انطلاقاً من القناعة الراسخة لديهم بأن سورية تدافع عن وحدة اراضيها ومستقبل شعبها وسيادتها وحريتها، ولاسيما في ظل داعيات التسليح التي ستطول جميع الابرياء في المنطقة والعالم بعد ان ظن الغرب واميركا اللذان يدفعان نحو هذا التسليح بأن القارتين ستكونان بمنأى عن اخطار الارهاب ومنظمية وداعميه.
والقناعة الروسية ايضاً باتت راسخة بأن من يريد استتاب السلام والامن في العالم لا يدعم المجموعات الارهابية المسلحة التي ستحرق بنارها أولاً كل من موّل ودرب وهرب المسلحين الى سورية، وبالتالي لابد من مناقشة هذه الازمة ومنعكساتها على دول المنطقة، وكذلك ان يحدد موقفه من عقد مؤتمر دولي والدعوة للحوار.
لافروف: على أميركا تحديد موقفها من مبادرة عقد المؤتمر الدولي
سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أكد أنه على الولايات المتحدة أن تحدد موقفها من مبادرة عقد مؤتمر دولي حول الوضع في سورية موضحاً في تصريحات له أمس قبيل لقائه نظيره الامريكي جون كيري على هامش اجتماع وزراء خارجية دول جنوب شرق آسيا آسيان في بروناي أتوقع من اجتماعي مع كيري والذي سيتم على هامش أنشطة اجتماع شرق آسيا في الاول والثاني من تموز الحالي في بروناي مزيدا من الوضوح حول موقف الولايات المتحدة من المبادرة الامريكية الروسية المشتركة لعقد مؤتمر دولي بشأن سورية.
لافروف ووانغ
يبحثان الوضع في سورية
يأتي ذلك في وقت بحث فيه لافروف ووزير خارجية الصين وانغ يي في بروناي أمس الوضع في سورية وآفاق حل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية اضافة إلى البرنامج النووي الايراني.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها ان الوزيرين لافروف ووانغ يي تبادلا خلال اجتماعهما على هامش لقاء وزراء خارجية دول منظمة آسيان في بروناي وجهات النظر حول بعض القضايا الدولية والاقليمية الرئيسية مع التركيز على الوضع في منطقة اسيا والمحيط الهاديء وعلي الوضع في سورية وحولها وافاق حل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية والبرنامج النووي الايراني.
الخارجية الروسية اشارت إلى أن الجانبين أكدا ضرورة استمرار التعاون والتنسيق الوثيق بين روسيا والصين في مختلف المنظمات الدولية ومن خلال الاطر الاقليمية للحوار، وأضافت ان الوزيرين نوها بالشراكة الاستراتيجية المتطورة بين البلدين والتي أعطتها زيارة الزعيم الصيني شي جين بينغ الاخيرة إلى روسيا دفعة اضافية من القوة كما أعربا عن الاهتمام المشترك بالتنمية النشطة وبتعميق التعاون في جميع المجالات بين بلديهما.
وأوضحت الوزارة أنه تم ايلاء اهتمام خاص إلى الحاجة إلى زيادة التعاون التجاري الاقتصادي والاستثماري وكذلك توسيع الاتصالات الانسانية بين البلدين وهو ما تم من خلال الزيارة التي قام بها لاول مرة في تاريخ العلاقات بين البلدين بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل إلى الصين.
وقالت الوزارة في بيانها ان الجانبين دققا البرنامج الزمني المحدث لاجراء الاتصالات الثنائية المقبلة على أعلي المستويات بين مسؤولي البلدين.
.. ويلتقي كيري اليوم
من جهته اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان محادثاته مع لافروف اليوم ستتناول سبل عقد المؤتمر الدولي حول سورية في جنيف.
وكالة ايتار تاس الروسية نقلت عن كيري قوله في مؤتمر صحفي على هامش قمة اسيان انه سيلتقي لافروف اليوم ويناقش معه آفاق عقد مؤتمر جنيف والزيارة المزمعة للرئيس الاميركي باراك اوباما إلى روسيا ومشاركته في قمة مجموعة العشرين.
واعتبر كيري ان الولايات المتحدة قلقة من تصاعد العنف في سورية.
في هذه الاثناء بحث الجنرال سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي مع رئيس هيئة الاركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصيني الجنرال فان فين هوي الذي يزور موسكو حاليا الوضع في سورية ومسائل تخص التعاون العسكري بين البلدين.
وقال شويغو للصحفيين في موسكو اننا ناقشنا عددا من القضايا حيث جري التركيز خصوصا على النقاط المتأزمة وهي بطبيعة الحال أولا وقبل كل شيء الوضع في سورية وفي مختلف أنحاء المنطقة.
واضاف انه تمت مناقشة القضايا المتعلقة بسير عمليات التفتيش المفاجئ للجاهزية القتالية للقوات المسلحة الروسية حيث تم الحديث بالتفصيل عن أهداف ومهام هذه العمليات ونحن عازمون على الاستمرار في تنفيذ مثل هذه الرقابة على جاهزية القوات المسلحة.
واعتبر شويغو أن زيارة رئيس هيئة الاركان العامة الصيني إلى موسكو هي استمرار وتأكيد لحقيقة أن العلاقات بين البلدين هي علاقات ذات طابع استراتيجي.
مسؤول روسي يحذر من تنامي نفوذ الإرهابيين في صفوف «المعارضة»
في غضون ذلك ونتيجة تنامي الارهابيين في صفوف المعارضة السورية حذر الكسندر زمييفسكي ممثل الرئيس الروسي الخاص لمسائل مكافحة الارهاب والجريمة العابرة للقارات من تنامي نفوذ التنظيمات الارهابية لما تسببه تلك التنظيمات من اخطار على امن المنطقة والعالم وقال زمييفسكي في مقال نشر اليوم في مجلة الحياة الدولية ونقله موقع روسيا أمس ان روسيا قلقة للغاية من زيادة اهتمام تنظيم القاعدة والمجموعات المرتبطة بها على غرار جبهة النصرة بسورية وخططها لتحويل هذه البلاد إلى معقلها الرئيسي في الشرق الاوسط من أجل نقل النشاط الارهابي إلى دول أخرى.
وشدد زمييفسكي على أهمية تقريب مواقف المجتمع الدولي في ظروف تنامي نفوذ التنظيمات الارهابية في صفوف المعارضة السورية معربا عن أسفه لقيام بعض الدول الغربية في الاونة الاخيرة بمنع اصدار مجلس الامن الدولي لقرارات تدين العمليات الارهابية التي تحصل في سورية.
وشدد على أن هذا الامر يتعارض مع الالتزامات التي تفرضها قرارات مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة بشأن الادانة غير المشروطة للعمليات الارهابية بغض النظر عن هوية مرتكبيها ودوافعهم.
موسكو: لا نزال تطرح بقوة اقتراح إرسال قوة مراقبة إلى الجولان السوري
من جانب آخر أعربت وزارة الخارجية الروسية عن القلق الشديد ازاء احتدام الوضع في منطقة فصل القوات في الجولان السوري بسبب تغلغل عناصر مسلحة من المعارضة السورية ما يعقد قيام قوة الامم المتحدة لمراقبة فصل القوات في الجولان الاندوف بمهامها في المنطقة.
وجاء في بيان للخارجية الروسية أمس: يثير قلقنا الى حد كبير احتدام الوضع في منطقة فصل القوات حيث سحبت كرواتيا واليابان وكندا وحداتها من هناك كما اتخذت حكومة النمسا قرارا بسحب وحدتها أيضا لافتا الى أن تغلغل العناصر المسلحة للمعارضة الى المنطقة يضطر القوات الحكومية السورية للرد على استفزازاتها.
واعاد البيان التذكير بان رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين تقدم بمبادرة لارسال وحدة روسية الى منطقة الفصل في الجولان السوري ضمن اطار قوة المراقبة التابعة للامم المتحدة كقسط تسهم به روسيا في الجهود التي تبذلها الامم المتحدة لضمان الامن في هذه المنطقة شرط موافقة الامم المتحدة والطرفين المعنيين على ذلك حيث تم اخطار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بهذا الاقتراح ولايزال محتفظا بقوته.
واكد البيان ان روسيا تواصل في الوقت ذاته اتصالاتها مع الشركاء الدوليين والاقليميين بغية ايجاد تسوية سياسية دبلوماسية للازمة في سورية كي يصبح من الممكن مستقبلا الشروع بحل قضية الجولان المحتل طبقا لقرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة.
وكانت عناصر المجموعات الارهابية المسلحة في هذه المنطقة اقدمت مؤخرا على تعديات على عناصر قوة الاندوف واختطفت عددا من العناصر لعدة ايام ثم سلمتهم في وقت لاحق عبر وسطاء حيث لوحظ تحركها بحرية على مرأى من قوات الاحتلال الصهيوني في الجولان المحتل .
** ** **
كي مون يأمل بعقد لقاء استشاري ثلاثي للتحضير للمؤتمر الدولي
جنيف - سانا:
أعرب الامين العام للامم المتشحدة بان كي مون عن امله بعقد لقاء استشاري ثلاثي جديد بين الامم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة الامريكية للتحضير للمؤتمر الدولي حول سورية بأسرع ما يمكن.
واوضح كي مون في تصريح للصحفيين في جنيف كما نقل موقع روسيا اليوم ان المبادرة الروسية الامريكية القاضية بدعوة الاطراف في سورية للحوار تعد افضل الفرص لايجاد حل طويل الامد من شأنه ان يؤدي الى احلال السلام وينقذ حياة الناس مشيرا الى اهمية بذل المجتمع الدولي كل الجهود الممكنة من أجل عقد هذا المؤتمر الدولي جنيف2 بأسرع ما يمكن.
وحول اسباب عدم تحديد موعد لعقد المؤتمر حتى الان لفت الامين العام للامم المتحدة الى أن موضوع تمثيل المعارضة السورية يعد من بين القضايا العالقة معربا عن امله بان ترسل المعارضة وفدا موحدا يمثل كل وجهات نظرها.
واعتبر كي مون ان حجر العثرة الاخر هو مسالة مشاركة ايران والسعودية في المؤتمر.. حيث لم تتمكن الاطراف من الاتفاق بشأن هل يجب اخذ موقفي هذين البلدين بعين الاعتبار وبأي شكل.
وكانت مدينة جنيف السويسرية شهدت انعقاد جولتي مشاورات ثلاثية بين ممثلي روسيا والولايات المتحدة الامريكية والامم المتحدة للتحضير لمؤتمر جنيف الدولي حول سورية.