ترْمحُ فيها أفراخ المعنى
بحثاً عن سرٍّ / فحْلٍ
ستفُضّ به العذريّ المألوف
وترفعُ ما ظلّ غريباً
يحفر في أرض عذراءْ
...
الغابة تيهٌ
وعيون الصياد على الأنحاءْ
....
بارودته فارغةٌ
والقلب المحشوُّ ببياض طاغٍ
سيعمّدُ آلاف الكلمات
ليقنع شاعرها بحياة ماكرةٍ
بأغانٍ تسردها للموتِ شفاهٌ بكماءْ
من لا يقرأ ذاك العتم العاهل في الفلواتِ
ومن لا يعرفُ فكّ خطوط الريح إذا ما التبستْ
في فمها أدعية الأحجار
وفلذّات السأم ببادية بتراءْ
من لا يدخل قبو الموسيقا
ليذوق الفارق بين اللحن وجثّة خالقه
في الصمت الأحدب كفراغٍ
يتلصّص من ثقب الليل على الأضواءْ
في قلب النور تدوخ العتماتُ
ويلِدُ المعنى ملتبساً
كحياة فاقدة الوعي
تدور...تدور..
حتى تسْلَم من قاطفها
وتنام...بلا شكٍّ..جرداءْ
لا المعنى هدفٌ
لا السُرَرُ المصطفّةُ حول الممكنِ
لا الأرض المستاءة من قدميه
ولا العينُ المخدوعة بفخاخ سماءْ
يكفي الصياد الخائر
ما تركتهُ طرائد لا تلقي بالاً للموت
ولا تأبهُ بأزيز العدم المتربّص في بيت النارِ
ولا تسمح لعيون الريح تلمّس حكمتها الرعناءْ
ماذا سيطعم للأسئلة الجوعى؟؟
أيُقطّع جيفَ العتمة خذلاناً
ويعود بخفين من اليأس
كأنّ يديه الخاويتين
أعقُّ من الأحجار الباكية الصمّاءْ..؟؟
يا ليل احملهُ..
ولا تترفّقْ ببصيص الروح
ولا تأخذك الأسبابُ
اطرده من عرش العتمة
قدّيساً خَذَلَتْه الوحشة في البيداءْ
ولترفعْ يا مَلَك الليل خطاياهُ
فلا جدوى من نبْشِ امرأةٍ
راسيةٍ في سفح يديهِ
ولا جدوى من كل الأشياءْ
حُمْقٌ
هذا الصيدُ بسفح العُمْرِ
وحمقٌ
أن تلِدَ العتمة أسراب مسرّاتٍ
حمقٌ
أن يعِدَ الصياد بأكثرَ
من تخويف طرائدَ لا تعرف لكْنة قاتلها
حمقٌ
أن نعرف ما خبّأه الصيّاد
وراء مشيئته الخرقاءْ
..
..
يقف الصيّاد/الشاعر
خلْفَ قصيدته
ميتاً
وتفرّ طرائده العشرُ
بحياةٍ لم تدخل قطّ
أصابعه العصماءْ.