واستطاع كل من الفنانين رعد خلف وفراس سرميني على الكمان وإيهاب أبو الفخر على الفيولا وباسليوس عواد على التشيلو اصطحاب الجمهور إلى عوالم مختلفة عبر التنقل بحرفية بين المقامات الموسيقية ليعكسوا عبر الوتر أحاسيس مختلفة ومتضاربة رسمت فيها صورة الحزن والفرح والألم والأمل.
وفي هذه الأمسية التي حضرتها الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة تفاعل الجمهور مع هذا الانسجام اللحني بين العازفين الذي خلق جوا فريدا من الإبداع الموسيقي حيث قدم الرباعي الوتري النوتة الحادية عشرة والنوتة السابعة لديميتري شوستاكوفتش واستطاع ابتكار تنويعة لحنية عبر موسيقا مبرمجة بدت وكأنها في كل مقطوعة تروي قصة للجمهور.
كما عكست مهارة العازفين روح التمرد والحرية التي اشتهرت بها موسيقا شوستاكوفتش وازدواجية الجمال والإبداع التي تحملها.
وتمكن الفنان رعد خلف من نقل الجمهور من جو الموسيقا الغربية إلى الشرقية عبر متتالية موسيقية حملت عنوان عراقيات منها فوق النخل.. طالعة من بيت أبوها.. وجان القلب ساليك وغيرها من الأغاني التي امتعت آذان الجمهور بروح النغم الشرقي الأصيل.
يذكر أن رباعي دمشق الوتري تأسس عام 1998 بمبادرة من الفنان رعد خلف ومشاركة الموسيقيين أثيل حمدان.. أندريه معلولي..ماريا أرناؤوط كأول رباعي وتري احترافي في سورية والمنطقة وكان الهدف الرئيسي من هذا التأسيس تقديم الأعمال الكلاسيكية العالمية بالتوازي مع تقديم أعمال المؤلفين الموسيقيين العرب أمثال صلحي الوادي وغدي الرحباني وراجح داوود وأحيا الرباعي الكثير من الأمسيات الموسيقية في سورية ولبنان ومصر وتونس وأرمينيا وإيطاليا وفرنسا.