غير انه ومع انقضاء فترة الصيف لا نعرف مدى الجدوى من حملات الرش لهذا الموسم أو غيره, فهل النتائج كانت ايجابية أم أن المبيدات لها آثارها السلبية أكثر بكثير من قتل الحشرات الضارة.
غير أن أكثر ما يلفت نظر السكان هو مادة المازوت التي تستخدم كحامل للمبيدات فهي مزعجة وتثير العديد من الأسئلة.
فهل هذا الوضع طبيعي خصوصا وإننا نسمع الكثير من مواصفات المازوت السوري غير المناسب للبيئة.
وقد طرحنا هذا السؤال على الدكتور جمال حجار استاذ المبيدات والسموم في كلية الزراعة جامعة دمشق الذي قال: هناك لجنة دائمة لمبيدات الصحة العامة يرأسها معاون وزير الصحة الدكتور شايش اليوسف وتضم ممثلين عن الجهات المختلفة وأنا نائب رئيس اللجنة ولقد تم طرح هذا الموضوع على اللجنة لما له من أثر على البيئة.
وبرأيي إن استخدام المازوت في الرش الصحي الهدف منه دعاية للبلديات أكثر مما هو البحث عن تأثير وفعالية كي يشعر المواطن بأن البلديات تقوم فعلا بالرش والاهتمام بالصحة العامة والبيئة.
وأضاف: المازوت بحد ذاته ليس له تأثر على الحشرة وإنما المبيد المحلول فيه هو الذي يقتل الحشرات غير أنه يشترط الاستخدام العلمي للمبيدات أن تكون نوعيتها وتراكيزها المعتمدة دوليا من ناحية تأثيرها على الحشرات وغير ضارة على البيئة.
كذلك فإن الشيء الذي نعاني منه هو التكرار في استختدام نفس المبيد منذ عشرات السنين وحتى الآن لذا أصبح ما يسمى بالمقاومة عند الحشرات وبالتالي عدم فعالية المبيد.
لذلك لا بد من اختبارات لدراسة ومعرفة مدى فعالية المبيدات الحشرية المستخدمة في عملية مكافحة الآفات ودراسة مدى تأثير التراكيز المستخدمة.
ومن ناحية أخرى فإن مواصفات مادة المازوت المستخدمة نفسها في عملية الرش في بلادنا من الأنواع غير المناسبة للبيئة وأغلب دول العالم المتقدم والمتحضر تستخدم مواصفات أفضل وهو المازوت الأخضر.
وسألناه: لماذا يستخدم المازوت إذن?
أجاب: يعتبر المازوت مادة حاملة حيث تخلط بها المبيدات وبالتالي فإنه أثناء الاستعمال يحدث لهذه المادة احتراق غير كامل وتنطلق غازاتها مع المبيد بشكل دخاني وضبابي تصيب البشر والشجر والحجر وكل شيء مباشرة.
كما نلاحظ بعض الأطفال يركضون وراء تلك السيارات في الدخان ما يسبب لهم أذى وضررا كبيرا لأنه يدخل في عملية التنفس.
وبالتالي فإن هذا الدخان الناتج والمنبعث عن احتراق مادة المازوت العادي وما بها من شوائب ومعادن ثقيلة وحلقات كربونية لها تأثيرات ضارة جدا على صحة الانسان والحيوان والبيئة بشكل عام.
أما عن البدائل الموجودة والمتوفرة فيقول د.حجار:
اقترحت على وزارة الإدارة المحلية والبيئة استخدام طرق بديلة وهي الترطيب أو الرذاذ الناعم عن طريق أجهزة خاصة بحيث نستخدم سائل الرش الذي هو الماء بدلا من المازوت ريثما يتم تأمين مثل هذه الأجهزة.
كما يفضل القيام بعمليات المكافحة في الصباح الباكر وإذا كان لا بد من استخدام المازوت عندما لا يكون هناك تواجد للمارة في الشوارع أو في آخر الليل للتخفيف ما أمكن من ضرر التعرض المباشر لهذه الغازات.