هدفاً لتسليط الضوء عليه كمحور أساسي، وشهدت الأعوام السابقة بعضاً من الأعمال التي أدخل فيها الصحفي كشخصية محورية، أو ثانوية مثل «الأصدقاء أو عودة غوار» حيث لعب ميلاد يوسف دور الصحفي الشاب المتحمس. أو مسلسل «عشتار»الذي لعب فيه الفنان زهير عبد الكريم دور الصحفي المرتشي المتملق. لكن أياً من هذه الأعمال لم يقدم رصداً شاملاً أو مفصلاً لواقع العمل الصحفي في سورية.
إلا أن الموسم الدرامي الفائت قدم «ليس سراباً» ليسلط ضوءاً على حياة الصحفي السوري، لكن الموسم الحالي تناول العمل الصحفي كموضوع أساسي لعدد من المسلسلات ذات النوعية والإنتاج العالي، ليأتي مسلسل «هدوء نسبي» لكاتبه خالد خليفة ومخرجه شوقي الماجري حيث تدور أحداث المسلسل حول ما يواجهه الصحفيون الميدانيون كمراسلين حربيين آخذاً من حرب العراق وغزوه مثالاً ومسرحاً لأهوال ومخاوف واعتقالات وتعذيب وقتل وهو ما يتعرض له كل مراسل صحفي حربي وما تتركه عليهم الحروب من آثار سلبية.
أما العمل الثاني فهو (أصوات خافتة). تأليف: سلاف رهونجي وأكرم الغفرة وحسام الرنتيسي. إخراج: إيناس حقي وهو عمل اجتماعي معاصر ويدخل العمل الصحفي فيه كمحور أساسي. عن صورة الإعلاميين في الدراما كان لفنانينا الآراء التالية:
الفنان زهير عبد الكريم أوضح أن الإعلاميين في الدراما كما هم في الحياة، فهناك إعلاميون جيدون يقدمون «ريبورتاجات، تحقيقات ومقالات مهمة» تطرح المواضيع السلبية والإيجابية في المجتمع ومنهم من تهمه مصلحة البلد ويعمل من أجل تحقيق قفزة نحو الأمام للوصول إلى التقدم والحضارة والرفاهية والبعض الآخر يهتم بالمرأة وبدورها في المجتمع ورسالتها وبقضية مساواتها مع الرجل فالكثير من الصحفيين لهم هذا الخط.
وأحياناً تتناول الدراما الصحفيين بأسلوب ليس على قدر من هذا المستوى، فلدينا الكثير من المسلسلات التي قدمت الصحفيين على أساس أنهم يذهبون مع التيار فيتقاضون الرشاوى لكتابة المقال وهذا الأمر موجود في الواقع، لكن في مسلسل أصوات خافتة هناك دور مهم للصحفي حيث تجسد الفنانة ضحى الدبس والتي هي زوجتي في العمل دور الصحفية التي لديها منبر نسائي هام جداً، وأتمنى أن يكون هذا الدور موجوداً في المجتمع لأنه مهم لصنع نهضة في الصحافة ولتعريف الناس الذين يجهلون ما هي الصحافة.
بدوره الفنان خالد القيش بيّن التقارب بين الإعلامي والفنان فالناس مثلما يشاهدون ما يقدمه الممثل يقرؤون ما يكتبه الإعلامي.
وقال القيش: إنه في عمل أصوات خافتة وجد القليل من الصحفيين المرتزقة الذين يتاجرون بالقلم، لكن بالمقابل وجد الكثير من الصحفيين الشرفاء ممن يكتبون بواقعية وهذا ميثاق للمستقبل، فلدينا النوعان حيث لا يوجد وجه أبيض ولا وجه أسود، فنحن نقدم «الإعلاميين» كما هم في الحياة ولا نقدم الكل بصورة جيدة أو سيئة فهناك النوعان.
كما يتناول العمل ظروف الإعلاميين الاجتماعية والعائلية والاقتصادية.. إضافة لما يتعرضون له من ضغط من قبل الرقابة ومرؤوسيهم في العمل مع وضع جميع المبررات والأسباب.
الفنان عابد فهد أشار إلى تجربة الصحفيين في العراق أثناء الحرب في مسلسل (هدوء نسبي) الذي يطرح معاناة هؤلاء الصحفيين وما يواجهونه من صعوبات وما يتعرضون له من حالات اختطاف واعتقال وقتل.
وأضاف فهد أن تدور أحداث عمل درامي حول مراسلي الحرب يعد عملاً هاماً، فالإعلامي في الحرب تلقى على عاتقه مهمة كبيرة وخطيرة حيث يتواجد على أرض المعركة ويكون على تماس مباشر مع جميع الأحداث (تفجيرات، قتل جوي، مداهمات..).
وهذا العمل يقدر ويحترم مهنة الصحافة بطريقة تبرز مدى أهميتها في نقل الحقيقة وإيصالها للعالم.