أما يوم 21/8 فهو من التواريخ التي يهتم بها اليهود ويزعمون أنه يوم تدمير الهيكل المزعوم ولهذا أرادوا أن يكون نفس التاريخ هو تاريخ إحراق المسجد الأقصى وقد شب الحريق فعلاً في صباح 21/8/1969 بعد صلاة الفجر وكان الحريق في ثلاثة مواضع.
الأول في مسجد عمر الواقع في الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى والثاني في منبر صلاح الدين الأيوبي والمحراب بهدف حرق عنوان النصر الذي أحرزه القائد صلاح الدين عندما حرر القدس من الصليبيين سنة(1187م) أما الثالث فشب في النافذة العلوية الواقعة في الزاوية الجنوبية من المسجد الأقصى وترتفع عن أرضية المسجد حوالي عشرة أمتار ويصعب الوصول إليها من الداخل دون استعمال سلم عال، الأمر الذي لم يكن متوفراً لدى «روهان» وكان حريق النافذة من الخارج ، ما يدل على أن هناك أفراداً آخرين ساعدوا هذا المتطرف من الخارج حيث كان جنود الاحتلال يسيطرون على حارة المغاربة.
وكان الاسرائيليون يعتقدون أن الحريق في المواقع الثلاثة سوف يتصل بعضه مع بعض ويدمر واجهة المسجد الجنوبية ومن ثم يمتد شمالاً ليأتي على جميع المسجد إلا أن النار لم تلتهم الواجهة الجنوبية رغم أن النار امتدت شمالاً وأحرقت ما مساحته 1500 م2 من أصل مساحة المسجد البالغة 4400م2 أي حوالي ثلث مساحته.
وحتى يستكمل المتطرفون وسلطات الاحتلال جريمتهم النكراء قطعوا الماء عن المسجد لكي لايستعمله الفلسطينيون في إطفاء الحريق، أما سيارات الإطفاء الاسرائيلية فقد حضرت بعد انتهاء الحريق لكي تقوم عدسات المصورين بتصويرها وتضليل العالم بأنها حضرت لإطفاء الحريق.
وكالعادة فقد ادعت سلطات الاحتلال أن المتطرف «روهان» مجنون وحافظت على حياته من غضب المقدسيين وبقيت الجريمة النكراء دون عقاب أحد.
أما أهم الأجزاء التي أحرقت داخل المسجد فهي منبر صلاح الدين الأيوبي الذي يعتبر قطعة نادرة مصنوعة من قطع خشبية معشق بعضها مع بعض دون استعمال مسامير أو براغ وكان يرمز إلى انتصار حطين كما تم احراق مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية ويمثل ذكرى دخول الفاروق إلى القدس.
كما تم إحراق محراب زكريا المجاور لمسجد عمر ومقام الأربعين وثلاثة أروقة من أصل سبعة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وعمودين رئيسيين مع القوس الحجري الكبير تحت قبة المسجد وكذلك القبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجصية الملونة والمذهبة مع جميع الكتابات والنقوش الهندسية عليها، وكذلك تم احراق المحراب الرخامي الملون والجدار الجنوبي وثمان واربعين نافذة مصنوعة من الخشب والجص والزجاج وجميع السجاد العجمي ومطلع سورة الاسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب بطول 23 متراً وكذلك الجسور الخشبية الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة.
وقد كانت هذه الجريمة النكراء من أبشع الاعتداءات بحق الحرم القدسي الشريف كما كانت خطوة فعلية في طريق بناء الهيكل المزعوم وعلى الرغم من كل الدلائل التي تشير إلى تورط مجموعة من المتطرفين الصهاينة إلا أن سلطات الاحتلال لم تجر تحقيقاً في الحادث ولم تحمل أحداً مسؤولية ما حدث وأغلقت الملف بعد أن اكتفت باعتبار الفاعل مجنوناً.