واعزفْ لجلّقَ لحناً خالداً أبدا
مهدُ الحضاراتِ، والتاريخُ يعرفُها
فيها الكرامةُ، تزهو اليومَ مُعتَقدا
أمُّ الثقافةِ، من أحضانِها انطلقَتْ
بشائرُ الفكرِ، والإيمانُ قد نُشِدا
ثقافةُ الحقَّ نحنُ مَن يباركُها
ثقافةُ الذلِّ لا تلقى لها سَندا
أرضُ البطولاتِ ما هانَتْ لنازلةٍ
المجدُ يدرجُ، في أرجائِها وُلدا
قلبُ العروبةِ، نبضٌ دائمٌ وهوىً
يُعطي ويُعطي، فلم يبخلْ وما نَفدا
••
هذي دمشقُ إلى العلياءِ موكبُها
رغمَ التحدّي ورغمَ كلِّ مَنْ حَسدا
يا غرسةً في خضمِّ الدهرِ شامخةً
كنتِ الشهودَ وكنتِ العونَ والسَندا
الحبُّ يصدحُ في آفاقِها طَرباً
في قاسيونَ، ويأتي اللحنُ مِنْ بردى
والصبحُ يصحو على أضواءِ جبهتِها
والطيرُ ينشدُ شعراً، عاشقاً، غَرِدا
••
قالوا الشآمَ، وإنَّ اللّهَ يحرسُها
تُتْلى لها الآيُ باسمِ اللهِ، مَنْ حُمدا
رمزّ التحدّي بأفعالٍ مآثِرها
رؤى المبادىءِ، عزمُ الشّعبِ إنْ عَقدا
يسترجعُ الحقَّ لم يعبأ بنائبةٍ
صلبُ الإرادةِ، في أحكامِها صَمدا
سيفُ الشآمِ أصيلٌ، مُشرعٌ أبداً
وفارسُ العربِ لم يبخلْ إذا وَعدا
سيفُ على الظلمِ مشروعٌ بهيبتهِ
لم يعرفِ الضعفَ يومَ الحقِّ إنْ قُصدا
سيفُ السيوفِ أناخت حولَهُ نُوَبُ
يجلو .. ويجلو، بفخرٍ حدّهُ اتّقدا
••
يا جلّقَ الشامِ، يا أمّاً لنا وأباً
منكِ العروبةُ تبغي المدَّ والمدَدا
فيكِ الحقيقةُ، فيكِ الأمنُ مزدهرٌ
لكلَّ حرٍّ، إذا ما زارَ أو قَصدا
تلكُم بنوكِ مدى الأيامِ ما برحوا
في كلَّ فجٍّ، وفي أوطانِهم أُسُدا
فلتهنأ الشامُ، تاريخاً وعاصمةً
للعُربِ دوماً، بمجدٍ ترفعُ العُمَدا