أما المحزن في كل ذلك أن معظم لاعبينا لم يرتقوا إلى المستوى المطلوب والمتوقع في أدائهم ، وجاؤوا في مواقع بعيدة عن منصات التتويج , فأين بيت القصيد ؟
لا ننكر أن الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا الحبيب ساهمت بشكل أو بآخر في عدم تأمين المناخ المناسب لإعداد لاعبينا بالشكل المطلوب , لكن إذا بحثنا ما بين السطور نجد أن أسباباً عدة أيضاً ساهمت في تقزيم رؤى مسؤولي رياضتنا، وربما إحباط لاعبينا وإضعاف معنوياتهم أهمها : الشللية والمحسوبية المتفشية في أروقة اتحادات ألعابنا دون استثناء ،والتي أدت بدورها لتغييب الكفاءات من لاعبين ومدربين وتطفيشهم إذا لزم الأمر , وغياب الرؤية العلمية الصحيحة في كيفية إعداد لاعبينا، وغض النظر عن المعادلة الأساسية في عالم الرياضة التي تنص على أن الرياضة علم ومال . إضافة لتطنيش مسؤولي رياضتنا عن تطبيق مبدأ المحاسبة في اتحادات الالعاب ، رغم كل التجاوزات والأخطاء ، ما أدى لترهل العمل الرياضي وعدم السعي الجاد للارتقاء بألعابنا وأبطالها . كما علينا ألا ننسى غياب استراتيجية العمل عن رياضتنا والناجم بدوره عن غياب المختصين ، سواء في اتحادات ألعابنا أو في موقع القيادة حيث لا يزال البعض يعتبر أن الحماسة والغيرية والاندفاع كفيلة في تحقيق أي إنجاز , فهل يكفي استعداد مدته شهر أو شهرين لمثل هذه الدورات ، فيما بقية الدول تستعد منذ أكثر من عام داخلياً وخارجياً ؟ ثم ومن منطق العلم الرياضي والتدريبي هل من المعقول ألا تتم دعوة أبطالنا لأي حدث رياضي خارجي إلا قبل عشرين يوماً أو أكثر بقليل لإجراء معسكر داخلي ، فيما بعلم التطوير الرياضي يجب أن يبقى اللاعب طيلة العام ضمن معسكر داخلي يتخلله معسكرات ومشاركات خارجية وبإشراف خيرة المدربين ؟ ومن جهة أخرى إذا ما علمنا أن رياضتنا لاتزال تتعكز على عشرة لاعبين أو اكثر منذ سنوات نسأل : أين الرديف المناسب الذي من المفترض أن نجده على منصات التتويج في مثل هذه البطولات ؟
إذاً تلقت رياضتنا درساً جديداً في عالم المتوسط ، بعد أن زجت بعشرة من أبطالها دون أن تحقق المطلوب ، في وقت هي الأحوج فيه لإثبات وجودها أكثر على الساحة الدولية ، فهل تستفيد من هذا الدرس ويتوقف مسؤولوها لحظة مع أنفسهم لمراجعة حساباتهم ومعالجة الأخطاء ؟ أم أن من ولد يزحف لا يمكن أن يطير !!!