تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في الذكرى السابعة لرحيل الأسير هايل أبو زيد.. الجولانيون يستذكرون قوله: ستصدأ قضبان السجن.. ولن تصدأ إرادتي

القنيطرة
الصفحة الاولى
الإثنين 9-7-2012
خالد الخالد

في عام 2005 و تحديدا في السابع من تموز توقف قلب الأسير الشهيد هايل أبو زيد عن الخفقان لتصعد روحه إلى السماء وليردد الجولانيون كلماته التي قالها للسجان الصهيوني الذي راهن على إرادته وعزيمته ومعنوياته الوطنية (ستصدأ قضبان السجن ولن تصدأ إرادتي وعظامي) بعد عشرين عاما من المعاناة في الأسر والمرض.

والأسير الشهيد هايل حسين أبو زيد من مواليد مجدل شمس المحتلة 1968 ومن أسرة دخل معظم أفرادها معتقلات الاحتلال لمواقفهم المناهضة للممارسات الصهيونية العنصرية وفي بدايات العام 1982 انضم الشهيد إلى حركة المقاومة الوطنية خلال الانتفاضة الشعبية في الجولان والتي استمرت لأكثر من ستة أشهر وتمكن الأهل من خلالها إسقاط ما يسمى قانون ضم الجولان للكيان الصهيوني، حيث التحق الشهيد في العمل الوطني منذ صغره ، وفي أواخر العام 1982 شكل الشهيد مجموعة لرصد تحركات الجيش الإسرائيلي في البلدة، وتحذير الوطنيين من الاعتقالات، وتطور هذا العمل ليصبح فيما بعد خلية شبه منظمة أخذت على عاتقها إغلاق الطرقات والشوارع وإحراق العجلات قبل أي إضراب أو احتفال وطني لعرقلة تحرك قوات الاحتلال، وأخذت ترفع الأعلام السورية على أسطح المدارس .‏

وفي شهر آب من العام 1985 داهمت قوة كبيرة من جنود الاحتلال منزل الشهيد ليلا، واعتقلته، بعد أن فتشوا بيت والده، واقتادوه إلى مركز التحقيق في (الجلمة) ومن بعدها إلى مركز التحقيق في (طبريا) وهو لم يبلغ يومها السابعة عشرة من عمره بعد وفي أيار 1986 أصدرت محكمة (اللد) حكمها الجائر عليه بالسجن لمدة 27 عاما، غيابيا بسبب رفضه مع رفاقه الوقوف لقاضي المحكمة العسكرية وقبل أن تطلب المحكمة طردهم من قاعة المحكمة انشدوا النشيد العربي السوري حماة الديار عليكم سلام أبت أن تذل النفوس الكرام... أمام هيئة القضاة وذويهم وممثلي الدفاع وممثلي الصليب الأحمر الدولي ووسائل الإعلام الغربية والصهيونية التي حاولت التعتيم على هذا الموقف البطولي لنسور الجولان وعلى رأسهم الشهيد هايل.‏

اعتقل الأسير الشهيد هايل حسين أبو زيد ابن الجولان المحتل في منتصف ثمانينيات القرن الماضي بعد أن شكل وقاد مجموعة حركة المقاومة الوطنية السرية في قرانا المحتلة والتي أخذت على عاتقها مقاومة مشاريع الاحتلال التعسفية بشتى الطرق والوسائل، فاصدر بحقه وحق رفاقه الذين اعتقلوا حكما صهيونيا جائرا وصل إلى 27 عاماً أمضى منها عشرين عاماً متنقلاً من سجن لآخر ينظم صفوف الأسرى ويخوض الإضرابات عن الطعام ويتحدى السجان بلا كلل أو ملل فكان الشهيد من أكثر الناس قربا لقلوب رفاقه الأسرى وأكد خلال صراعه اليومي مع السجان على قومية الصراع مع العدو وان فلسطين هي خاصرة سورية وان سورية هي قلب فلسطين وبقيت عينه تنظر إلى ارض الجولان جنة الله في الأرض وعينه الأخرى على القدس .‏

ويروي رفاقه في الزنازين الصهيونية ومنهم عميد الأسرى المحررين بشر المقت ورفيقه الأسير المحرر الفنان عاصم الولي عن المواقف المشرفة للشهيد أبو زيد خلف القضبان ومنها اشتراكه في كافة الإضرابات عن الطعام التي نفذتها الحركة الوطنية في سجون الاحتلال، بدءا من أول إضراب في العام 1986 وحتى آخر إضراب في العام 2004 أي قبل استشهاده كما شغل الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة السرية على مختلف الساحات وكان احد الكوادر التي خططت لإضراب العام 1992 المفتوح عن الطعام، وتمرد عسقلان في العام 1991 الذي قوبل بوحشية من قبل إدارة سجون الاحتلال.‏

واستذكرت شقيقته هدية أبو زيد كيف رفضت إدارة السجون الإسرائيلية طلبه وطلب ذويه ومحاميه عام 1998 في السماح له بالمشاركة في طقوس حفل توديع والده وإلقاء نظرة الوداع عليه، بعد أن أصيب بنوبة قلبية وفارق الحياة، قبل أن يحقق حلمه في رؤية ابنه المعتقل في سجون الاحتلال.‏

وفي أواخر العام 2004 تم نقل الأسير الشهيد إلى مستشفى (رمبام) في مدينة حيفا المحتلة، بعد أن اكتشف الأطباء في مشفى سجن (العفولة) إصابة الأسير الشهيد بمرض – اللوكيميا - سرطان الدم في حالة متقدمة وخطيرة، خلال مكوثه في مستشفى (رمبام) رفضت سلطات الاحتلال نزع القيود والسلاسل عن قدمه ويد الأسير رغم انه كان يعالج علاجا كيماويا.‏

وبعد تدهور وضعه الصحي وتدخل منظمات دولية تم الإفراج عن الأسير جثه هامدة بتاريخ 7/1/2005, ليستقبل في مسقط رأسه مجدل شمس استقبال الأبطال وبعد ستة أشهر وفي 7/7/2005 توقف قلب الأسير الشهيد عن الخفقان لتصعد روحه إلى السماء وليردد الجولانيون كلماته التي قالها للسجان الصهيوني الذي راهن على إرادته وعزيمته ومعنوياته الوطنية (ستصدأ قضبان السجن ولن تصدا إرادتي وعظامي).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية