محافظ حمص أحمد منير محمد أكد أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي جمع الشباب العربي على أرض سورية وفي مدينة حمص التي عانت من ويلات الإرهاب الحاقد لافتاً إلى أن فكرة توظيف فعاليات شبابية جاءت لتسليط الضوء على حالات نفور الشباب العربي من التيارات والأحزاب الأصولية المتطرفة.
وشدد المحافظ على أهمية إحياء الأمة بفكرها القومي وتنظيم فعاليات شعبية شبابية هدفها الوصول إلى حالة شبابية قادرة على التأثير في المجتمعات العربية داعياً المشاركين إلى وضع تصور مناسب لتأسيس نادٍ للشباب العربي القومي بهدف تحسين الواقع العربي من خلال التوعية الفكرية.
وأبدى المحافظ استعداد مدينة حمص لاستضافة مقر النادي الذي سيشكل نواةً لجامعةٍ عربيةٍ حقيقيةٍ تراعي مطالب المجتمع وتقف في وجه كل من يفكر بالتآمر على سورية التي وقفت إلى جانب كل العرب ورعت مصالحهم وشؤونهم ودعمت المقاومة والمقاومين.
وألقى ضرار بستنجي من الأردن كلمة الوفود الشبابية العربية قال فيها «ليعلم العالم أجمع أننا مع سورية وإلى جانبها فهي من وقفت إلى جانب العرب ودافعت عنهم وعن مصالحهم».
ولفت بستنجي إلى أن ما يحصل في سورية مؤامرة مدبرة لتدمير بلد العروبة والمقاومة مؤكداً أن الشعب السوري علم العالم كيف يتحد الشعب والجيش معاً لتحقيق الانتصار مطالباً المشاركين بتجسيد حالة قومية عربية شبابية والالتزام بالثوابت الوطنية.
بدوره قال سديف حماده من لبنان في كلمة الشباب المقاوم «نحن اليوم في حضن المقاومة والعروبة نشهد الانتصار الذي يسطّره الجيش العربي السوري ضد الإرهاب الحاقد والفكر الظلامي».
وأكد حماده أن سورية كانت ومازالت بلد المقاومة والمقاومين ومن واجبنا كشباب عربي مقاوم أن نحافظ على دورها الريادي القومي.
كما ألقى رسام الكاريكاتير عصام حنفي من مصر كلمة الفنان العربي المقاوم أكد فيها «أن المعركة التي تخوضها سورية هي معركة العروبة والتحرير من قوى الشر والرجعية» لافتاً إلى دور الفن في حياتنا وخاصة في الأزمات حيث قدم الفنانون المقاومون أعمالاً حاكوا فيها هموم الوطن ومعاناته.
وقال حنفي إن مسيرة الفن الملتزم ستبقى مستمرةً رغم كل ما تمر به البلاد العربية من أحداث صنعها الغرب لتكون دماراً للفكر والثقافة والحضارة لافتاً إلى أن سورية كانت وما زالت أرض الفن والفكر والثقافة والحضارة التي يفخر بها كل عربي شريف.
كما ألقت انتصار عنابي من تونس كلمة المرأة الشابة بينت فيها دور المرأة في الأزمات والحروب وما قدمته إلى جانب الرجل من تضحيات في سبيل بقاء الأوطان مطالبةً المرأة العربية باستعادة دورها الذي فقدته في بعض الدول العربية التي تدّعي الديمقراطية.
وقدمت عنابي اعتذاراً باسم الشعب التونسي عما صدر من بعض الشباب المغرر بهم الذين جاؤوا للمشاركة في القتال إلى جانب الإرهابيين على أرض سورية الحبيبة مؤكدةً أنهم لا يمثلون الشعب التونسي وإنما يمثلون أنفسهم.
وقدمت بعد ذلك فرقة أطفال شموع سورية وهم من أبناء الشهداء فقرة غنائية للوطن كما تم عرض كلمة تاريخية للقائد الخالد حافظ الأسد وفيلم وثائقي للمجازر والتدمير والخراب الذي خلفته المجموعات الإرهابية المسلحة في مدينة حمص.
يستمر المؤتمر لمدة ثلاثة ايام وحيث يتضمن اليوم الاول ندوة حوارية بعنوان «المشروع القومي العربي في مواجهة المشروع الصهيوني الغربي» وسيعقد اليوم «لقاء حواري مع بعض عائلات الشهداء ولجان المصالحة ورجال الدين» وندوة حوارية بعد الظهر بعنوان «الشباب.. والعروبة.. والمقاومة والتحرير» ثم جولة يقوم بها المشاركون في احياء مدينة حمص، ويوم الاربعاء ستقوم الوفود المشاركة بزيارة ميدانية الى مدينتي القصير وتلكلخ ثم لقاء مفتوح مع السيد المحافظ سيكون عبارة عن مؤتمر صحفي وتلاوة الختامي.
وتشارك في المؤتمر وفود من الأردن والعراق وفلسطين ولبنان والكويت والبحرين ومصر وتونس والجزائر واليمن والسودان وموريتانيا والصومال.
حضر افتتاح المؤتمر صبحي حرب وفيروز الموسى أمينا فرعي حمص وجامعة البعث لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس الجامعة وعدد من الفعاليات الأهلية والثقافية والعلمية والدينية وحشد من طلبة الجامعة.
وكان المشاركون في المؤتمر زاروا أمس ضريح القائد الخالد حافظ الأسد في مدينة القرداحة ووضعوا أكاليل الزهر وقرؤوا الفاتحة على روحه الطاهرة.
وأكدّ المشاركون أن البنيان القوي والمتين الذي أرساه القائد الخالد تجلت معالمه في الصمود الأسطوري لسورية وشعبها واقتصادها وجيشها في مواجهة أعتى قوى الطغيان والتكفير الذي يستهدفها اليوم للنيل من وحدتها واستقرارها وموقعها المقاوم في هذه المرحلة خدمة للمشروع الصهيوأميركي الذي يسعى إلى تقسيم المنطقة إلى كيانات مشرذمة تكرس إسرائيل كقوة وحيدة مسيطرة في المنطقة العربية.
وأكدوا أن سورية اليوم أقوى وأشد صلابة من خلال تمسكها بمواقفها المبدئية في الدفاع عن نفسها ومكانتها وأمنها في ظل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي يشكل ضمانة حقيقية لاستقرار سورية ويجسد تطلعات الشباب القومي العربي في مواجهة استحقاقات هذه المرحلة الخطيرة من التاريخ العربي المعاصر.