تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


91 عاماً من الاعتداءات المستمرة لهدم «الأقصى» وبناء الهيكل المزعوم

قاعدة الحدث
الثلاثاء 6-10-2009م
عزة شتيوي

تعد الحفريات التي يقوم بها الصهاينة تحت المسجد الأقصى خطراً داهماً يحيق به, وقد بدأت هذه الحفريات بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 مباشرة، تحت البيوت والمدارس والمساجد بحجة البحث عن هيكل سليمان المزعوم،

ثم امتدت عام 1968 تحت المسجد الأقصى نفسه، فحفروا نفقاً عميقاً وطويلاً تحت الحرم وأنشؤوا بداخله كنيساً يهودياً.‏

ولقيت هذه الحفريات استنكاراً دولياً واسعاً مثلما حدث عقب حريق المسجد الأقصى في 21/8/1969 فقد استنكرت معظم دول العالم هذا الحريق وأصدر مجلس الأمن قراراً «رقم 271» لعام 1969 أدان فيه إسرائيل ودعاها لإلغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس المحتلة، علماً أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة ببطلان إجراءات الاحتلال التي تؤثر في وضع مدينة القدس تؤكد مبدأ عدم قبول الاستيلاء على الأراضي بالغزو العسكري لأن أي تدمير أو تدنيس للأماكن المقدسة أو المباني أو المواقع الدينية في القدس أو أي تشجيع أو تواطؤ للقيام بعمل كهذا يمكن أن يهدد بشدة الأمن والسلام الدوليين حسب ما جاء في نص قرار مجلس الأمن 271.‏

وأضاف مجلس الأمن في قراره بأن تدنيس المسجد الأقصى يؤكد الحاجة الملحة لمنع إسرائيل من خرق القرارات التي كان المجلس والجمعية العامة قد أصدراها بخصوص القدس ولإبطال جميع الأعمال والإجراءات التي اتخذها لتغيير وضع المدينة المقدسة.‏

ولم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، سواء عن طريق الحفريات أو الاقتحامات المتكررة من قبل الصهاينة المتطرفين. وفي الوقت نفسه لم تتوقف الاحتجاجات العارمة وقدم الفلسطينيون ويقدمون المثل الأعلى في التضحية والفداء من أجل عروبة كل فلسطين ووقف نهب الأراضي العربية وتهويدها والثورات والانتفاضات تتواصل منذ نحو قرن من الزمن بدءاً من ثورة البراق عام 1929 وصولاً إلى انتفاضة الحجارة عام 1987 وأخيراً انتفاضة الأقصى لعام 2000 والمتواصلة بأشكال نضالية متنوعة إلى يومنا هذا.‏

120 اقتحامـــــــاً‏

هرتزل: إذا حصلنا على القدس فسأحرق جميع آثارها‏

كتب «تيودور هرتزل» في مذكراته: (إذا حصلنا على القدس وكنت لاأزال حياً وقادراً على القيام بأي عمل فسوف أزيل كل شيء ليس مقدساً لدى اليهود فيها وسوف أحرق جميع الآثار التي مرت عليها قرون).‏

لعل ما ذكره هذا الصهيوني رسم معالم واضحة للهدف الإسرائيلي في المسجد الأقصى وقد أكد هذا الهدف (دافيد بن غوريون) إثر تأسيس ما يسمى «دولة إسرائيل» عام 1948 عندما قال: (لا معنى لإسرائيل دون القدس ولا معنى للقدس دون الهيكل) وقد قصد غوريون بالهيكل المعبد الذي يريد اليهود بناءه مكان المسجد الأقصى الشريف.‏

بدأ الصهاينة مسلسل الاعتداءات على حرمة المسجد الأقصى المبارك منذ عام 1918 عندما تأسست جامعة تل أبيب في جبل الزيتون شرق القدس وباشرت الحفريات الصهيونية في المدينة المحتلة وخاصة بما يسمى (الحوض المقدس) الذي يضم المسجد الأقصى بحجة أنها حفريات أثرية إلا أنها أدت إلى إتلاف الأبنية التاريخية الإسلامية والعربية في المدينة المقدسة وفي عام 1947 قصفت العصابات الصهيونية المسجد الأقصى وأثناء حرب 1948 أصابت قنابل الصهيونية قبة الصخرة في قلب المسجد المبارك فألحقت بها أضراراً وفي 7 حزيران 1967 احتل الجنود الإسرائيليون شرق القدس واستولوا على حائط البراق وحولوه إلى مزار لهم باسم «حائط المبكى».‏

