لقيام ثورة 23 تموز التي قادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عام 1952م، وفي قراءة للمشهد السياسي الراهن في ضوء ما يجري على الساحة في سورية ومحيطها العربي والإقليمي والعالم في هذه اللحظة السياسية والأمنية الضاغطة.
وأكد الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي صفوان قدسي خلال الندوة التي أقامها الحزب أمس في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة في دمشق أن الحزب يدرس إعادة تنظيم صفوفه للمرحلة المقبلة ليكون فاعلا على ساحة الفعل المقاوم بالمعنى العسكري ليضاف إلى الفعل السياسي الذي يقوم به، مشيرا إلى أن احتفال الحزب بثورة 23 تموز له دلالات سياسية وفكرية وتاريخية وقيمة عليا في تاريخ الحزب الذي يعد «الابن الشرعي لتجربة القائد جمال عبد الناصر» معتبرا أن إحياء المناسبة يأتي للوقوف في وجه محاولات «انعدام التاريخ» والتأكيد على الانتماء لهذه الثورة.
وأضاف أن تجربة الجبهة الوطنية التقدمية التي أرسى قواعدها القائد الخالد حافظ الأسد أثبتت نجاعتها، وأن القائد الخالد حافظ الأسد سبق بفكره عقدين من الزمن في الرؤية وتحمل المسؤوليات ومجابهة التحديات، محذرا من محاولة حذفها من القاموس السياسي للنيل من مكانة سورية ومكتسباتها، مؤكدا أن التعددية الحزبية والسياسية في سورية موجودة منذ البدايات الجنينية لقيام الحركة التصحيحية، وأن الجبهة الوطنية التقدمية التي شاركت في تحمل الأعباء التي مرت بها البلاد خير دليل على ذلك.
وأوضح أن الجبهة الوطنية التقدمية دعت لمناقشة المشروع الذي طرح الفكر الطموح من أجل العمل المشترك على امتداد الساحة السورية، لافتا إلى أن «الفكر الطموح الذي يعبر عنه هذا المشروع يحتاج إلى عمل مشترك بين جميع الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية على امتداد الساحة السورية».
كما أكد الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي أن هناك من كان يراهن على سقوط سورية وعمل على تحديد الأزمنة المحددة لذلك لكن كل الرهانات فشلت، معتبرا أن ما يجري في سورية اليوم هو «لحظة خارجة عن التاريخ» ولابد أن تعود الأمور إلى سياقها الطبيعي مع بداية تراجع المؤامرة وطريقها إلى الزوال مؤكدا ثقته بأن سورية ستخرج من حالتها الراهنة منتصرة رغم ما تكبدته من كلفة باهظة، مشيرا إلى ان هناك من يتحفظ على استخدام كلمة مؤامرة لكن من يقرأ التاريخ جيدا يجد دائما أن في التاريخ مؤامرة، وان ماجرى في تونس ومصر وليبيا واليمن هو من صنع قوى خارجية.
ودعا قدسي إلى الاهتمام بما يحمله المستقبل للسوريين وإعادة تهيئة جيل الشباب وتحديث منظومة التعليم وبناء بنية الإنسان معتبرا أن الشعب السوري الذي دفع ثمنا باهظا للتصدي لهذه المؤامرة سينتصر، مشيرا إلى أن هناك حقائق جديدة تتبدى في المشهد السياسي العربي وبدأت تظهر من خلال ما يجري في مصر وما حدث في قطر من إبعاد للأمير ووزير خارجيته معتبرا أن الأحداث التي تمر بها المنطقة جعلت من بصمات عبد الناصر أكثر وضوحا وأنها أعادت الوعي الشامل بأهمية وقيم ثورة تموز 1952.
ولفت إلى أن الذين راهنوا على الإخوان المسلمين لتنفيذ مشروعهم في المنطقة بدؤوا يعيدون النظر بعد أن «أثبت الإخوان فشلهم في تأدية المهمة الموكلة لهم» مبينا أنه ظهر للجميع أن الإخوان يرفعون «شعارات زائفة وكاذبة ويمارسون التضليل على العقل السياسي العربي».
وأشار قدسي إلى الفشل الذي لحق بالمتآمرين الذين حاولوا جر المنطقة بما يتوافق مع المصالح الصهيو أميركية، لافتا إلى تراجع المؤامرة واندحارها هي من يقف وراءها، وما يجري من إرهاصات في تركيا والتي بدأت مكوناته الأولى في ميدان تقسيم في العاصمة أنقرة، وأن المشهد الحاصل سيجهض المشروع الأردوغاني في سورية والمنطقة، وأن ثورة تموز في مصر ستمتد الى إعلان تنحي مرسي وطرد إخوانه الذي عاد في زمنهم السفير المصري الجديد ليقدم اعتماده لدى إسرائيل.
وأضاف أن ما قام به الحزب الذي أقر مكتبه السياسي مشروعا ستظهر نتائجه مع الأيام، وهذا المشروع الذي حظي باهتمام واسع حمل حالة جديدة من الانتقال بين الفعل السياسي والمقاوم مشيرا إلى أهمية انعقاد المؤتمر العام في مرحلة تاريخية حساسة، مستذكرا تاريخ نشوء الحزب والظروف التي مر بها، مبينا أن الحزب نشأ في ظروف صعبة وعمل بشكل سري قبل خروجه إلى الضوء في عهد القائد الخالد حافظ الأسد.
وكان المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي أعلن في أيار الماضي عزمه إعادة تنظيم صفوفه بغرض إدخال تغيير نوعي على أساليب عمله ليقترن عمله السياسي بفعله المقاوم باعتبار السياسة والمقاومة حالتين متكاملتين لا انفصال بينهما مشيرا في وقتها إلى أن هذا التغيير يستدعي إحداث تحولات في البنية الداخلية للحزب لصنع التوازن بين الفعل السياسي والمقاوم.
وأكد قدسي أن حزب الاتحاد الاشتراكي العربي «سيبقى وفياً لمبادئه وملتزماً بثوابته الوطنية والقومية ومتشبثا بما يعتقد أنه الحق والصدق» مبينا أن الحزب لا يتراجع وإنما يراجع مسيرته للتطوير وحذف كل ما بات غير صالح للحياة والبقاء.
وأشار الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي إلى الصعوبات التي قد تواجه عقد المؤتمر العام الخامس عشر للحزب في تموز الحالي وذلك لعدم ضمان تمثيل جميع المحافظات فيه مشيرا إلى أن المؤتمر العام سيعقد السنة القادمة مع ذكرى العيد الذهبي للحزب الذي تأسس عام 1964.