تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


زمـــــن المسلســــلات التلفزيونيــــة

فنون
الأربعاء 30-9-2009م
لينا ديوب

لم تعد المسلسلات التلفزيونية عادة عابرة يتسلى بها الناس ذات مساء، بل تحولت إلى إدمان عام، وصل الى الذروة في شهر رمضان، فهي تحمل مشاهديها على إطالة السهر واحمرار العيون.

ومن لم يتسن له متابعة احداها على هذه المحطة أو تلك وخلال الشهر الفضيل، يتعقبها على محطة أخرى وشهر آخر. ولم تمنع كثافة بث المسلسلات الكثيرة على الشاشات، من متابعتها.‏

ويلاحظ المتابع أو حتى غير المتابع أنه لم يحظ نوع من البرامج التلفزيونية بترحيب عظيم مثل الذي نشهد، ولا باهتمام ومناقشات بين المتخصصين والصحفيين، وتأويلات في المجلات المتخصصة والصحف اليومية. ولم يسلم شيء من التأويل، لا المقدمات الموسيقية ولا مشاعر الشخصيات وبواطنها، ولا الحالات التي عرضت وطرق معالجتها، ولا تطورات الأحداث القادمة المحتملة وخواتيم المسلسلات. ولا يبتعد الاهتمام عن المراهقين ولا عن المسنين.‏

ورأينا مخرجين سينمائيين تحولوا الى الاخراج التلفزيوني واستوطنوا فيه، وفي فترات سابقة وجدنا روايات تحولت الى مسلسلات، أما اليوم فنجد روائيين يتحولون الى كتابة السيناريو، وقد نصل الى يوم تناقش فيه قضية تأثير المسلسلات على الأدب، كما تتم حاليا مناقشة دور الدراما في نشر الوعي حول قضايا حيوية مثل قضايا الطفولة، ومرض الايدز، ومشاكل الأسرة، حيث تدعو المؤسسات والمنظمات الدولية العاملة على هذه القضايا كتاب السيناريو وتشركهم في تدريباتها واعمالها.‏

ورغم ما نسمعه من تعليقات وانتقادات لمجمل المسلسلات ووصفها بصفات محددة كما قيل عن الموسم الحالي بانه موسم الاكتئاب او المبالغة في عرض الجوانب السلبية في حياتنا الاجتماعية، الا أن المتابعة مستمرة، وربما يكون السبب الأول لهذه المتابعة والتعلق من قبل المشاهدين هو الصلة الحميمية بزمن المشاهدين، واستمرارية الأعمال التي تعيد (التنظيم) بصورة مختلفة لبنية الروايات المتخيلة الدرامية. فتنسج من التفاصيل الكثيرة، المتعرجة، والمنعطفات، مسارات حياة، وعوالم موازية، قريبة من مشاهديها.‏

وأما مصدر قوتها هذا الموسم والمواسم القريبة الفائتة فهو عزوفها عن تناول المشكلات الاجتماعية على شاكلة الأمثولة أو التبسيط والإيجاز، وإقدامها على تهجين الأنواع الفنية، وتحريك الكاميرات هنا وهناك، ليس فقط لتدوين أو وصف يومي لوقائع في الجامعة أو أحياء المخالفات وانهيار القيم داخل المدن إلاناقوس خطر يريد المشاهد المتعب أن يدق. كما لاحظنا أنها كانت تسعى الى إنشاء علاقة حميمة بالشخصيات الرئيسية، كما رأينا في «قلبي معكم» مثلا حيث راعت بدقة الملاحظات النفسية، وتقصي تفاصيل الأوضاع الاجتماعية، لرسم عوالمها الداخلية.‏

فهل يتنبه العاملون على المسلسلات الى اهمية جذب هذا النوع من السرد الطويل، فيتلافون هفواتهم أحيانا وأخطائهم أحيانا أخرى، فيصبح جمع التلفزيون للجمهور على خير ما أنتج.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية