حازت دبلوما بالعلوم الفلسفية والاجتماعية /جامعة دمشق / دبلوم لغة ألمانية جامعة إرلانغن في ألمانيا.
ماجستير في العلوم السياسية والتاريخية للشرق الأوسط /جامعة إرلانغن, دكتوراه في العلوم السياسية والتاريخية للشرق الأوسط بعنوان: زكي الأرسوزي والقومية العربية/ جامعة إرلانغن وهي اليوم باحثة ومدرسة في قسم العلوم السياسية والتاريخية للشرق الأوسط بجامعة إرلانغن ألمانيا.
في لقاء وحوار أجريناه معها مؤخراً, أثناء زيارة خاصة لسورية, طرحنا عليها بداية السؤال:
- إلى أي حد تأثرت بشخصية عمك خلال مسيرتك العلمية?
-- قالت:منذ الطفولة, تأثرت بشخصية عمي زكي الأرسوزي الذي كنت أزوره مرة بالأسبوع مع والدي, وكنت أقول دائماً سأصبح مثل عمي, وعندما صرت في الثانوية, توجهت إلى الفرع الأدبي, وبعدها درست الفلسفة بتفوق في جامعة دمشق, لأني كنت أعتبرها نتيجة للتأثرات الخلفية بفكر عمي زكي...
وشاءت الظروف أن أتوقف عن التحصيل والمتابعة في الجامعة بعد زواجي وسفري مع زوجي إلى ألمانيا ليتخصص في مجال عمله وقد واجهت صعوبات كأي امرأة شرقية تذهب للغرب في متابعة التحصيل ولا سيما بعد أن أنجبت طفلين وضعت نفسي تحت تصرفهما, دون أن أتوقف للحظة عن المطالعة اليومية, والتطلع لمستقبل أتمكن فيه من متابعة الدراسة والتحصيل, ولما حانت الفرصة, انتسبت إلى قسم العلوم السياسية والتاريخية للشرق الأوسط في جامعة (إرلانغن) بألمانيا, وبدأت أهتم بالدراسات السياسية التي كانت محور اهتمامي قبل الفلسفة, وقدمت دراسات الشرق الأوسط الحديث في العلوم الجغرافية- والاقتصادية والسياسية والتاريخية والإسلامية حصلت بعدها على ماجستير تخصص بعنوان مصر الفتاة من خلال المعطيات السياسية في مصر 1933-1945 ثم أحرزت رسالة الدكتوراه بعنوان /زكي الأرسوزي والقومية العربية وقد تم نشر عملي باللغة الألمانية وبعد أن أصبحت مدرسة في جامعة إرلانغن الألمانية قدمت حلقات بحث عديدة باللغتين الألمانية والانكليزية.
1- القومية العربية بين مفهوم العروبة والدولة القومية المحلية.
2- الأمبريالية وتطور المجتمعات العربية في القرن العشرين.
3- مفهوم الدولة والقومية في العالم العربي.
4- سورية في القرن العشرين.
5- مصر في القرن العشرين.
6- المجتمعات العربية بعد 11أيلول
7- القومية والديمقراطية .
وكنت قد عرفت في الغرب على نطاق الباحثين بتخصصي في دراسات تناولت زكي الأرسوزي وتسليط الضوء عليه كمفكر قوي اهتم بالديمقراطية والحرية والاشتراكية وعلاقتها بالقومية وهو جانب غير معروف عنه, ومما يعرف عنه أيضاً, أنه عاش تجارب مختلفة تركت تأثيراتها السياسية والاجتماعية والعائلية عليه قبل بدايته بالكتابة عام ,1942 وقد لاحظت خلال دراستي للحركة العروبية للأرسوزي وعصبة العمل القومي في اللواء لاحظت أنه جمع بين كفاحين اجتماعي وسياسي إذ بدأ كفاحه ضد كل أشكال التخلف والاستغلال ورفع شعار رفع مكانة المرأة وتحررها كما ركز على محاربة كل مظاهر التخلف في المجتمع اللوائي إضافة إلى أن حركته كانت ذات تركيبة اختلفت عن غيرها والتي تزعمتها الطبقة الغنية حيث ركز على الطبقة الفقيرة والمتوسطة وهو ما جعل حركته عرضة لمحاربة الطبقة الغنية.
وقد وسع الأرسوزي النضال ليشمل الاستعمار الخارجي وأعوانه في الداخل من الزعامات الاقطاعية والمستغله.
- ومما لم يعرف عن زكي الأرسوزي أنه عاش تجارب مختلفة من التأثيرات السياسية والاجتماعية والعائلية قبل بدايته بالكتابة .1942
كما سلط الأرسوزي الضوء على المواضيع الفكرية التي طرحها عن الديمقراطية, وعلاقتها بالقومية, حيث قال:
- إذا تحققت الديمقراطية والاشتراكية تحققت الوحدة العربية.
- الربط بين جامعة دمشق, والجامعة الألمانية, تفعيل البحث العلمي المشترك, هو أحد نشاطاتك المتميزة في سورية...هل نتحدث عن الجانب?
-- بدأ هذا العمل بشكل غير رسمي وأثناء إعدادي لرسالة الدكتوراه حول زكي الأرسوزي والقومية العربية, إذ تم الاشتراك مع باحثين سوريين وقبل ثلاث سنوات تم التوقيع على اتفاقية رسمية مع جامعة إرلانغن أنا المسؤولة عن رعايتها يتم فيها التبادل الطلابي والاشراف على البحث العلمي ضمن القسم الذي أعمل فيه أي قسم العلوم السياسية والتاريخية للشرق الأوسط, وكذلك دراسة الطلاب الألمان في جامعة دمشق ضمن ورشات عمل مشتركة لمناقشة الأبحاث..
- ماذا عن وضع المرأة بين الغرب والشرق?
-- الجانب الاجتماعي للمرأة في الغرب متناقض وغير متناغم, ولكنها أفضل من المرأة في الشرق من ناحية المساواة في القانون المدني. والمشكلة عند المرأة الشرقية, تبدأ غالباً عندما تنجب الأطفال إذ يتدنى مستواها الأكاديمي والسبب هو عدم وجود مؤسسات تحتية تساعدها على الاستمرار في التحصيل العلمي والعمل, قبل المدارس والمؤسسات التي تقدم الرعاية والتوجيه اللازمين للأطفال..
- ما انطباعاتك عن سورية اليوم, واحتياجاتها لتصبح في مقدمة الدول المعاصرة?
-- سورية جميلة بكل ما فيها في الماضي, والحاضر والمستقبل.. وإن كانت لا تزال تحتاج إلى تكثيف عمل مؤسسات المجتمع الأهلي والاهتمام بالبنية التحتية التي ترعى قضايا المواطن العادي والتركيز أكثر على دور الحضانات الموجهة التي تحتوي على خبرات راقية في مجال التعامل مع الطفل, ودعم المدارس والمناهج الدراسية لتتواكب مع تطور المجتمعات بشكل عام...
- هل لديك أمنية خاصة?
-- أن تلقى البرامج المقدمة للأطفال كل الاهتمام والدراسة والدعم ليتلقى الطفل كل ما يحتاجه لنمو سليم.. وخاصة الاهتمام بدور الحضانة من قبل المؤسسات الاجتماعية لأن الاهتمام بها يؤدي إلى تصعيد دور المرأة العاملة في المجتمع, وهي (أي مرحلة الحضانة ورياض الأطفال) المرحلة الأهم التي يتم توجيه الطفل فيها والتأثير به حتى يتفاعل بشكل إيجابي مع قوانين المجتمع, ويتعرف على حقوقه وواجباته..
وإني أعتبر برنامج- كنا أطفالاً- للدكتورة أمل دكاك, من البرامج التلفزيونية المتميزة بشأن الطفل والطفولة, وأصنفه ضمن البرامج التوجيهية للمستقبل.