كما اقتحم الجنرال الصهيوني (مردخاي غور) المسجد الأقصى، ودخله وهو يركب سيارة نصف مجنزرة وأتباعه يرددون وراءه يالثارات خيبر معلنين انتقامهم لهزيمة اليهود على يد الرسول (ص) في خيبر سنة 629م.‏

واستولت سلطات الاحتلال منذ ذلك الحين على مفتاح باب المغاربة القريب من حائط البراق وفي اليوم التالي عاث جنود الاحتلال فساداً في المسجد الأقصى المبارك، حيث أحرقوا المصاحف واعتدوا على المصلين وقتلوا عدداً منهم ورفعوا العلم الصهيوني على قبة الصخرة القائمة في قلب الأقصى المبارك وأغلقوا المسجد وأخلوه من المصلين ومنعوا فيه الصلاة والأذان لأول مرة منذ تحرير صلاح الدين الأيوبي للقدس من أيدي الصليبيين وفي 15 آب عام 1967 اقتحم الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي ساحة المسجد وأقام وأتباعه صلوات وأعلن أنه سوف يبني كنيساً في المكان وفي 21 آب 1969 أحرق الصهيوني (دينيس روهان) المسجد الأقصى بدعم من قوات الاحتلال التي حاصرت المسجد وأعاقت دخول سيارات الإطفاء إليه وقطعت المياه عن المنطقة وفي 30 كانون الثاني 1976 قررت محكمة إسرائيلية حق اليهود في الصلاة في المسجد الأقصى في أي وقت يشاؤون في النهار وتوالت بعد ذلك القرار عمليات اقتحام وانتهاك حرمة المسجد المبارك ضمن خطة لبسط السيادة الصهيونية عليه.‏

وفي 14/8/1979 حاولت جماعة جرشون سلمون المتطرفة اقتحام المسجد إلا أن أهل القدس تصدوا لها وأفشلوا المحاولة وعمل المتطرف (مائير كهانا) وجماعته على تكرار المحاولة ثم أنشأ بعدها الصهيوني يونيل ليونر في 1980 حركة (مشمونينم) التي وضعت نصب عينيها السيطرة على المسجد الأقصى ومنذ ذلك الحين تكررت الاقتحامات للمسجد على أيدي المتطرفين وتكررت أيضاً محاولات التفجير، حيث أفشل حراس المسجد محاولة قام بها اثنان من عصابة «لفتا الصهيونية» عندما تسلقا سور القدس المتحد مع سور المسجد وبحوزتهما كميات كبيرة من المتفجرات.‏

