تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الطاقة النووية.. حاجة لكل البشرية

نوفوستي
ترجمة
الأربعاء 30-9-2009م
ترجمة: د. ابراهيم زعير

بغض النظر عن الضجة المفتعلة في العواصم الغربية وإسرائيل حول الملف النووي الإيراني فإن زعماء الغرب وخبراءهم النوويين والوكالة الدولية للطاقة الذرية يعرفون جيداً أن إيران صادقة وشفافة في توجهاتها السلمية في إنتاج الطاقة النووية،

والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وكما هي عادته لايقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر، فهو الذي أعلن أن المنشأة الجديدة قانونية ويمكن للوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقق منها، والوكالة نفسها أكدت غير مرة أنها لا تمتلك أي دليل على سعي إيران لإنتاج السلاح النووي، وبالتالي فإن إيران لها كامل الحق بإنتاج القدرات النووية ولايحق لأحد تسييس طموحاتها المشروعة بهدف إضعاف إيران وعزلها وممارسة الضغط السياسي والاقتصادي عليها لدرجة التهديد باستخدام القوة العسكرية بحقها تماماً كما فعلت واشنطن بوش وحلف الناتو بالعراق،كما هو معروف ولو كان الغرب متمتعاً بأدنى قدر من المسؤولية تجاه البشرية وسلامتها لكان قد اتخذ إجراءات ملموسة لنزع ترسانة إسرائيل، النووية التي لوحت باستخدامها غير مرة ضد العرب المكافحين لاستعادة حقوقهم الوطنية المغتصبة من قبل إسرائيل، ولاسيما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد طلبت من إسرائيل الدخول في عضوية المعاهدة الدولية للحد من انتشار السلاح النووي ووضع منشآتها النووية تحت مراقبة الوكالة الدولية، ولكن إسرائيل رفضت رفضاً قاطعاً هذا الطلب وكان على المتبجحين بالغيرة على عدم انتشار السلاح النووي أن يفكروا ملياً بالرفض الإسرائيلي ومخاطره واتخاذ الموقف المناسب حيال ذلك ولكن إسرائيل دائماً هي الاستثناء دون غيرها، وهي الصبي المدلل لدي زعماء الغرب الذين يغضون النظر عما ترتكب إسرائيل من جرائم بحق الفلسطينيين والعرب ويغضون النظر عن سلاحها النووي الذي يشكل خطراً على شعوب المنطقة والعالم بينما يقيمون الدنيا ولايقعدونها حيال ملف إيران النووي والكوري الديمقراطي وغيرهما. علماً أن الغرب والعالم أجمع باتا يعرفان بدقة ومنذ زمن بعيد. أن البشرية ستجد نفسها يوماً أمام مأزق خطير يتعلق بإيجاد الطاقة البديلة عوضاً عن استخدام الوقود العضوي الذي وحسب تقديرات الخبراء سيصطدم بحلول عام 2050 بأزمة شديدة وذلك ليس فقط لسبب الاستنفاد النهائي لمخزون النفط والغاز بل وبسبب تضاعف مقذوفات ثاني أكسيد الكربون الكبيرة أصلاً لتبلغ في منتصف القرن الحالي الحد الحاسم الذي قد يؤدي تخطيه إلى تغيير الميزان الحراري للكرة الأرضية على نحو جذري ونشهد اليوم ملامحه بوضوح، لذلك فإن التنمية الاقتصادية والصناعة على وجه الخصوص يجب أن تعتمد بصورة متزايدة منذ اليوم على مصادر طاقة بديلة أكثر ملاءمة من الناحية الإيكولوجية وتأتي في مقدمتها الطاقة الذرية المبنية على أنواع حديثة من المفاعلات الانشطارية والتخصيب والمفاعلات النووية الحرارية العاملة على الاندماج النووي كما يقول الخبراء ويؤكدون أن الأخيرة تتميز بأكبر قدر من الجاذبية ،لأن التفاعلات الجارية فيها «نقية» من الناحية الإيكولوجية نقاوة مطلقة وهي بريئة تماماً بالنسبة للسكان حتى في حال أشد الكوارث مما يتيح وضعها في أي مكان بما في ذلك المناطق القريبة من الكثافة السكانية، في عام 1988 قدم الاتحاد السوفييتي مبادرة تصميم أول مفاعل نووي اختباري للاندماج النووي الحراري الذي سيولد طاقة كهربائية هائلة تغطي احتياجات الاتحاد السوفييتي كاملة ولعشرات السنين دون الاضطرار لاستخدام الطاقة العضوية- النفط- الغاز ولكن هذا المشروع تعثر بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وأطلق عليه توكاماك وساهم فيه آنذاك أيضاً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان بإنشاء فريق تمكن بصورة سريعة وفعالة من تصميم لهذا المفاعل وحقق المشروع فيما بعد النجاح بفضل ما نفذه العلماء الروس من بحوث علمية على آلات توكامك أصغر من جيل ما قبل ظهور المفاعلات، وقد أجريت اختيارات لمختلف الحلول التكنولوجية مثل إنشاء مولدات الحقول المغناطيسية البالغة الكثافة العاملة على مبدأ التوصيل الفائق والمرسلات القوية للأمواج ذات الترددات الفائقة الخ، ورغم نجاح المشروع فإن الخبراء الدوليين توصلوا إلى استنتاج مفاده أن العمل على تحقيق الاندماج النووي الموجه يتطور ولابد من زيادة وتيرته والمفاعلات النووية الإيرانية تقوم على مبدأ تخصيب اليورانيوم ومن ثم الاندماج النووي المولد للطاقة التي باتت حاجة ملحة للبشرية جمعاء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية