لا ندري لماذا تكون الخطوات الأولى متعثرة والمخاض عسيراً والولادة من الخاصرة ؟! نحاول جاهدين البحث عن اجابات شافية ومقنعة لجملة من التساؤلات الكروية الحيرى , ونسقط في أتون العبثية كلما ازداد الحاحنا في السؤال والاستفسار ؟! ويتهاوى صرح شيدناه من بنات أفكارنا , معتقدين أن تعاقب الوجوه والأسماء يسهم في تغيير السلوك وتبديل المعادلة , لنكتشف متأخرين أن خللاً بنيوياً ضرب أطنابه في قلب المؤسسة الكروية , ونشر عليها غلالة من الاحباط والانتكاسات المتلاحقة , وراكم ترسبات من الهنات والأخطاء باتت كالطود العظيم تحول مع الوقت إلى منظومة من الممارسات ونواظم العمل ؟!
سال كثير من الحبر وانثالت الكلمات والآراء والتصريحات حول قضية مدرب المنتخب الأول , وفي حقيقة الأمر لابد من الاعتراف أنها ليست قضية بمقدار ماهي مجرد خلاف في وجهات النظر , كان من الواجب ألا يفسد للود قضية ؟! فشهر العسل بين رئيس الاتحاد والمدرب اصطدم بلوائح وأنظمة لا تسمح باستمراره فكان الوداع ثم الفراق !!
ولما كان رئيس الاتحاد ومعه باقي الأعضاء ولجنة المنتخبات , على قناعة راسخة بكفاءة المدرب وامكاناته وقدرته على قيادة المنتخب نحو آفاق أرحب , فلماذا الوقوف عند تفاصيل ودقائق كان متاحاً تجاوزها أو التعامل معها بشيء من المرونة والديناميكية , وهاتان الأخيرتان ظهرتا فجأة عندما اقترح الاتحاد مدرباً بديلاً , وأجرى تعديلات على رواتب المدربين والإداريين ؟! ووجد أن شرط الشهادة القارية يمكن تحقيقه من خلال دورة ينظمها بعد شهرين , كما أخرج نفسه من مطب الازدواجية بتخيير المدرب الجديد بين عضوية الاتحاد والتدريب ؟!
الأمر ليس في هذا المدرب أو ذاك , فعجلة المنتخب ستدور حتماً في المدى القريب , وإنما في طريقة التعاطي مع حالة اعتباطية عابرة , بأسلوب لا ينم عن حنكة ودراية إدارية , ولا يغري بالتفاؤل , بل بالخشية من مغبة الوقوع في اشكالات ذات وطأة أثقل وأكبر , ولاندري حينها كيف نعالجها ونتعامل معها ؟!