|
دراكولا من جديد... ثقافة
ضمن سلسلة روايات الهلال صدر بالقاهرة عن شهر آب 2005 رواية بعنوان (دراكولا) للكاتب الايرلندي (برام ستوكر) ترجمة لوسي يعقوب, الاسم كما تقول المترجمة في المقدمة ليس خياليا,وإنما له اصل وتاريخ على شكل حكاية توارثتها الاجيال... ونسجت خيوطها من الحروب التي استمرت عدة قرون بين الامير الروماني (كلاد دراكولا) والساكسون والترك والفاشيين الذين حاولوا مرات ومرات غزو بلاده... فتصدى لهم... بكل ما يملك من قوة ...وهزمهم. أما اسم (داكولا) فأطلق على ابنه(فلاديتبس) الذي نشأ وسط الحروب...فلم يعرف في حياته سوى قتل الاعداء...وإراقة دمائهم... وكان له اسلوب خاص في اطلاق الرمح... بحيث يستقر في رقبة الخصم.... ولم يخطىء,ولا مرة ...وكان يفرح عندما يتدفق الدم من رقبة خصمه... وعرف بعد ذلك ...باسم(دراكولا) اي الابن (دراكولا) الكبير.. رواية (دراكولا) التي عرضت في شكل مذكرات وخطابات ومواد إخبارية هي قصة الشبح (مصاص الدماء) الذي يقتنص الاحياء, والذي يمكن طرده بالثوم والصلبان,ويعتبر النجم المعروف (كريستوفرلي) خير من جسد هذه الشخصية الدموية المثيرة على الشاشة الفضية. ومع مرور الزمن باتت شخصية (دراكولا) مادة خصبة لعلماء النفس لتفسير مصاصي الدماء ودوافعهم واعماقهم الدفينة . وقد ابتدع المؤلف (برام ستوكر) شخصية جوناثان هاركر,السمسار اللندني الذي سقط ضحية للكونت (دراكولا) في قلعته بإقليم (ترانسلفانيا) ثم سفر الكونت الى انكلترا لابتياع بيت, حيث وصل الى ويبتيي ,لتبدأ القصة بخطيبة هاركر التي تحولت الى مصاصة دماء والتي تدعى مينا موراي وصديقتها (لوسي) والدكتور جون سيوارد,والدكتور الهولندي(فان هيلسنغ) الخبير في مصاصي الدماء,والذي قاد القتال ضد (دراكولا) ولا تزال الرواية مصدر الهام وإبداع للعديد من ذوي الاخيلة الملتهبة. في وصفه لشخصية (دراكولا) يقول السمسار (جوناثان هاركر) الذي زار الكونت في قلعته والذي بات فيما بعد سجينا في القلعة ما يلي : لقد كان رجلا غريبا ....له وجه قوي,وحواجب كثيرة ...وتحت شاربه الابيض فم شديد القسوة...وأسنان بارزة بين شفتيه الحمراوين ,وأذناه شديدتا البياض ...ومعلقتان لأعلى...وجلده شديد الاصفرار... وتقريبا لا تجري فيه الدماء... يداه سميكتان غليظتان قويتان...والاظافر طويلة محددة بسن بارز حاد... والشعر ينمو غزيرا في منتصف راحة اليد.... اثناء وجوده في احدى حجرات القلعة القديمة يروي جوناثان هاركر,الذي يعمل عند المحامي(مسترها فكنز) مشاهداته عن اول مصاص دماء قائلا: وبينما كان الكونت خارجا.... توقف قليلا وحذرني من مغادرة غرفة الطعام او النوم وعدم النوم في اي مكان اخر من القلعة...انها قلعة قديمة ...لها ذكريات عديدة ...وهناك اشباح تظهر لمن ينام في بعض حجراتها.... لكن جوناثان خالف تحذيرات الكونت وقرر النوم في الحجرة التي كانت تعيش فيها سيدات الايام الماضية...هناك وجد ثلاث سيدات صغيرات يرتدين ملابس بيضاء طويلة ... اقتربن منه ونظرن اليه... وصفر ثلاثتهن... ثم ضحكن ضحكات موسيقية مزعجة ... وهزت الشقراء رأسها... وطلبت منها الاثنتان ان تبدأ و سوف يتبعنها. مالت الفتاة الشقراء علي ... حتى انني كنت اشعر بانفاسها... !! لقد كانت حلوة حلاوة العسل... ولكنها ايضا.... كانت لها رائحة كريهة عفنة ..رائحة الدماء الجافة ...! ركعت الفتاة على ركبتيها وانحنت علي... ولحست شفتيها كحيوان... وفي ضوء القمر تمكنت من ان ارى ان شفتيها مبللتان ,وانحنى رأسها اسفل ...لأسفل...لتضع شفتيها تحت مستوى فمي وذقني... وكان يبدو انها تود ان تتوقف على حلقي وكنت استمع لصوت لعق لسانها المخيف... وامكنني ان اشعر بأنفاسها الحارة تلسع...تلعق...وابتدأ جلد حلقي يؤلمني في وخز اليم قاس... وشعرت بوخز سنتين تلمسني واغلقت عيني... وانتظرت... انتظرت بقلب واجف ... خافق في هذه اللحظة كان, الكونت شديد الغضب والانفعال,ورأيته يقبض على الفتاة من عنقها ويدفعها الى الوراء, وكان الكونت اشبه بشيطان خرج من الجحيم... وشوح بيديه قائلا: كيف تجرؤ واحدة منكن على لمسه...? اذهبن من هنا...!! هذا الرجل يخصني انا وحدي...! سألت واحدة منهن...وهي تطلق ضحكة...وتشير الى حقيبة كانت بيده والقاها على الارض ... وبها شيء حي يتحرك. هل لنا شيء هذه الليلة?.. واطرق الكونت وهنا سمعت صرخة طفل وليد...وتضاحكت النسوة..!! وكنت ملقى لا حول لي .... ولا قوة... يملؤني الرعب والفزع...والخوف...استيقظت ...لاجد نفسي في فراشي الخاص... ابداً لن انام في اي حجرة اخرى ...وانا اكره غرفة نومي ...ولكن ليس هناك ما هو ابشع من هؤلاء النسوة التوحشات... اللائي ينتظرنني لمص دمائي.
|