثة والمتطورة والمعقدة.
التايمز البريطانية:«أظهر العرب شجاعة فائقة في القتال حتى أنه في إحدى معارك الجولان كانت الدبابات السورية تهاجم الدبابات الاسرائيلية وتصطدم بها».
لوموند الفرنسية:«إن وسائل الدفاع الجوي العربي تبدو كأنها حاجز من لهب ترتطم به الطائرات الاسرائيلية ويسقط كالفراش حول المصابيح...
إن اختراق هذا الحاجز يعني التضحية بسبع طائرات حتى تصل الثامنة إلى هدفها».