الذي كان يتحكم بكل القرارات الرئاسية خلال عام من وجود مرسي في سدة الرئاسة المصرية إن الاحتجاجات التي عمت المدن المصرية نزعت الشرعية عن مرسي باعتبار أن الشرعية هي حد القبول الشعبي ومارفعه المحتجون من عبارات من أهمها مطالبة مرسي بالرحيل تشير إلى مدى الاحتقان الشعبي المصري من السياسة الرعناء الداخلية والخارجية التي انتهجها زعيم عصابة الأخوان المسلمين الذي يجلس على سدة الرئاسة المصرية حيث عمل مرسي إلى أخونة المؤسسات في مصر وبما يتناسب مع مخطط الأخوان الاقصائي ورفضهم للرأي الأخر حيث كان القضاء من المؤسسات الهامة التي تعرضت للأخونة وذلك عبر عزل النائب العام وتعيين مقرب من الأخوان بالإضافة إلى محاولة السيطرة على القضاء ولم يسلم الاعلام الوطني من بطش سلطة مرسي حيث تم إغلاق العديد من القنوات ومحاكمة بعض الصحفيين الذين يعارضون سياسة مرسي وجماعته.
لقد حاول مرسي التنصل من الوعود التي قطعها على نفسه في بداية تسلمه منصب الرئاسة وتجاهل الأوضاع الصعبة التي يعانيها الشعب المصري لاسيما المتعلق منها بلقمة عيشه وبالبطالة والفساد بل إن مرسي كرس الفساد عبر تعيين المقربين له في مناصب تسهم في تراجع الاقتصاد المصري ومثال ذلك تعيين محافظين إسلاميين في محافظات سياحية الأمر الذي يتناقض مابين متطلبات السياحة والفكر التكفيري الذي يحمله الأخوان المسلمون وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن مايخطط له مرسي وجماعته تنفيذ استراتيجية تخدم مصالح وفكر فئة قليلة على حساب مصالح الشعب المصري مؤكداً بذلك أنه زعيم عصابة وليس رئيساً لكل المصريين .
السياسة الخارجية في عهد مرسي ليست أحسن حالاً من الوضع الداخلي فقد حاول مرسي وزبانيته الهروب من القضايا المصيرية التي تهم الشعب المصري وافتعال قضايا خلافية تدل على جهلة بحقائق التاريخ والعبر المستفادة من دروسه وفي هذا السياق تجاهل حكم الأخوان سرقة الغاز المصري من قبل الكيان الإسرائيلي رغم حاجة الشعب المصري لذلك الغاز كما أبقى على اتفاقيات كامب ديفيد التي تمس السيادة المصرية وتجاهل قيام أثيوبيا ببناء سد النهضة الذي من شأنه حرمان الشعب المصري من المياه التي تعتبر المصدر الرئيسي لمعيشة ملايين المصريين كل ذلك لم يحرك مشاعر أو توجهات مرسي بل أبلغ المصريين أنه بصدد العمل على إطلاق شخص موقوف في أميركا ارتكب أعمالاً إرهابية وأيضاً قطع العلاقات مع سورية ودعا إلى سفك الدم السوري من خلال دعوته لإرسال إرهابيين إلى سورية لارتكاب الجرائم والمجازر بحق المواطنين الأمنين تحت شعار مايسمى الجهاد متناسياً أن مايربط الشعبين السوري والمصري أكبر بكثير من جنون مرسي وخطواته العدائية ضد السوريين والمصريين وأن العلاقات التي تعود إلى قرون من الزمن عصية على مرسي وزبانيته هذه السياسة الداخلية والخارجية الرعناء دفعت المقربين إلى الاحتجاج على مرسي ورفعت البطاقة الحمراء في وجهه لأنه قد أنذر أكثر من مرة من قبل الشعب المصري الذي وحد صفوفه في مظاهرات غير مسبوقة عمت المدن المصرية، إلا أن مرسي أصر على العناد والمكابرة والاستقواء بجماعة الإخوان المسلمين وبأصدقائه في إسرائيل وأميركا إلا أن ماصدر عن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي قال أنه يساند الاحتجاجات المصرية يؤكد أن مصير العملاء هو مزابل التاريخ وهذا ماسيكون مصير مرسي لأنه ارتضى العمالة للخارج وأساء لشعبه ولأشقائه
إن محاولة الرئيس مرسي وعصابته من الإخوان المسلمين نقل التظاهرات السلمية إلى العنف لخلق الذرائع من أجل استخدام القوة لاحتواء مطالبات الشعب المصري برحيله لن ينفعه في شيء حيث كانت السلطات المصرية من الشرطة والجيش بالمرصاد للمندسين الذين يحملون السلاح ومانتمناه للشعب المصري النجاح في تحقيق مطالبه وآماله في مستقبل زاهر والعودة بمصر إلى دورها وثقلها العربي المعهود.
mohrzali@gmail.com