تعني التجسيد الحي وتحويل القولي إلى مرئي فالممثل هنا يتصدر عناصر التكيف بل يصبح هو المنتج وحامل المسرح، بوصفه جزءاً مهماً من بنية الخطاب المسرحي التي لا يبنيها إلا شيئان (الممثل والجمهور).
فالممثل ليس منفذاً آلياً في هذه المنظومة بل هو قارئ له، فهمه الخاص وتأويلاته لوحدات النص التي يترجمها عبر أفعاله الجسدية، حيث يقوم بنطق جمل دوره في المسرحية على الخشبة بهيئة علامات ونيات رمزية وحركية معالجة بواسطة دفقاته الشعورية ورغباته بناء على تعليمات المخرج بوصفه فاعلاً منتجاً عبر أدواته الجسدية والصوتية التي يكيفها أمام كل الاحتمالات والحالات والمواقف التي تتطلبها طبيعة الشخصية وعلاقاتها مع الآخر.
وعلى هذا فلا يحق للمخرج أيضاً أن يحول الممثل لنقل وجهة نظره بل عليه ألا يلغي شخصيته وأن يكون له دوره الفعال في تكيفه مع الحدث.. يقول في ذلك المخرج المسرحي العربي سعد أردش..
حسب المثل لا يقتصر على كونه أداة فحسب، وإنما يحول ما يحيط به إلى فعل المسرح، وقد يحول الكلام إلى دلالات حركية، فيكون هذا الجسد جزءاً من أي شيء حول المكان، الزمن، الحكاية، الحوادث السينوغرافيا، الموسيقا، الإضاءة، الملابس.