تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إنترنت المنازل أم المقاهي؟ 45٪ من الشباب يستخدمونه

شباب
الأربعاء 30-9-2009م
رويدة سليمان

إن أردنا الحصول على جهاز كمبيوتر قال لنا أهلنا: كلا لقد سمعنا أشياء سيئة عن الكومبيوتر.

ويتذرع بعض الأهل بالفقر لعدم شراء هذه التقنية العصرية.‏

جهل يحيط بهذه التقنية (الكمبيوتر، الانترنت) يضعنا أمام المسؤولية لمواجهة خطر هذا الجهل الذي يمنع شبابنا من دخول عالم جديد حيث يتعلمون أشياء جديدة كالتواصل والأخبار والمعلومات واستخدام الأدوات الحديثة.‏

وقد اهتمت وزارة التربية في السنوات الأخيرة بمشروع دمج التكنولوجيا بالتعلم واستخدام الحاسوب الذي يتم بالتعاون بين الأمانة السورية للتنمية ووزارة التربية وأحدثت وحدة لدمج التكنولوجيا في التعليم في وزارة التربية وقد تمت تهيئة الفريق المركزي والفرق المحلية للتدريب في المحافظات حيث تم تدريب 7000 مدرس ومدرسة خلال صيف 2008 ووجود الكمبيوتر في مدارسنا آخذ بالتوسع والاستعمال وإن كان نمط التفكير الأبوي لدى مربينا لا يزال يلقي بظلاله على تقبل الجديد أو تركه في متناول الأطفال.‏

جاء في التقرير السنوي الثاني حول واقع الشباب وأهم احتياجاتهم (2006) أن 38،6٪ من الشباب يعانون من قلة استخدام الحاسب في مجال التعليم وفي هذا المجال يقول أ. د. أحمد زياد محبك أستاذ الأدب العربي الحديث في جامعة حلب: «يوفر الحاسوب الحرية وعدم الخضوع لنظام المدرسة وقوانينها وما تضيعه من وقت وسيفتح الحاسوب أمام الطالب آفاق المعرفة بما يوفر له من معلومات ولن يبقى مقيداً بمناهج قديمة لا تتغير إلا بعد أن يتجاوزها الزمن بسنين سيكون الأطفال أكثر قدرة على التعامل مع الحاسوب من جيل المعلمين الذين جمدوا عند مستوى من المعرفة وعند نمط من الأداء لم يطوروا أنفسهم وهم يرفضون الحاسوب ويتمسكون بالقديم لعدم امتلاكهم المرونة أو القدرة على التجديد. وأكدت مشاورات 2007 مع اليافعين بدور قوي للكمبيوتر كمصدر لمعلومات اليافعين وهناك 70٪ من اليافعين يستخدمون الكمبيوتر و 42٪ منهم يتسخدمون الانترنت غير أن البعض لا يصلون إلى الانترنيت بسهولة إذ تقول إحدى الفتيات من الريف:‏

«لم ندخل بعد إلى عالم الانترنت لنحكم عليه إذ لا نزال ننتظر أجهزة الكمبيوتر».‏

وهنا يؤكد د. أحمد محبك أن الفقر ليس مشكلة إنما الجهل وغياب الوعي هما المشكلة حيث يقول: من المؤسف أن أكثر الناس يشترون لأولادهم من الألعاب والهدايا ما تبلغ قيمته ثمن الحاسوب وهم يشترون الهواتف النقالة ويبدلونها جرياً وراء التطورات الحديثة فيه كما يشترون أجهزة الاستقبال المرئي وينفقون عليها أضعاف ثمن الحاسوب والسيدة في المنزل تزود مطبخها بأجهزة وأدوات يفوق ثمنها أضعاف ثمن الحاسوب ولذلك فإن الفقر ليس مشكلة إنما الجهل وغياب الوعي هما المشكلة».‏

ويقول جيتس: كلما ازدادت خبرة الناس في التعامل مع الكومبيوترات الشخصية تعمق فهمهم لما يمكن أن يفعلوه وما لا يستطيعون عمله وعندئذ تصبح الكومبيوترات الشخصية أدوات لا أشياء منطوية على مخاطر، فالكومبيوتر شأنه في ذلك شأن الجرار الزراعي أو ماكينة الخياطة ليس سوى آلة يمكننا استخدامها لمساعدتنا لأداء مهام معينة بكفاءة أكبر، وليس حلم جيتس صعب المنال فكما أن كل فرد يحمل هاتفه النقال الخاص به كذلك سيكون لكل فرد حاسوبه المحمول الخاص به.‏

المواقع المفضلة عند الشباب‏

ذكر الأستاذ أحمد ضوا مدير تحرير سانا في محاضرة «عن الانترنت والشباب» نسباً عن المواقع المفضلة عند الشباب وهي:‏

40٪ من الشباب على مواقع الدردشة وهذا قد ينمي مهارتهم بالحديث ولكن ليس خبرتهم.‏

38٪ من الشباب ينفقون 200 ليرة في المقاهي من أجل الانترنت وذلك لأن أهلهم يرفضون وجود هذه التقنية في بيوتهم جهلاً وهنا لا بد من طرح السؤال التالي: أيهما أفضل، أن يجلس الشاب أمام هذه التقنية العصرية في بيت أهله وتحت أعينهم أم في مقاه ومع رفاقه؟.‏

63٪ من الشباب يزورون مواقع كوميدية و 6٪ يزورون مواقع سياسية و 45٪ من الشباب يساعدهم الانترنت على زيادة ثقافتهم و 48٪ يزورون مواقع أجنبية غير مفيدة.‏

ويحذر الأستاد أحمد من مخاطر الإدمان على هذه التقنية إذ هناك بعض الشباب يجلسون حوالي (12) ساعة دون ملل أو تعب.‏

وتحدث اليافعون في جلسات التشاور عن سيئات الانترنت فهم يجدون فيه إغراء غير مناسب لزيارة مواقع غير ملائمة «تشجع الانحراف الجنسي» أو تقدم ما هو مناف للعادات والتقاليد، وبعض تلك المواقع قد تجعلك تشتري أشياء مكلفة جداً أو «تنشر الفيروسات» وقد يحاول الأشخاص الذين تقابلهم على مواقع الدردشة استغلالك أو نشر شائعات عنك، واقترح اليافعون أنه يجب العمل على إيجاد طريقة من أجل زيادة سرعة التصفح في المنازل وتخفيض الأسعار في المقاهي (وهي غير مفضلة من قبل الأهل).‏

وعلى مقاهي الانترنت أيضاً أن تكون أكثر انتباهاً للمواقع التي تسمح لليافعين بالوصول إليها والحكومة السورية تقلق على أبنائها من الاستخدام الخاطئ للمعلومات، لذا تقوم الجهات العامة والخاصة المقدمة لخدمة الانترنيت بحجب المواقع الإباحية، وقامت وزارة الإدارة المحلية بإصدار القرار رقم 472 تاريخ 22/6/2004 الذي ينظم عمل المقاهي (مقاهي الانترنت) حيث تم استخدام مصطلح ركن الانترنت بدلاً من مقهى الانترنت وشدد القرار على ضرورة توافر الشروط الصحية وشروط الأمان في هذه الأماكن وعلى ضرورة توفير الإجراءات التي تمنع خاصة دخول الأطفال دون 18 عاماً إلى المواقع الإباحية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية