وقد أشار الوزير المعلم خلال اللقاء الى ان الزيارة التاريخية التي قام بها السيد الرئيس بشار الأسد الى باريس العام الماضي بدعوة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أسست لقاعدة متينة من علاقات التعاون بين البلدين وشكلت نموذجاً للعلاقات بين سورية ودول اوروبية أخرى كما ساهمت في العمل المشترك من اجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
من جانبه عبر الوزير كوشنير عن تقديره للجهود التي تقوم بها سورية لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة الى جانب اللاعبين الاقليميين الآخرين مشيرا الى أن المباحثات تأتي غداة المشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة والتي اظهرت توافقا واسعا حول ضرورة استئناف مفاوضات السلام في الشرق الاوسط من حيث توقفت مؤكدا أن موقف فرنسا من الاستيطان لم يتغير وهو المطالبة بوقف جميع اشكاله.
هذا وكانت وجهات نظر الجانبين متفقة ازاء ضرورة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان بأسرع وقت ممكن وتشجيع الاطراف اللبنانية على تكثيف الحوار فيما بينها لتحقيق ذلك.
كما اكد الجانبان اهمية تشجيع الاطراف الفلسطينية لتحقيق المصالحة الوطنية فيما بينها باعتبارها السبيل لصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
واتفق الجانبان على مضاعفة جهودهما من اجل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وعقب المباحثات عقد الوزيران مؤتمرا صحفيا تناولا فيه العلاقات السورية الفرنسية التي تتطور دوما.
واستهل كوشنير المؤتمر بالترحيب بالوزير المعلم واعلن بانه كان قد اجرى مباحثات ايجابية معه في دمشق ونيويورك وكان موضوع السلام في الشرق الاوسط هو الموضوع الرئيسي بالاضافة الى موضوعات اخرى مثل الوضع في لبنان ومستقبل الاتحاد من اجل المتوسط والتنمية في الشرق الاوسط والعلاقات الثنائية في ضوء تعيين سفير فرنسي جديد في دمشق وفي ضوء انشاء مكتب التنمية الفرنسية ليكون في خدمة سورية.
وتحدث المعلم عن لبنان فأكد ضرورة ان يتفق اللبنانيون على تشكيل حكومة وحدة وطنية لانها قادرة على تحقيق استقرار لبنان ثم انه لا يمكن لاحد ان يحل محل اللبنانيين وعليهم ان يجدوا الحلول للاشكالات التي يواجهونها وقال : من جهتنا نحن في سورية نشجع اللبنانيين على الحوار والتوصل الى اتفاق يقوم على اساس الوحدة الوطنية.
وفي الاجابة عن سؤال قال المعلم : إن سورية حريصة على السلام ولكن لا بد من ان تستجيب اسرائيل للمطالب المشروعة ووقف بناء المستوطنات وتطبيق قرارات الامم المتحدة والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقبل كل شيء ينبغي ان تكون اسرائيل على استعداد للسلام.
وقال المعلم ان فرنسا كانت سباقة الى فتح الحوار مع سورية وهي تؤيد قيام حوار مع الولايات المتحدة.
ونفى المعلم ان تكون سورية وسيطا في الملف النووي الايراني وقال ان المشروع الايراني هو مشروع سلمي وهذا ما اكده لنا الايرانيون واذا كانت هناك نية دولية لجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة التدمير الشامل فلماذا لا تطالب اسرائيل بان تفكك ترسانتها النووية.
كي مون: نقدر دور سورية في استقرار المنطقة
وكان السيد وليد المعلم وزير الخارجية قد عقد لقاء في مقر الامم المتحدة في نيويورك مع السيد بان كي مون الامين العام للامم المتحدة تم خلاله بحث تطورات الازمة المفتعلة بين سورية والعراق. واكد الوزير المعلم حرص سورية على حل هذه الازمة من خلال الجهود التي تبذلها تركيا والامين العام للجامعة العربية ووفقا للادلة الحقيقية التي من المفروض ان يقدمها العراق.
من جانبه اعرب كي مون عن تقديره للتعاون القائم بين سورية والامم المتحدة والدور الهام الذي تقوم به سورية في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
حضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمندوب الدائم لسورية لدى الامم المتحدة ومديرا ادارتي الاعلام والمكتب الخاص في وزارة الخارجية.