فسورية لم تبخل يوماً بدماء أبنائها من أجل الأمة، وقفت مع مصر أيام العدوان الثلاثي وكان الشهيد جول جمال تعبيراً عن المعركة الواحدة ضد أطماع الاستعمار وساندت الثورة الفلسطينية المعاصرة منذ نشأتها وحافظت على وحدة وعروبة لبنان ولم نبخل بتقديم الكثير من الشهداء دفاعاً عنه في عدوان 1982 وحصار بيروت.
وقدمت كل التسهيلات للمقاومة في غزة ولم يكن لها غاية أو هدف سوى صون كرامة الأمة، ضمن هذا السياق قدم أ.جهاد الشريف محاضرة تحت عنوان «سورية تنهض رغم الألم» في المركز الثقافي العربي بالمزة، وأكد المحاضر في بداية حديثه أن سورية تميزت شعباً وقيادة بعمق الحس الوطني والقومي في الحفاظ على الثوابت، وعملت دوماً على التحرر من التبعية التي ارتبطت بها الأنظمة العربية الأخرى، وما استهداف سورية بهذه الحرب العدوانية إلا بسبب موقفها المتميز والمنفرد من قضايا العرب، وفي المقدمة الموقف من قضية فلسطين التي تخلى عنها حكام العرب الرجعيون والمرتبطون بالسياسة الصهيوأمريكية،
لذا على كل مواطن عربي غيور وشريف مساندة سورية في معركتها هذه لأنها معركة الأمة، فسورية لن تهادن ولن تركع وهي منصورة لأن شعبها وقيادتها ثابتة قوية راسخة لن ولم تساوم على سورية الوطن.
وسيبقى المجتمع السوري متمسكاً بموقفه الوطني والقومي وهو أشد قوة وأمضى عزيمة ووحدة وأضاف المحاضر إن الهجمة التي تتعرض لها سورية عبر الصراع الممتد لأكثر من عامين هدفه إعادة رسم المنطقة بما يتناسب مع أعداء شعوبها وجعل سورية بلداً عاجزاً وفاشلاً مثله مثل أي بلد عربي آخر، وهذا لن يتحقق مازال في سورية وعي مجتمعي مدرك لأبعاد هذا العدوان، فأبناء سورية الأوفياء المخلصون لسورية والعروبة هم باقون على العهد في المقاومة والصمود لتحقيق الانتصار على الأعداء والوفاء للشهداء.
سورية تخوض هذه الحرب على جبهات متعددة ومتنوعة عسكرية وسياسية وإعلامية واقتصادية ورغم عظمة التضحيات فلا مجال للإملاءات والخنوع وعلى الدول الداعمة للإرهاب والمسلحين أن تدرك ذلك وتوقف الدعم بالمال والسلاح وكل عمليات التسلل والتهريب لهذه المجموعات وتنهي معاناة آلاف المواطنين باضطرارهم للجوء للدول المجاورة واستباحة أماكن تجمعاتهم من قبل أعداء الإسلام والمسلمين بحجة المساعدة ثم الاعتداء على كراماتهم، وفي الختام أعرب المحاضر عن ثقته وثقة المجتمع السوري خاصة والعربي عامة، بالجيش العربي السوري البطل وأن زمام المبادرة بيده لردع الإرهابيين والعملاء جواسيس الغرب والصهيونية وعلى عكس ما يروج الإعلام المأجور أن المعركة العسكرية الأمنية السورية في مواجهة التحالف الدولي الإقليمي وبالغطاء الرجعي من عملاء أميركا وحلفائها لمصلحة القوى المعادية لسورية وشعبها ستبقى سورية مكافحة للإرهاب ولكل الأفكار الهدامة والمتطرفة وإنهاء العنف وخروج المتطرفين من كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية كما نأمل تضافر الجهود من القوى الخيرة التي تساعد سورية لأن يكون لقاء جنيف باتجاه تخفيف معاناة السوريين الاقتصادية وإنهاء الحصار عليها وتخفيف الأعباء وإنهاء الصعوبات وإعادة من شردهم الإرهاب إلى بيوتهم، وفي النهاية ستبقى سورية السور المنيع الحاضن والحامي لأبنائها وهي قلب بلاد الشام وقلب العروبة النابض بالحيوية والمتوجه بالعز والكرامة الوطنية والمحبة للحرية والعدالة والسلامة لكل الشعوب العربية ولتتكاتف القوى الشريفة والنظيفة لإنقاذ سورية.