وفي 17/10/1989 قامت ما يسمى بجماعة «أمناء الهيكل» الصهيونية بوضع حجر الأساس لبناء الهيكل المزعوم الثالث قرب أحد أبواب المسجد المبارك وتكررت عمليات وضع حجر الأساس في 10/8/1990 حيث اقتحمته جماعة ما يسمى أمناء الهيكل لوضع حجر الأساس للهيكل المزعوم الثالث ثم ارتكبت مذبحة الأقصى الأولى ضد المحتجين على الاقتحام من المسلمين، الأمر الذي أدى لاستشهاد 34 فلسطينياً وجرح 115 آخرين ليعود بعدها الصهاينة لتكرار هجماتهم واقتحاماتهم الاستفزازية للمسجد الأقصى حتى عام 1996، حيث قام الصهاينة بافتتاح نفق تحت الجدار الغربي للمسجد الأقصى، الأمر الذي أشعل انتفاضة الغضب وحدثت مذبحة الأقصى الثانية التي راح ضحيتها 62 شهيداً فلسطينياً وجرح أكثر من 1600 آخرين وتبع ذلك العديد من التصرفات والانتهاكات لحرمة المسجد وقدسيته من قبل الصهاينة وفي عام 1999 افتتح رئيس الوزراء الصهيوني ايهود باراك ساحة جنوب المسجد الأقصى ليقوم المتطرفون الصهاينة بأداء الطقوس الدينية فيها وكذلك افتتح مدرجاً يقود إلى البابين الثلاثي والمزدوج ودعا ايهود اولمرت عام 2000 رئيس بلدية القدس إلى فرض حق اليهود بالصلاة في المسجد وفي 19/9/2000 رفض ايهود باراك أي سيادة إسلامية على المسجد وبعد ستة أيام أقامت عائلات يهودية يبلغ عددها 300 شخص حفل عشاء في الساحة الجنوبية الملاصقة للمسجد تدنيساً لقدسيته وانتهاكاً لحرمته وبعدها بثلاثة أيام تجول مجرم الحرب أرييل شارون في ساحات المسجد الداخلية وبرفقته 3000 جندي صهيوني وبقي نحو 45 دقيقة، حاول فيها دخول مواضع الصلاة داخل المسجد المبارك وفي اليوم التالي أي في 29/9/2000 اقتحم جنود الاحتلال المسجد الأقصى وقتلوا وأصابوا المصلين عقب صلاة يوم الجمعة في مذبحة الأقصى الثالثة، ما أدى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى في عموم الأراضي الفلسطينية وبعد ذلك التاريخ توالت العديد من الانتهاكات الواضحة للمسجد من خلال الاقتحامات والاعتداءات على المصلين و،شرب الكحول وادخال السياح والسائحات بلباس فاضح لا يليق بقدسية المكان واعتقالات لرجال الدين كاعتقال الشيخ رائد صلاح شيخ الأقصى في 13/5/2003 بعد أن كشف عن إحباط لمحاولة صهيونية.‏

لاقتحام المصلى المرواني وفي 24/8/2003 اقتحم نحو 150 يهودياً المسجد الأقصى وفي نفس التاريخ اعتدت الشرطة الإسرائيلية على عدد من مسؤولي الأوقاف الإسلامي في المسجد الأقصى وفي 3/10/2004 قام قائد شرطة الاحتلال في القدس (ايلان فرانكو) وأفراد من المخابرات الصهيونية باقتحام المصلى المرواني وحلقت طائرة عسكرية فوق المسجد وفي 3/3/2005 افتتح «مصلى يهودي جديد» جنوبي حائط البراق لليهود المحافظين لتكريس السيطرة على المسجد الأقصى وفي 28/9/2005 بعد عشر سنوات من الحفر تحت المسجد قامت سلطات الاحتلال بتدشين موقع يعتبر الأول من نوعه في الفضاء التحتي للمسجد من جهته الغربية تحت اسم (أنت في سلسلة التاريخ) يبث الأكاذيب الصهيونية عن المسجد الأقصى وفي 3/1/2006 افتتح الرئيس الصهيوني موشيه كتساف كنيساً يهودياً تحت المدرسة التنكزية المعروفة بمبنى المحكمة والتي هي جزء من الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك.‏

واستمرت الاعتداءات ومحاولات منع المصلين من أداء الصلاة وفي عام 2007 هدم باب المغاربة كخطوة جادة لمحاولة تقسيم المسجد الأقصى، وفي عام 2008 شهد بناء ما يدعى المدينة اليهودية المقدسة في المسجد ومحيطه تطوراً لافتاً وغير مسبوق تمثل بانتقال هذا المشروع من مرحلة التكتم والتقسيم إلى مرحلة الإعلان والتبني شبه الرسمي، حيث أعلن مهندس البلدية يورام زاموش عن مخطط (القدس أولاً) الذي اعده وقد شهد 2009 إعلان تفاصيل هذا المشروع ودخوله إلى حيز التبني الرسمي الاسرائيلي الواضح كما شهد بدء تطبيقه العملي بمخطط ما يدعى (أورشليم أولاً).‏

تعليقات الزوار

متابع |  tolip444@hotmail.com | 07/10/2009 15:14

لقد قرأت هذا الكلام باكثر من دورية عربية ..وهو تصريحات للعديد من المسؤولين في القدس المحتلة...هل من جديد؟؟

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية