تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قــــــريب جــــــداً...تعددت الوجوه والمذيع نفسه!!

فضائيات
الأربعاء 30-9-2009م
لميس علي

لو تسنى لنا تمرير حلقات برنامج ما ،يعرض على محطة مشبوهة النيات،كشريط فيلمي متسلسل،لربما التقطنا مافيه من رسائل ملغومة مشفرة،وغايات غير مباشرة،يتم تمريرها عبر لاشعور المتلقي (المستقبل)ولكن المؤكد أنه يتم الشغل عليها بكل طاقات (المرسل)وإصرار وعيه.

سياسة (النق)..نق من نوع مخملي..سلس،حلس،ملس،تأتي على التوازي تماما مع استراتيجية (قطرة اثر قطرة)والغاية المبيّتة أن يتشكل ذاك الجدول الهادر..المؤثر وبالعمق ..ليحفر بكل ثقة وطمأنينة في ذائقتنا، تسديداً صوب خصوصيتنا.‏

بعض ممن يتلطون خلف هكذا نوعية برامجية..يتمترسون خلف أبهات بصرية ومتاهات حوارية يمكن لها أن تأخذك(متلق وضيف) إلى البحر وتعيدك أكثر عطشا،المهم أنها تقتنص غايتها بعذوبة ونعومة تذكّر بنعومة جلد الأفعى دون أن ننسى لطشات سمها المميتة.‏

فجأة ينتقل برنامج قريب جدا من ضيق الاستديو إلى رحابة غابات الأرز اللبنانية انسجاما مع رومانسية ضيفه في حلقته الأخيرة مروان خوري،مشهدية ساحرة تستثمر بكل ذكاء،والمفاجأة هي مقدرة خوري على مجاراة عيساوي في الانتقال من محور إلى آخر من محاور مجمل الحوار،لنتعرف على مروان القارئ المثقف..المطلع على مختلف أركان القراءات من روحانيات بوذا إلى علمية داروين..‏

ومن الحديث عن الوطنية إلى معاني الإنسانية..ومن شؤون الطرب والموسيقا إلى شجون القلب.‏

تنوع حواري فيه نبش لشخصية متوارية لدى خوري والسؤال هنا..هل كان التركيز على هذه التلاوين الثقافية لدى الضيف لسد ثغرات في طاقات صوته المحدودة،لاسيما انه أكد تأديته غنائيا بشكل جيد دون أن يكون من أصحاب الأصوات الكبيرة.‏

استعراضات السؤال جارتها استعراضات الجواب لدى الطرفين،وكأنما في الأمر اتفاق مبطن على إخراج الحلقة والضيف بأبهى حلة،إذ بدا العيساوي،حريصا على غير العادة،على راحة ضيفه،بل هناك إشارات تدل على أن هناك لمسات وتظبيطات مخططا لها سلفا من قبل جوزيف،وصولا إلى غاية يضمرها على عادته تماما.‏

ألا تلاحظون (دحوشته)المستمرة لنموذج النجم العالمي لديه المتمثل بمايكل جاكسون،أكثر من مرة يأتي على ذكره في غير المكان المناسب،ودون مبرر مقنع ومنطقي.‏

يتحدث مروان عن أنه يتحاشى وجعه المعنوي،الناتج عن حب فاشل،فيسأله العيساوي:يعني تفهم علاقة مايكل جاكسون مع الأدوية...وبتواطؤ معلن يرد الآخر بالإيجاب دون أي محاولة لنفي تشابه الحالين.ثم يعيد طرحه مثالا لنجومية استثنائية مرة أخرى..وكأنما لم يكتف بتخصيص حلقة كاملة تكريسا لذكرى نجم البوب الراحل.‏

تمريقاته في مديح النموذج الغربي،تأتي بشكل آخر عبر ذكره مقولة( الياس الرحباني) يؤكد فيها هذا الأخير أن شركات الإنتاج الغربية قدمت الفنان العربي أفضل مما قدمته الشركات العربية.‏

وبغض النظر عن مدى صوابية المعلومة الأخيرة،تبقى الخلاصة أن العيساوي لايتمتع بالمقدرة على تلوين حواره كيفما أراد فحسب،هناك تلاوين من نوع آخر يتلبسها ..يغير لونه وفقا للشخص الجالس قبالته ...فإما أن يكون ذا ملمس ناعم مريح للضيف أو يكون خشن الملمس واللسان على السواء..وبكل الأحوال يبقى نقه من النوع المغلف بالحرير ..حلس ،ملس،باطنه نجس!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية