تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الجيلاني

ملحق ثقافي
6/10/2009
عقبة زيدان

حين وصل الشيخ عبد القادر الجيلاني إلى بغداد، كانت الفوضى قد سادت كافة أنحاء الدولة العباسية، فالصليبيون يهاجمون الشام،

واستولوا على إنطاكية وبيت المقدس، وعملوا في بلاد العرب قتلاً ونهباً وتدميراً. وفي المقابل كان السلطان التركي يهاجم بغداد لعزل وزير الخليفة ابن جهير، والخليفة يستنجد بالسلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه.‏‏

ولد الشيخ أبو محمد محيي الدين عبد القادر الجيلاني في نيف، وهي قضاء من جيلان الإيرانية سنة 470هـ-1077م. أخذ علوم الشريعة في حداثة سنه على أيدي أفراد أسرته. وحين أراد الاستزادة في العلم لم يجد أفضل من بغداد التي كانت قبلة العلماء والراغبين في المعرفة، فوصلها سنة 488هـ في عهد الخليفة العباسي المستظهر بالله أبو العباس، وهناك انتسب إلى مدرسة الشيخ أبو سعيد المخرمي. ورغم الفوضى السائدة أثناء النزاع بين الخليفة والأتراك، ورغم صعوبة تأمين العيش، فقد جدّ الجيلاني في طلب العلم على يد شيخه أبو سعيد المخرمي، فبرز كرجل بارع في علوم الشريعة، مما جعل شيخه يعقد له مجالس الوعظ في المدرسة نفسها، فصار له مريدون كثيرون يشهدون له بالورع والتقى والعلم.‏‏

وبعد وفاة الشيخ أبي سعيد المخرمي تولى الشيخ عبد القادر الجيلاني التدريس في مدرسته،وبسبب من قدرته الكبيرة على التعليم ومساعدة طلاب العلم، ازداد عدد طلابه، ما دفعه إلى التفكير في ضم المنازل المجاورة إليها لتكفي طلبة العلم، وقد تبرع الأغنياء بأموالهم في سبيل ذلك، وتبرع الفقراء بجهدهم حتى اكتملت المدرسة عام 528هـ، وسميت باسم الشيخ الجيلاني.‏‏

لم يعبأ الجيلاني بدراسة الفلسفة وعلم الكلام، بل لقد حذر طلابه من دراسة هذين العلمين، كيلا يقعوا في شرك الجدل الفلسفي أو الكلامي، ويبتعدوا عن العقيدة.‏‏

توفي الجيلاني سنة 561هـ، ودفن في باحة مدرسته. وتابع طريقه بعده عدد من أولاده الذين تخرجوا على يديه في العلم، واشتهر بعضهم كفقهاء ومحدثين، في طليعتهم الشيخ عبد الوهاب الذي درس في مدرسة والده في حياته، وكذلك الشيخ عيس الذي صنف كتباً كثيرة منها كتاب (جواهر الأسرار ولطائف الأنوار) في علم الصوفية.‏‏

ترك الشيخ الجيلاني عدداً كبيراً من المؤلفات، منها:الغنية لطالبي طريق الحق، فتوح الغيب، الفتح الرباني، سر الأسرار فيما يحتاج إليه ألأبرار، الدلائل القادرية، الحديقة المصطفوية، الحجة البيضاء، الرسالة الغوثية، بشائر الخيرات.‏‏

تعليقات الزوار

محمد عز دين  |    | 28/10/2009 09:22

أخي بارك الله فيك وعطاك علماً وحكمة

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية