وأشار الدكتور الحلقي خلال لقائه أمس غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي إلى دور رجال الدين المسلمين والمسيحيين في حشد الطاقات الروحية للحفاظ على تماسك السوريين ووحدتهم من خلال بثهم لرسائل المحبة والتسامح والتآخي ونشر الصورة الحقيقية للأديان رغم محاولات التيارات التكفيرية الوهابية المتطرفة والفتاوى التحريضية تشويه مبادئ وقيم الأديان السماوية وخاصة الدين الإسلامي ومحاولة الآخرين اعتباره مصدراً للقتل والتدمير وإلغاء الآخر.
ونوه رئيس مجلس الوزراء بدور القامات الدينية الروحية في سورية في التصدي للأفكار الدخيلة والغريبة على مجتمعنا وشعبنا والدفاع عن التعايش المشترك بين أبناء الوطن مؤكدا أن الظروف الراهنة تكسب السوريين فرصة لإعادة التفكير وتصحيح السلوك في السياسات التربوية والتعليمية والاقتصادية بما يعزز صمودهم بوجه أي حالة طارئة وأن الحكومة تسعى جاهدة لتأمين مقومات هذا الصمود.
وتطرق رئيس مجلس الوزراء إلى الحرب الاقتصادية والإعلامية والسياسية والاجتماعية التي تتعرض لها سورية شارحاً الواقع الاقتصادي اليومي للمواطن السوري وجهود الحكومة في تلبية كل متطلباته وتأمين المواد الأساسية الغذائية والطبية والخدمية والنفطية رغم ما تتكبده من خسائر في البنى التحتية نتيجة الأعمال الإرهابية التي ترتكبها المجموعات المسلحة ما يشكل محدودية في موارد الدولة نتيجة توقف القطاعات الحيوية والتنموية والصناعية.
من جهته أكد البطريرك يازجي أن "سورية بلد شامخ وصامد" وأن السوريين رغم ما يمرون به يعطون دروساً للآخرين بتلاحمهم ووحدتهم وإصرارهم على الانتصار والحفاظ على وطنهم مشيراً إلى أن التيارات التكفيرية الإرهابية لن تجد موطئ قدم لها في سورية.
وشدد البطريرك يازجي على أن تنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة هو المخرج الوحيد لعودة السلام والأمان والوئام إلى سورية مثمنا دور الحكومة على اهتمامها بقضايا الناس والمجتمع رغم الظروف الصعبة والقاسية التي تواجهها.
** ** **
وزير الأوقاف: الدعوات التكفيرية والفتاوى التحريضية لا تمثل الفكر الإسلامي
إلى ذلك أكد البطريرك يازجي أن ما يجري في سورية بعيد كل البعد عن الإنسانية وأن المتآمرين "لن يجدوا موطئ قدم في سورية بلد الحضارة والعيش المشترك بسبب وعي شعبها وتكاتفه لصد المؤامرة".
وأشار البطريرك خلال لقائه أمس وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد إلى أن سورية تحمل رسالة إلى العالم بالعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين المتجسد بكل نواحي الحياة مبينا "أن مدرسة السوريين السماوية واحدة وأهدافهم سامية وكلهم يد واحدة من أجل الوطن".
بدوره أشار الوزير السيد إلى أن الرسالات السماوية جاءت لخير البشرية ولوضع أسس المحبة وتكريس الرحمة والتسامح بين الناس مبيناً أن "سورية محصنة بثوابتها الوطنية والإيمانية والعيش المشترك".
ولفت الوزير السيد إلى أن الدعوات التكفيرية والفتاوى التحريضية هي دعوات "لا تمثل الفكر الإسلامي الصحيح وتصدر وفق قوالب معينة لخدمة مآرب سياسية وأجندات غربية وتنظيمات تكفيرية" مؤكدا أن هذه الدعوات لن تثني السوريين عن مواجهة الحملات التآمرية والتكفيرية الرامية إلى زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.
وأكد الجانبان أن التعدي على القامات الروحية الإسلامية والمسيحية هو "تعد سافر لم يشهده التاريخ وأن ما جرى مؤخرا من خطف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم من الجهات التكفيرية هو"عمل همجي وغير إنساني".
** ** **
حسون: سورية انتصرت على كل من أراد
تفتيتها وأعطت العالم النموذج في التآخي
من جهته أكد سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية أن سورية انتصرت على كل من أراد تفتيتها وأعطت العالم النموذج الأجمل في التآخي والمحبة والتسامح وذلك بفضل أبنائها وقيادتها السياسية والروحية والاقتصادية الذين وقفوا جميعاً في وجه ما خطط من مشاريع استعمارية.
وأشار المفتي حسون خلال لقائه أمس البطريرك يازجي إلى أن الهجمة الشرسة على سورية و محاولة تمزيقها مذهبيا وطائفياً ودينياً تأتي بسبب تنوعها وتعددها الذي يعطيها الثراء الغني مشيرا إلى أن هذه اللقاءات والزيارات بين كل أطياف الشعب والأسرة الواحدة هو الرد الأمثل على هذه الهجمة.
بدوره بين البطريرك يازجي "أن رسالة السماء في قلوبنا أجمعين مسلمين ومسيحيين هي الإخاء والمحبة والسلام كما ورد في الكتب المقدسة" مؤكداً أن الذين يسعون إلى استغلال الدين وجعله أداة تفرقة بين الأخ وأخيه لن ينجحوا".
ولفت البطريرك يازجي إلى أن رسالة السوريين واضحة عبر وجودهم وحياتهم وعيشهم المشترك مع بعضهم في هذا البلد الطيب.