فهي في معيار المدنية كما يصفونها تأتي في مقدمة البلدان المحايدة التي تحتكم عندها حكومات الدول لحل مشكلاتها أو لعقد اجتماعاتها ، أو لصك نقودها .. أو لإيداع أموالها...
يقيناً أصبح لدينا نحن السوريين أن هذا العالم المزيف بقناع الجمال على امتداد القارات الثلاث يخفي تحت قماشه كل بشاعة وقباحة وجوه كل من تآمر على سورية.
والسؤال الذي يضاف إلى عشرات الأسئلة التي تطرحها كل يوم كشعب مقاوم ومناضل هل كان ينقص سورية والتي أصبحت أرضها مسرحا كي يجرب الآخر العدو كل ما هو جديد وفتاك من سلاح صغير وكبير لمعرفة دقة إصابة ومدى وجعه في الجسد السوري ؟!
هل كان ينقص هذا الشعب وهذه الأرض وهذا الجيش أن يكتشف سلاحاً آخر يخرج من بلاد الساعة السويسرية الشهيرة.
وما معنى أن تكتشف اليوم صحيفة (سونتا غزيتونغ السويسرية ) أن المجموعات الإرهابية والعصابات المسلحة التي تعيث خرابا ودماراً على أرضنا تستخدم قنابل يدوية صنعت في كسونوريوم روغ السويسري للصناعات العسكرية ، فما ذكرته صحفنا وإعلامنا الوطني نقلاً عن موقع روسيا الالكتروني ، وما أفصح عنه صحفي مستقل وما قام به حين كان يغطي الأحداث والتقط صوراً لهذه القنابل شمالي سورية ولننتبه هنا إلى الشمال ، حيث رياح سموم حكومة أردوغان تهب بكل الاتجاهات ..
وإذا كان من المفيد أن نعيد بعضا مما نقلته الصحيفة عن المراسل قوله :إن المسلحين عرضوا صوراً لصناديق مليئة بقنابل سويسرية الصنع مع التأكيد أن هذا النوع من القنابل يستخدم في القتال ..
واللافت اليوم في قاموس الإجرام الذي يمد ذراعه الطويلة إلى سورية أن شركة روغ المعنية بانتاج هذا الصنف من السلاح وقد اعترفت بأن القنابل في الصور المنشورة تشبه منتجات روغ ولكنها لم تعترف بتوريد هذه القنابل بشكل مباشر إلى سورية وربما يتم تهريبها حسب تأكيد مديرها ، مع ملاحظة أن قنبلة أواتش جي «92» هي قنبلة هجومية أنتجت خلال الأعوام 1992 و 2005 ومن مواصفاتها أنها قادرة على إلحاق أضرار كبيرة في محيط عشرة أمتار ؟ وهل ما أشارت إليه الصحيفة من معلومات خطيرة من ناحية أن توريد الأسلحة إلى سورية يعتبر خرقا للقانون السويسري الخاص بالمواد العسكرية و أن البرلمان السويسري ينوي دراسة المعلومات المتعلقة بتوريد قنابل شركة روغ إلى بلدنا بعد أن فتكت هذه القنابل كما غيرها من قنابل أسلحة الدول الأخرى بالجسم السوري و أزهقت روحه؟
هي المعنى
ما تقدم هو مشهد عالمي مدمر يسعى إلى نشر الخراب و الدمار في أراضي الشعوب المقاومة والمناضلة و المكافحة الساعية إلى الحفاظ على كرامتها و هويتها ووجودهافي أرضها، معتزة بتاريخها وحضارتها.. لكن الشيء الذي أظهرته حقائق التاريخ و الجغرافيا و معادلة الحسابات الدقيقة حسب التقويم الشرقي و الغربي و الهجري والميلادي و الشمسي و القمري أن قلب العالم سورية هي من أعطت للحدود معناها.. وللأرض مساحتها.. وللأجيال مقاساتها و للسماء عنفوانها، وللأفكار و النظريات تفسيراتها.. و للمدينة حروفها وأبجديتها.
سورية اليوم هي بيت النار الذي أرادوه وحولوا كل تيارات النفخ باتجاهه كي يبقى هذا البلد الآمن في حالة اشتعال بكل ما هو مادي و معنوي، أخلاقي و إنساني، دون أي وازع أو ذرة إحساس بالمسؤولية.. و إن كان من المعروف عن السياسة السورية بأنها سياسة الربع ساعة الأخيرة.. فعلى ما يبدو أن ربع الساعة الأخيرة من عمر المحنة و الأزمة السورية تسير سريعا باتجاه حسم وحزم ومقاضاة ومحاكمة بعد أن ظهرت و أظهرت وبكل مقاسات المجهر مساحة الثلاثة أرباع الكاملة من حجم التآمر.. أدوات التنفيذ، عناصر الإرهاب المشاركة.. ميزانيات الدول والحكومات و المنظمات التي تبرعت و أغدقت في شراء الذمم وضعاف النفوس
لذلك كله نجد أن عقارب ساعات العالم جميعاً تسير اليوم حسب خصوصية الساعة السورية التي أثبتت أنها هي من يحمل خصوصية الدقة و جودة المعدن و توجيه مؤشر الدقائق والثواني بالشكل الصحيح.